بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد كانت سيرة أولياء الله (عليهم السلام) بمساعدة جميع الناس وخصوصاً الضعفاء منهم أعني الفقراء والنساء والأطفال و نستعرض بعض القصص التي بينت كيف أنهم (عليهم السلام) قدموا يد المساعدة والعون للنساء الأجنبيات عنهم والقريبات لهم .
القصة الأولى : نبي الله موسى (عليه السلام) يساعد النساء :
قوله تعالى : { وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } . (1) .
قال السيد الطبطبائي بخصوص هذه الآية : ( فهم عليه السلام من كلامهما أن تأخرهما في السقى نوع تعفف وتحجب منهما وتعد من الناس عليهما فبادر إلى ذلك وسقى لهما ) . (2) .
القصة الثانية : الإمام علي (عليه السلام) يساعد النساء :
أ - الإمام علي (عليه السلام) يساعد أم الأيتام :
( نظر علي عليه السلام إلى امرأة على كتفها قربة ماء ، فأخذ منها القربة فحملها إلى موضعها ، وسألها عن حالها فقالت : بعث علي بن أبي طالب صاحبي إلى بعض الثغور فقتل ، وترك علي صبيانا يتامى ، وليس عندي شيء ، فقد ألجأتني الضرورة إلى خدمة الناس ، فانصرف وبات ليلته قلقا ، فلما أصبح حمل زنبيلا فيه طعام ، فقال بعضهم : أعطني أحمله عنك ، فقال : من يحمل وزري عني يوم القيامة ؟ فأتى وقرع الباب ، فقالت : من هذا ؟ قال : أنا ذلك العبد الذي حمل معك القربة ، فافتحي فإن معي شيئا للصبيان ، فقالت : رضي الله عنك وحكم بيني وبين علي بن أبي طالب ، فدخل وقال : إني أحببت اكتساب الثواب ، فاختاري بين أن تعجنين وتخبزين وبين أن تعللين الصبيان لأخبز أنا ، فقالت : أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر ، ولكن شأنك والصبيان ، فعللهم حتى أفرغ من الخبز ، قالت : فعمدت إلى الدقيق فعجنته ، وعمد علي عليه السلام إلى اللحم فطبخه ، وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره ، فكلما ناول الصبيان من ذلك شيئا قال له : يا بني اجعل علي بن أبي طالب في حل مما أمر في أمرك ، فلما اختمر العجين قالت : يا عبد الله اسجر التنور فبادر لسجره فلما أشعله ولفح في وجهه جعل يقول : ذق يا علي هذا جزاء من ضيع الارامل واليتامى ، فرأته امرأة تعرفه فقالت : ويحك هذا أمير المؤمنين ، قال : فبادرت المرأة وهي تقول : واحيائي منك يا أمير المؤمنين ، فقال : بل واحيائي منك يا أمة الله فيما قصرت في أمرك ) . (3) .
ب - الإمام علي (عليه السلام) يساعد حليلته فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المنزل :
( روي عن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال : دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة ( عليها السلام) جالسة عند القدر وأنا أنقي العدس ، قال : يا أبا الحسن قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اسمع مني - وما أقول إلاّ ما أمرني ربي - ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلاّ كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، وأعطاه الله تعالى من الثواب ما أعطاه الصابرين : داود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السلام) يا علي ، من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء ، وكتب له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد ، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة ، وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة يا علي ، ساعة في خدمة البيت خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة ، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عار يكسوهم وألف فرس يوجهها في سبيل الله ، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين ، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، ومن ألف أسير اُسر فأعتقهم ، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة . يا علي ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب . يا علي ، خدمة العيال كفارة للكبائر ، وتطفئ غضب الرب ، ومهور حور العين ، وتزيد في الحسنات والدرجات . يا علي ، لا يخدم العيال إلاّ صديق أو شهيد ، أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة ) . (4) .
---------------------------------
(1) الآيتان (23 و 24) / من سورة القصص .
(2) السيد الطباطبائي / تفسير الميزان / الجزء 16 / الصفحة 25 .
