ومن مزخرفاتهم الواهية التي لا تقبلها إلاّ القلوب اللاّهية الساهية، وتنفر منها الطبائع الصافية، وسخافتها على أولي الالباب غير خافية، ونكارتها من مبانيها ومعانيها بادية، بل هي عليهم داهية: (إنّ الله تعالى أعطى أبا بكر ثواب من آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مذ بعثه إلى أن تقوم الساعة)، وهذا كذب بيّن الشناعة، وإفتراء ظاهر الفظاعة.
قال في الرياض النضرة في مناقب أبي بكر:
«ذكر أنّ الله أعطاه ثواب من آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): عن عليّ بن أبي طالب قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول لابي بكر: يا أبا بكر! إنّ الله أعطاني ثواب من آمن به منذ خلق آدم إلى أن بعثني، وإنّ الله أعطاك ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة) عنه خرجه الخلعي والملاّ وصاحب فضائله»
وقال الوصابي في الاكتفاء:
«وعن عليّ رضي الله تعالى عنه قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لابي بكر الصدّيق: يا أبا بكر! إنّ الله تعالى أعطاني ثواب من آمن به منذ خلق آدم (عليه السلام) إلى أن تقوم الساعة، وإنّ الله أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة). أخرجه الدنيوري في المجالسة، وأبو طالب العشاري في فضائل الصديق، والخلعي في الخلعيات، والخطيب في تاريخه، والديلمي في دلائله»
وكذب هذه الفرية الشنعاء، والقرفة النكراء، لا يخفى على من له فهم وذكاء، ونظر فيما رواه الثقات الفضلاء، والاثبات النبلاء، في فضائل سيّد الاوصياء، وسلطان الاولياء عليه آلاف التحيّة والثناء، فإنّ هناك أحاديث كثيرة وروايات غزيرة تدلّ على أفضليّته (عليه السلام) على الاطلاق، وأكثريّه ثوابه من كلّ الناس، أبا بكر كان أو غيره، فكيف يصدّق بعد ذلك أنّ الله أعطى أبا بكر ثواب كلّ من آمن بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!.
فمن تلك الروايات حديث: (ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من أعمال اُمّتي إلى يوم القيامة) رواه جمع كثير وجم غفير من شيوخهم ومحدّثيهم، وهو صحيح كما يظهر من المستدرك.
ومع ذلك كلّه، فإنّ هذا البهتان عند نقّاد النواصب أيضاً من الاحاديث المقدوحة، والروايات المجروحة.
أما ترى ابن الجوزي قد عدّ هذا الخبر ـ الهاوي بمفتريه في السقر ـ من الاحاديث الواهية الكثيرة العلل الشديدة التزلزل، التي لا تثبت ولا تصحّ بوجه، ونصّ عليه بالخصوص أيضاً، إنّه لا يصحّ وقدح في رواته، فقال: إنّ بعضهم كذّاب وبعضهم لا يحتجّ به، وهذه عبارته في العلل المتناهية في الاحاديث الواهية:
«أنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن عليّ، قال: نا الحسن بن الحسين النعالي، قال: نا أبو بكر محمّد بن الحسن الدقاق، قال: نا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن حمّاد المصري، قال: نا إبراهيم بن مهدي، قال: نا عمر بن حفص بن صبيح أبو الحسن الشيباني، قال: نا الوضاح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لابي بكر: (يا أبا بكر! إنّ الله أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق آدم الى أن بعثني، وإنّ الله أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني الى أن تقوم الساعة)، [ قال المصنّف ]: هذا لا يصحّ، وفيه الحارث وكان كذّاباً، والوضاح لا يحتج به فقد ظهر من ذلك التصريح، إنّ هذا الكذب غير صحيح، وإنّ الحارث عندهم كذّاب دجّال، والوضاح غير قابل للاحتجاج والاستدلال، كما ذكر صاحب الميزان فقد وضح بذلك سخافة عقول المحتجين بهذا الكذب المردود، وبعدهم عن مقام التحصيل والتحقيق والجهود.
المصادر
الرياض النضرة للطبري: 2 / 121 (575).
الاكتفاء للوصابي مخطوط، وانظر المجالسة للدنيوري: 549 (الجزء 47)، تاريخ بغداد للخطيب: 5/10 (2309).
انظر المستدرك للحاكم: 3 / 573 (4383)، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 13 / 19 (6978)، وينابيع المودة للقندوزي: 1 / 282، وفرائد السمطين للجويني: 1 / 255 وروضة الاحباب (مخطوط للدشتكي): 327، وتجهيز الجيش للدهلوي 163، ومفتاح النجا للبدخشي: 26، وأرجح المطالب الامرتسري: 481، وشواهد التنزيل للحسكاني: 2 / 140 (636)، والمناقب للخوارزمي: 106 (112)، وكنز العمّال للمتقي الهندي: 11 / 623 (33035). العلل المتناهية لابن الجوزي: 1 / 189 (293).
