ماذا نفعل بجسد الميت ؟؟؟ جوابان احدهما من القرآن الكريم و الاخر من اليوم 14 من محرم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
أعظم الله أجوركم بيوم 14 من محرم يوم دفن الأجساد الطاهرة التي بقيت 3 أيام على رمضاء كربلاء .
ماذا نفعل بجسد المرء بعد موته هل نتركه ملقيا على وجه الأرض بحيث يتفسخ جسده ويتلاشى أم نحنطه وننظر اليه أم ماذا ؟؟؟
القرآن الكريم أجاب عن هذا التسائل منذ بداية الخليقة وصور لنا ماذا نفعل لجسد الميت وعلمنا ان ندفنه تحت الثرى في باطن الأرض لستر عورته وللحفاظ على جسده من وحوش السباع والطيور ، علمنا ذلك في قصة قتل قابيل لاخيه هابيل ففي هذه القصة بعث الله سبحانه وتعالى طائر الغراب ليعلم البشر كيف يدفنون جثة من مات منهم في الأرض . قال تعالى : ( فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) - 1 -
وبعد ما تعلم البشر ان يدفن الأجساد بقي متحيرا مرة أخرى وبالتحديد بعد واقعة كربلاء عندما رحل جيش عمر بن سعد لعنهم الله إلى الكوفة ، جاء رجال من قبيلة بني اسد إلى الأجساد وهي مقطّعة الرؤوس ، فتحيّروا في دفنها ، وسبب تحيرهم أنهم لا يعرفوا هذا الجسد لمن ، وهذا العضو المقطوع لمن ...
فبينما هم كذلك جاء الإمام زين العابدين (ع) بمعجزة طي الأرض إلى أرض كربلاء .
فأخبرهم (ع) عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة ، وأوقفهم على أسمائهم ، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب ، فارتفع البكاء والعويل ، وسالت الدموع منهم كل مسيل ، ونشرت الأسديات الشعور ولطمن الخدود .
ثمّ مشى الإمام زين العابدين (ع) إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءً عالياً ، وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب فبان قبر محفور وضريح مشقوق ، فبسط كفّيه تحت ظهره وقال : ( بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله ، صدق الله ورسوله ، ما شاء الله لا حوّل ولا قوّة إلاّ بالله العظيم ) ، وأنزله وحده لم يشاركه بنو أسد فيه ، وقال لهم : ( إنّ معي من يعينني ) ، ولمّا أقرّه في لحده وضع خدّه على منحره الشريف قائلاً : ( طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر ، فإنّ الدنيا بعدك مظلمة ، والآخرة بنورك مشرقة ، أمّا الليل فمسهّد ، والحزن سرمد ، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم ، وعليك منّي السلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته ) . وكتب على القبر : ( هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، الذي قتلوه عطشاناً غريباً ) .
ثمّ مشى إلى عمّه العباس (ع) ، فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء ، وأبكت الحور في غرف الجنان ، ووقع عليه يلثمّ نحره المقدّس قائلاً : ( على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم ، وعليك منّي السلام من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته ) .
وشق له ضريحاً وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد ، وقال لبني أسد : ( إنّ معي من يعينني ) ! نعم ترك مساغاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء ، وعيّن لهم موضعين وأمرهم أن يحفروا حفرتين ، ووضع في الأُولى بني هاشم ، وفي الثانية الأصحاب وأمّا الحر الرياحي فأبعدته عشيرته إلى حيث مرقده الآن )- 2 -
وبعدما أكمل الإمام السجاد (ع) دفن الأجساد الطاهرة ، عاد إلى الكوفة والتحق بركب السبايا .
******************************
الهوامش :
1 - المائدة ، الاية 31 .
2 - مقتل الحسين (ع) ، للسيد المقرم ، ص 320 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
أعظم الله أجوركم بيوم 14 من محرم يوم دفن الأجساد الطاهرة التي بقيت 3 أيام على رمضاء كربلاء .
ماذا نفعل بجسد المرء بعد موته هل نتركه ملقيا على وجه الأرض بحيث يتفسخ جسده ويتلاشى أم نحنطه وننظر اليه أم ماذا ؟؟؟
القرآن الكريم أجاب عن هذا التسائل منذ بداية الخليقة وصور لنا ماذا نفعل لجسد الميت وعلمنا ان ندفنه تحت الثرى في باطن الأرض لستر عورته وللحفاظ على جسده من وحوش السباع والطيور ، علمنا ذلك في قصة قتل قابيل لاخيه هابيل ففي هذه القصة بعث الله سبحانه وتعالى طائر الغراب ليعلم البشر كيف يدفنون جثة من مات منهم في الأرض . قال تعالى : ( فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) - 1 -
وبعد ما تعلم البشر ان يدفن الأجساد بقي متحيرا مرة أخرى وبالتحديد بعد واقعة كربلاء عندما رحل جيش عمر بن سعد لعنهم الله إلى الكوفة ، جاء رجال من قبيلة بني اسد إلى الأجساد وهي مقطّعة الرؤوس ، فتحيّروا في دفنها ، وسبب تحيرهم أنهم لا يعرفوا هذا الجسد لمن ، وهذا العضو المقطوع لمن ...
فبينما هم كذلك جاء الإمام زين العابدين (ع) بمعجزة طي الأرض إلى أرض كربلاء .
فأخبرهم (ع) عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة ، وأوقفهم على أسمائهم ، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب ، فارتفع البكاء والعويل ، وسالت الدموع منهم كل مسيل ، ونشرت الأسديات الشعور ولطمن الخدود .
ثمّ مشى الإمام زين العابدين (ع) إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءً عالياً ، وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب فبان قبر محفور وضريح مشقوق ، فبسط كفّيه تحت ظهره وقال : ( بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله ، صدق الله ورسوله ، ما شاء الله لا حوّل ولا قوّة إلاّ بالله العظيم ) ، وأنزله وحده لم يشاركه بنو أسد فيه ، وقال لهم : ( إنّ معي من يعينني ) ، ولمّا أقرّه في لحده وضع خدّه على منحره الشريف قائلاً : ( طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر ، فإنّ الدنيا بعدك مظلمة ، والآخرة بنورك مشرقة ، أمّا الليل فمسهّد ، والحزن سرمد ، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم ، وعليك منّي السلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته ) . وكتب على القبر : ( هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، الذي قتلوه عطشاناً غريباً ) .
ثمّ مشى إلى عمّه العباس (ع) ، فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء ، وأبكت الحور في غرف الجنان ، ووقع عليه يلثمّ نحره المقدّس قائلاً : ( على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم ، وعليك منّي السلام من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته ) .
وشق له ضريحاً وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد ، وقال لبني أسد : ( إنّ معي من يعينني ) ! نعم ترك مساغاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء ، وعيّن لهم موضعين وأمرهم أن يحفروا حفرتين ، ووضع في الأُولى بني هاشم ، وفي الثانية الأصحاب وأمّا الحر الرياحي فأبعدته عشيرته إلى حيث مرقده الآن )- 2 -
وبعدما أكمل الإمام السجاد (ع) دفن الأجساد الطاهرة ، عاد إلى الكوفة والتحق بركب السبايا .
******************************
الهوامش :
1 - المائدة ، الاية 31 .
2 - مقتل الحسين (ع) ، للسيد المقرم ، ص 320 .
تعليق