(3) موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / محمد الريشهري / الجزء 4 / الصفحة 208 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 101 / الصفحة 132 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد كانت سيرة أولياء الله (عليهم السلام) بمساعدة جميع الناس وخصوصاً الضعفاء منهم أعني الفقراء والنساء والأطفال و نستعرض بعض القصص التي بينت كيف أنهم (عليهم السلام) قدموا يد المساعدة والعون للنساء الأجنبيات عنهم والقريبات لهم .
القصة الأولى : نبي الله موسى (عليه السلام) يساعد النساء :
قوله تعالى : { وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } . (1) .
قال السيد الطبطبائي بخصوص هذه الآية : ( فهم عليه السلام من كلامهما أن تأخرهما في السقى نوع تعفف وتحجب منهما وتعد من الناس عليهما فبادر إلى ذلك وسقى لهما ) . (2) .
القصة الثانية : الإمام علي (عليه السلام) يساعد النساء :
أ - الإمام علي (عليه السلام) يساعد أم الأيتام :
( نظر علي عليه السلام إلى امرأة على كتفها قربة ماء ، فأخذ منها القربة فحملها إلى موضعها ، وسألها عن حالها فقالت : بعث علي بن أبي طالب صاحبي إلى بعض الثغور فقتل ، وترك علي صبيانا يتامى ، وليس عندي شيء ، فقد ألجأتني الضرورة إلى خدمة الناس ، فانصرف وبات ليلته قلقا ، فلما أصبح حمل زنبيلا فيه طعام ، فقال بعضهم : أعطني أحمله عنك ، فقال : من يحمل وزري عني يوم القيامة ؟ فأتى وقرع الباب ، فقالت : من هذا ؟ قال : أنا ذلك العبد الذي حمل معك القربة ، فافتحي فإن معي شيئا للصبيان ، فقالت : رضي الله عنك وحكم بيني وبين علي بن أبي طالب ، فدخل وقال : إني أحببت اكتساب الثواب ، فاختاري بين أن تعجنين وتخبزين وبين أن تعللين الصبيان لأخبز أنا ، فقالت : أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر ، ولكن شأنك والصبيان ، فعللهم حتى أفرغ من الخبز ، قالت : فعمدت إلى الدقيق فعجنته ، وعمد علي عليه السلام إلى اللحم فطبخه ، وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره ، فكلما ناول الصبيان من ذلك شيئا قال له : يا بني اجعل علي بن أبي طالب في حل مما أمر في أمرك ، فلما اختمر العجين قالت : يا عبد الله اسجر التنور فبادر لسجره فلما أشعله ولفح في وجهه جعل يقول : ذق يا علي هذا جزاء من ضيع الارامل واليتامى ، فرأته امرأة تعرفه فقالت : ويحك هذا أمير المؤمنين ، قال : فبادرت المرأة وهي تقول : واحيائي منك يا أمير المؤمنين ، فقال : بل واحيائي منك يا أمة الله فيما قصرت في أمرك ) . (3) .
ب - الإمام علي (عليه السلام) يساعد حليلته فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المنزل :
( روي عن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال : دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة ( عليها السلام) جالسة عند القدر وأنا أنقي العدس ، قال : يا أبا الحسن قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اسمع مني - وما أقول إلاّ ما أمرني ربي - ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلاّ كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، وأعطاه الله تعالى من الثواب ما أعطاه الصابرين : داود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السلام) يا علي ، من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء ، وكتب له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد ، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة ، وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة يا علي ، ساعة في خدمة البيت خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة ، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عار يكسوهم وألف فرس يوجهها في سبيل الله ، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين ، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، ومن ألف أسير اُسر فأعتقهم ، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة . يا علي ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب . يا علي ، خدمة العيال كفارة للكبائر ، وتطفئ غضب الرب ، ومهور حور العين ، وتزيد في الحسنات والدرجات . يا علي ، لا يخدم العيال إلاّ صديق أو شهيد ، أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة ) . (4) .
---------------------------------
(1) الآيتان (23 و 24) / من سورة القصص .
(2) السيد الطباطبائي / تفسير الميزان / الجزء 16 / الصفحة 25 .
(3) موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / محمد الريشهري / الجزء 4 / الصفحة 208 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 101 / الصفحة 132 .