بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على مسئولية يزيد عن دم الحسين (ع) -ونستعرض في هذا الدليل النصوص التي تدلُّ على انّ قتل الحسين (ع) كان بايعازٍ من يزيد بن معاوية بقطع النظر عن انَّ الأمر بالقتل كان منوطاً بعدم البيعة فحسب أو منوطاً بعدم البيعة بالإضافة إلى الدخول مع بني امية في مواجة.
النص الأول: ما نقله جمعٌ من المؤرخين من انَّ عبد الله بن عباس بعث برسالةٍ إلى يزيد بن معاوية، وهي رسالة طويلة نذكرُ منها موضع الحاجة: (من عبد الله بن عباس إلى يزيد بن معاوية أما بعد... وانت قتلت حسيناً بفيك الكثكث ولك الاثلب... لا تحسبني لا أباً لك نسيتُ قتلَك حُسيناً وفتيانَ بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام ، غادرهم جنودك مصرَّعين في صعيد ، مرمَّلين بالتراب ، مسلوبين بالعراء ، لا مكفَّنين ، تُسفي عليهم الرياح وتعاورهم الذئاب ، وتنشي بهم عرج الضباع حتى أتاح الله لهم أقواماً لم يشتركوا في دمائهم فأجنُّوهم في أكفانهم، وبي والله وبهم عززتَ وجلست مجلسك الذي جلستَ يا يزيد)1.
وهذا النصُّ كما تلاحظون صريحٌ جداً، حيثُ نسب ابنُ عباس( رحمه الله) قتلَ الحسين (ع) إلى يزيد في رسالته إليه مرَّتين حيثُ قال في موضع منها : (وأنتَ قتلتَ حُسيناً) وقال في موضعٍ آخر من الرسالة : (لا تحسبني لا أبا لك نسيتُ قتلَك حُسيناً)، ثم انَّ ابن عباس حمَّل يزيد تبعاتِ كلِّ ما جرى على الحسين (ع) وأصحابه وعائلته.
ولا يخفى على أحدٍ انَّ مثل ابن عباس لا يتجنَّى على أحدٍ ولا ينسب لأحدٍ جُرماً لم يرتكبه خصوصاً وانَّ ابن عباس يواجه يزيد بهذه النسبة مواجهة غير آبهٍ بسلطانه وسطوته رغم انَّ دواعي المداراة تقتضي السكوت عن ذلك، على انَّه لو كان يزيد في موقع ضعف فإنَّ جلالة ابن عباس وورعه تأبى عن أنْ ينسب لأحدٍ جُرماً لم يرتكبه فهو الصحابيٌّ الجليل بل هو من ألمع الصحابة وأعلمهم بحدود الله جلَّ وعلا فمثله لا يتكلَّم بغير علم.
ثم انَّ بعض الكتاب شكك في صحة هذه الرسالة وقال: أحسبُ انَّها منتحلة على عبد الله بن عباس، وبرَّر ذلك بأنَّه كيف يمكن لابن عباس أن يُواجه يزيد بمثل ذلك والحال انَّ يزيد لا زال في سلطانه وصاحب قوَّة ومنعة، وابنُ عباس أكيس من أنْ يصدر عنه مثل هذا الكلام.
والجواب عن هذا الإشكال: واضح، إذ انَّه لو تمَّ هذا لكان يقتضي نسف كلِّ النصوص الكثيرة التي دلَّت على انَّ رجالاً واجهوا ملوكاً أولي قوة وسطوة بأشدَّ من هذه المواجهة، فهذا التاريخ يعجُّ بمثل هذه المواقف، فإنَّ الدنيا لا تخلو من أصحاب النفوس الأبية والأنوف المتشامخة، فقضيَّة حجر بن عدي2 سار بخبرها الركبان وتناقلتها كتب التاريخ دون استثناء ، وغير خافٍ على هذا الكاتب الملاحم التي سطَّرها التاريخ لصحابة رسول الله (ص) في بدء الدعوة في مكة المكرمة.
ولا أدري ما هو رأي هذا الكاتب في الحسين بن علي (ع) حينما واجه يزيد وعبيد الله بن زياد، ألم يكن أبو عبد الله الحسين (ع) في نظر هذا الكاتب كيِّساً، وهل الكياسة تقتضي دائماً المُداهنة والمداراة ؟!.