قال في الرياض النضرة في مناقب أبي بكر:
«ذكر أنّ الله أعطاه ثواب من آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): عن عليّ بن أبي طالب قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول لابي بكر: يا أبا بكر! إنّ الله أعطاني ثواب من آمن به منذ خلق آدم إلى أن بعثني، وإنّ الله أعطاك ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة) عنه خرجه الخلعي والملاّ وصاحب فضائله»
وقال الوصابي في الاكتفاء:
«وعن عليّ رضي الله تعالى عنه قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لابي بكر الصدّيق: يا أبا بكر! إنّ الله تعالى أعطاني ثواب من آمن به منذ خلق آدم (عليه السلام) إلى أن تقوم الساعة، وإنّ الله أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة). أخرجه الدنيوري في المجالسة، وأبو طالب العشاري في فضائل الصديق، والخلعي في الخلعيات، والخطيب في تاريخه، والديلمي في دلائله»
وكذب هذه الفرية الشنعاء، والقرفة النكراء، لا يخفى على من له فهم وذكاء، ونظر فيما رواه الثقات الفضلاء، والاثبات النبلاء، في فضائل سيّد الاوصياء، وسلطان الاولياء عليه آلاف التحيّة والثناء، فإنّ هناك أحاديث كثيرة وروايات غزيرة تدلّ على أفضليّته (عليه السلام) على الاطلاق، وأكثريّه ثوابه من كلّ الناس، أبا بكر كان أو غيره، فكيف يصدّق بعد ذلك أنّ الله أعطى أبا بكر ثواب كلّ من آمن بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!.
فمن تلك الروايات حديث: (ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من أعمال اُمّتي إلى يوم القيامة) رواه جمع كثير وجم غفير من شيوخهم ومحدّثيهم، وهو صحيح كما يظهر من المستدرك.
ومع ذلك كلّه، فإنّ هذا البهتان عند نقّاد النواصب أيضاً من الاحاديث المقدوحة، والروايات المجروحة.
أما ترى ابن الجوزي قد عدّ هذا الخبر ـ الهاوي بمفتريه في السقر ـ من الاحاديث الواهية الكثيرة العلل الشديدة التزلزل، التي لا تثبت ولا تصحّ بوجه، ونصّ عليه بالخصوص أيضاً، إنّه لا يصحّ وقدح في رواته، فقال: إنّ بعضهم كذّاب وبعضهم لا يحتجّ به، وهذه عبارته في العلل المتناهية في الاحاديث الواهية:
«أنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن عليّ، قال: نا الحسن بن الحسين النعالي، قال: نا أبو بكر محمّد بن الحسن الدقاق، قال: نا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن حمّاد المصري، قال: نا إبراهيم بن مهدي، قال: نا عمر بن حفص بن صبيح أبو الحسن الشيباني، قال: نا الوضاح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لابي بكر: (يا أبا بكر! إنّ الله أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق آدم الى أن بعثني، وإنّ الله أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني الى أن تقوم الساعة)، [ قال المصنّف ]: هذا لا يصحّ، وفيه الحارث وكان كذّاباً، والوضاح لا يحتج به فقد ظهر من ذلك التصريح، إنّ هذا الكذب غير صحيح، وإنّ الحارث عندهم كذّاب دجّال، والوضاح غير قابل للاحتجاج والاستدلال، كما ذكر صاحب الميزان فقد وضح بذلك سخافة عقول المحتجين بهذا الكذب المردود، وبعدهم عن مقام التحصيل والتحقيق والجهود.
المصادر
الرياض النضرة للطبري: 2 / 121 (575).
الاكتفاء للوصابي مخطوط، وانظر المجالسة للدنيوري: 549 (الجزء 47)، تاريخ بغداد للخطيب: 5/10 (2309).
انظر المستدرك للحاكم: 3 / 573 (4383)، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 13 / 19 (6978)، وينابيع المودة للقندوزي: 1 / 282، وفرائد السمطين للجويني: 1 / 255 وروضة الاحباب (مخطوط للدشتكي): 327، وتجهيز الجيش للدهلوي 163، ومفتاح النجا للبدخشي: 26، وأرجح المطالب الامرتسري: 481، وشواهد التنزيل للحسكاني: 2 / 140 (636)، والمناقب للخوارزمي: 106 (112)، وكنز العمّال للمتقي الهندي: 11 / 623 (33035). العلل المتناهية لابن الجوزي: 1 / 189 (293).
تعليق