بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
وأقبل سيد الشهور بعد أحد عشر شهراً طال فيها انتظار المؤمنين للدعوة الإلهية الكريمة لمائدته الملأى بزادٍ عظيم ذو قيمة فكرية وأخلاقية تشع العقول بذكره والتدبر في عظيم خطابه فترتقي وتطيب الأرواح بخطابها له ومناجاتها إياه فتسموا محلقةً في ملكوته ..
إنه شهر رمضان الذي ساد على الشهور بنزول القرآن وتجلت بركاته بطيب الأعمال فمرحباً به وأهلاً وسلام عليه وسهلاً ..
لم يكن لأي شهر من شهور السنة ساعات وليال وأيام هي خير الأوقات إلا شهر رمضان حيث تكون فيه الأنفاس تسبيح والنوم عبادة والعمل المباح مقبول والمستحب مدبول ..
شهرٌ دعانا فيه الجواد إلى ضبافته لنكون من أهل كرامته ، فعلينا أن نتزود من مائدة الله بحسن الطاعة وطيب العمل واجتناب ما يحجزنا عن رحمته ، لنُفرغ شحن ساعات شهر الله بكهرباء العمل الخالص لوجهه الكريم وعلينا فيه أن نتخطى صوم العوام لصوم الخواص للنال وسام الرضا وعلينا أن نجاهد أنفسنا فيه لنصل بها إلى صوم خواص الخواص لنُحصِّنها به من وساوس وإغواءات الشيطان الرجيم ..
إن العاملين في شهر الله الفضيل يرون ريع عملهم في يوم عيدهم ، فنسأل الله أن نكون فيه من العاملين لنغنم بربح الجوائز المعدة من أكرم الأكرمين في عيد الفطر السعيد فنفرح ونستبشر ونسجد شكراً لله على عظيم ما أولانا في مقابل عملنا القليل في شهره الفضيل الكريم ..
تعليق