ثم انَّ الملاحِظ للظروف التي صدرت فيها هذه الرسالة يعرف انَّ يزيد حينذاك لم يكن من القوة بحيث يمكنه البطش بعبد الله بن عباس، فالضعف السياسي والعسكري الذي انتاب دولة يزيد لا تخفى على مَن له أدنى تأمُّل في ظروف صدور هذه الرسالة. ولو كنَّا بصدد هذا البحث لشرحنا ذلك مفصلاً.
النص الثاني: ماذكره الطبري، وهذا نصُّه : (فلمَّا نظر يزيد إلى رأس الحسين قال:
يُفلِّقنَ هاماً من رجال أعزَّةٍ***علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما)3
وذكر ابن الاثير في الكامل ماهذا نصُّه : (ثم أذِن للناس فدخلوا عليه والرأس بين يديه ومعه قضيب وهو ينكتُ به ثغره ثم قال: إنَّ هذا وايَّانا كما قال الحصين بن الحمام:
أبى قومنا أن يُنصفونا فأنصفت***قواضبُ في أيماننا تقطرُ الدما
يُفلِّقنَ هاماً من رجالٍ أعزَّةٍ***علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما)4
وقد ذكر المسعوديُّ في مروج الذهب هذا النصَّ: (فوضع الرأس بين يديه فاقبل ينكتُ بالقضيب في فيه ويقول:
نفلِّقُ هاماً من رجال أحبةٍ***علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما)5
ونقل سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن ابي الدنيا: (انه لمَّا نكت بالقضيب ثناياه أنشد لحصين بن الحمام المرِّى:
صبرنا وكان الصبر منا سجيَّةً***بأسيافنا تفرين هاماً ومعصما
نفلِّق هاماً من رؤوسِ أحبةٍ***الينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
قال مجاهد: فو الله لم يبقَ في الناس أحدٌ إلاّ سبَّه وعابَه وتركَه.
وروى ابنُ ابي الدنيا عن الحسن البصري قال: ضرب يزيدُ رأس الحسين ومكاناً كان يُقبِّله رسولُ الله (ص)6.
وهذه النصوص التي ذكرنا بعضها تعبِّر وبأجلى تعبير عن أنَّ قتل الحسين (ع) كان بأمر من يزيد بن معاوية، فإنَّ قرع ثنايا الحسين(ع) بالقضيب لا يُناسب من كان متجافياً وكارهاً لقتل الحسين (ع)، وهل هناك تعبيرٌ عن التشفِّي أبلغ من هذا التعبير، فقرعُ ثنايا ابي عبد الله (ع) يُعطي بأنَّ يزيد كان قد بلغ به الحنَق والغضب على الحسين (ع) بحيث أخذ يتصرَّف تصرفات غير عقلائيَّة.
فما معنى أن ينكت ثنايا الحسين(ع) ويقرعها بقضيبه غير الغطرسة والعنجهيَّة والتي خدشها الحسين (ع) بإبائه البيعة له.
ثم ما معنى هذا الشعر الذي تمثَّل به والذي نقله أكثرُ المؤرِّخين، فإنَّ من له أدنى فهم بكلام العرب يعرف انَّ يزيد قصد من هذه الابيات الفخر والاعتزاز والتبختر، فهو يُعبِّر عن انَّه حقيقٌ بهذا الانجاز الذي لا يجسر عليه غيره، فهو قد قتل رجلاً منيعاً عزيزاً بلغت عزَّتُه حداً تتصاغر أمامها العظماء وتتلكأ عن مسِّها جبابرةُ الرجال وتنثني عن مطاولتها أُنوف الأبطال، ولعمري ليس في الدنيا أدعى من هذا الفخر والاعتزاز، وهل من نشوةٍ تعدلُ هذه النشوة.
فيزيد يأبى ان يُنسب هذا الانجاز لغيره، فهو الذي فلقَ هامة هذا الطود الشامخ وهو الذي أخذ النصَفَ من الحسين - على حدِّ تعبيره - فحقَّ له أنْ ينتشي وحقَّ له أنْ يتباهى فلا شيء يُدغدغ كبرياءه سوى دم الحسين (ع)، فلو أمكنه لعبَّر بكلِّ عضوٍ من أعضائه عن هذه النشوة، فلسانُه وتقريعه لا تنسابان حجم البهجة التي انطوت عليها مشاعر يزيد، فهو قد تمنَّى لو كان لكلِّ جارحةٍ منه لسان يُعبِّر عن مستوى الحرارة التي أطفئتها دماءُ الحسين (ع) المتخثِّرة على شيبته، وودَّ لو انَّ تلك الدماء تمسحُ جراحات روحه المتهرئة علَّها تكون بلسماً ينتجع به ومرهماً يُبرِّد لهيبها المُستعر.
ثم انَّكم تلاحظون انَّ البيت الاول الذي تمثَّل به يزيد - بحسب نقل ابن الاثير - يُعبِّر عن المبرِّر الذي دعى يزيد لقتل الحسين (ع) وهو انَّ الحسين لم يُنصفه حينما لم يقبل ببيعته، فما كان إلاّ القواضب التي تقطر دماً تأخذ النصَف من الحسين ليزيد.
وتلاحظون انَّ القواضب المقطرة بالدم هي القواضب التي في أيمان يزيد، فلم تكن القواضب المسلولة هي قواضب غيره ويكون يزيد قد أدرك بها ثأره، وانَّما هي قواضب يزيد نفسه حيث نسبها لنفسه حينما قال : (قواضبُ في أيماننا تقطرُ الدما).
ثم انَّكم تلاحظون انَّ يزيد قد وصف الهاماتِ التي فلَّقها انَّها هاماتُ رجالٍ عقُّوه وظلموه وهذا ما برَّر تفليقها، وأيُّ تعبيرٍ أبلغ من هذا النصِّ على مسئوليَّة يزيد عن دم الحسين (ع) بعدما تبختر وتبجَّح وعبَّر عن إرادته التامَّة بلسانه وتقريعه لثنايا أبي عبد الله الحسين (ع).
والعجب من بعض الكتَّاب انَّه أنكر أنْ يكون يزيد قد نكت ثنايا الحسين (ع)، إذ لا نفهم مبرِّراً لهذا الانكار بعد أنْ نقل هذا الحدث أكثرُ المؤرِّخين.
النص الثالث: ما ذكره الكامل لابن الاثير : (لمَّا وصل رأسُ الحسين حسُنت حالُ ابن زياد عنده وزاده ووصَله وسرَّه ما فعل ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى بلغه بُغضُ الناس ولعنُهم وسبُّهم فندم على قتل الحسين فكان يقول وما عليَّ لو احتملتُ الاذى وأنزلتُ الحسين معي في داري وحكَّمته فيما يريد، وإنْ كان عليَّ في ذلك وهنٌ في سلطاني حفظاً لرسول الله (ص) ورعايةً لحقِّه وقرابته)7.
ونقل الطبري في تاريخه : (لمَّا قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علي (ع) وبني أبيه بعث برؤوسهم إلى يزيد بن معاوية فسرَّ بقتلهم أولاً وحسنت بذلك منزلة عبيد الله عنده ثم لم يلبث إلاّ قليلاً حتى ندم على قتل الحسين (ع)، فكان يقول ما كان عليَّ لو احتملتُ الاذى وأنزلتُه معي في داري وحكَّمته فيما يُريد وإنْ كان عليَّ في ذلك وكَفٌ ووهن في سلطاني حفظاً لرسول الله (ص) ورعايةً لحقِّه وقرابته)8.
وهذا النصُّ كما تلاحظون صريحٌ في اقرار يزيد على نفسه بقتل الحسين(ع)، وهذا ما يُعبِّر عنه قوله : (وماذا عليَّ لو احتملتُ الاذى وأنزلتُ الحسين معي في داري).
وتلاحظون انَّ يزيد يُعبِّر عن ندمه فيما اقترفه في حقِّ الحسين (ع) وحقِّ رسول الله (ص) وانَّه كان الأجدر به أن يحتمل الوهن الذي سوف يدخل عليه في سلطانه والاذية التي سوف تنتابه، فهو يُشير إلى المبرِّر الذي دعاه إلى قتل الحسين (ع).
فالمبرِّر الأول: هو انَّ بقاء الحسين (ع) يُحطِّم كبرياءه وغطرسته، وهذا ما عبَّر عنه بالاذى.
والمبرِّر الثاني: هو انَّ بقاء الحسين (ع) يُوهن من سلطانه.
فهذا النص يُلخِّص لنا الدوافع التي حدتْ بيزيد بن معاوية إلى اتِّخاذ هذا الخيار الصعب. وليس هناك من مبرِّرٍ غير الذي ذكره يزيد في هذا النص، ولو لم يكن قتل الحسين (ع) بمشيئةٍ منه لكان أولى بأنْ يعتذر به خصوصاً انَّه في مقام التعبير عن ندمه والذي يقتضي إلتماس المعاذير المهدئة لغلواء النفس ساعة الندم.
فالندم -كما هو واضح- مرارة تعتلج النفس تستوجب اضطرابها، وحينها تبحث عن السبيل الذي يُعيد اليها قرارها. ولا أظنُّ انَّ هناك سبيل انجع من أنْ تُدرك النفس عدم تورُّطها بالجرم الذي توهَّمت بادئ ذي بدء انَّها اقترفته إلاّ انَّه لمَّا كانت نفس يزيد تُدرك انَّه لا أحد غير صاحبها مسئول عن دم الحسين (ع) ألجئته إلى أنْ يعترف بذلك.
ثم ما الذي أوجب أن تستفيقَ نفسُ يزيد من نشوتها بعد أنْ كان مسروراً بقتل الحسين (ع) ممَّا حدى به أن يُجزل العطاء لعبيد الله بن زياد وتَحسن منزلته عنده.
فنقول: انَّ ذلك يجيب عليه النص الذي ذكر في الكامل لابن الاثير وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي وكذلك الطبري -وانْ كنا لم نذكره خشية الإطالة- حيث انَّه صرَّح انَّ منشأ ندمه هو ما رآه وسمعه من سخط الناس عليه ولعنهم له، فهو قد رأى باُمِّ عينه الصحابي الجليل أبا برزة الأسلمي9وهو ساخطٌ عليه وسمع توبيخه له حينما أخذ ينكتُ ثغر الحسين (ع) بقضيبه، وقد ذكر هذا الحدث جمعٌ من المؤرخين منهم الطبري وهذا نصُّ ما جاء في تاريخه.
(ثم أذن للناس فدخلوا والرأس بين يديه، ومع يزيد قضيب، فهو ينكت به في ثغره، ثم قال : انَّ هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المرِّي:
يفلِّقن هاماً من رجال أحبَّةٍ***الينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
قال: فقال رجلٌ من أصحاب رسول الله (ص) يُقال له أبو برزة الأسلمي أتنكت بقضيبك ثغر الحسين، أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً لربما رأيتُ رسول الله (ص) يرشفُه، أما انَّك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زيادٍ شفيعك، ويجيء هذا يوم القيامة ومحمّد (ص) شفيعه، ثم قام فولَّى)10.
هذا الموقف وأمثاله وما تناهى إلى مسامع يزيد من سخط الناس ولعنهم ايّاه هو الذي أوجب أنْ يفيق يزيدُ من نشوته.
ثم إنَّ هذا النص - الثالث - الذي نقلناه لك يُعبَّر أبلغ تعبير عن الحالة التي كان عليها الناس بعد مقتل الحسين (ع)، فهم انَّما يشتمون يزيداً ويلعنون يزيداً، وما ذلك إلا لأنَّهم يرون انَّه المسئول عن قتل الحسين (ع)، ومن الواضح انَّ ذلك لا ينشأ جزافاً، وانَّما نشأ عن اطلاعهم التام على مسئوليته عن دم الحسين (ع)، وهذا دليل آخر على ما نروم إثباته، وذلك لانَّهم أقرب إلى الحدث فيكون اطَّلاعهم على ملابساته عن كثب.
ثم انَّه قد يُقال إنَّ يزيد -كما نصَّ الطبري وكذلك غيره- قد نسب قتل الحسين إلى عبيد الله بن زياد. فنقول إنَّ هذا ما سوف نجيب عليه في بحث مستقل فانتظر.
النص الرابع: ما ذكره الطبري : (قال ولمَّا جلس يزيد بن معاوية دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله، ثم دعا بعليِّ بن الحسين وصبيان الحسين ونساءه فأُدخلوا عليه والناس ينظرون، فقال يزيد لعليٍّ(ع) أبوك الذي قطعَ رحمي وجهل حقِّي ونازعني سلطاني فصنع اللهُ به ما قد رأيت)11.
ونقل الطبري في محلٍّ آخر ما هذا نصُّه : قال فلمَّا نظر يزيد إلى رأس الحسين... ثم قال أتدرون من أين أتى هذا قال: أبي عليٌّ خيرٌ من أبيه وامِّي فاطمة خيرٌ من أُمِّه ، وجدِّي رسول الله خير من جدِّه وأنا خيرٌ منه وأحقُّ بهذا الأمر... فلعمري إنَّما أتى من قبل فقهه ولم يقرأ ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ 12. 13
وتلاحظون انَّ يزيد في نصِّ الطبريِّ الاول يُبرِّر إقدامه على قتل الحسين (ع) وانَّه جهل حقَّه ونازعه سلطانه، وهما نفس المبرِّرين اللذين ذكرهما يزيد في النصِّ الثالث - الذي نقلناه لك فيما سبق، وكان أحرى بيزيد لو لم يكن هو المتورِّط بدم الحسين(ع) أنْ يعتذر عن قتله بأنَّ ذلك لم يكن بإرادته لا أنْ يعتذر عن القتل بانَّ الحسين كان مستحقِّاً للقتل لأنَّه جهل حقَّه ونازعه سلطانه وانَّ الله قد جازاه بأنْ قتله وكأنَّه يرى انَّه أكرم على الله من الحسين (ع).
وهكذا الكلام في النصِّ الآخر فإنَّ يزيد اعتذر عن استحقاق الحسين(ع) للقتل بقوله: (فلعمري إنَّما أتى من قِبَل فقهه ولم يقرأ قل اللهم مالك الملك ، فلأنَّ الحسين (ع) لم يكن مصيباً في فقهه فقتله الله عز وجل!!!
وتلاحظون انَّ هذا الإعتذار الذي التمسه يزيد إنَّما هو اعتذار على اقدامه على قتل الحسين (ع)، فكأنَّه يقول إنَّ الله قد قتل الحسين(ع) على يديَّ لأنَّ فقهه كان منافياً للقرآن فهو قد توهَّم أخصِّيته وأفضلية أبيه علينا والحال انَّ الله يقول: قل اللهم مالك الملك.
والذي يؤكِّد هذا الفهم وانَّ يزيد كان يرى انَّ الحسين (ع) مستحقٌّ للقتل الحوار الذي دار بين يزيد وبين الامام عليِّ بن الحسين (ع) كما نقله الطبري ثم أُدخل الاسارى اليه وفيهم عليُّ بن الحسين، فقال: ايهٍ يا علي... فقال عليٌّ ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ 14 فقال يزيد ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ 15)16.
فهذا النص يُعبِّر عن انَّ يزيد كان يرى انَّ الحسين (ع) كان مستحقِّاً للقتل.
ثم انَّ هذا النصَّ مشتمل على قرينة مؤكِّدة على جرءة يزيد على انتهاك حرمات الله جلَّ وعلا، فإنَّكم تلاحظون انَّ يزيد دعا أشراف أهل الشام17 وأجلسهم حوله ثم دعا عليَّ بن الحسين (ع) ونساء الحسين (ع) فأُدخلوا عليه والناس ينظرون، ترى ما هو مبرِّر هذا الفعل الشنيع الذي أقدم عليه يزيد؟!، وما الذي دعاه إلى أنْ يُدخل نساء الحسين(ع) على هيئة الاُسارى إلى مجلس دعا اليه الرجال؟! ثم يخاطب عليَّ بن الحسين(ع) خطاب توبيخ وتقريع: أبوك قطع رحمي أبوك جهل حقِّي أبوك نازعني سلطاني، وهل يصدر هذا من كارهٍ لقتل الحسين(ع) أو كارهٍ لاقصاء عائلة الحسين إلى الشام؟!.
كلُّ ذلك يُعبِّر عن انّ اقصاء عائلة الحسين(ع) إلى الشام كان بمحض إرادته وإلا فما معنى أن يعرضهم على الرجال ويُدخلهم مجلسه على هيئة السبايا ؟! حتى اجترأ أحد الجالسين واستوهب يزيد احدى اخوات الحسين (ع)، والأنكى من ذلك هو جواب يزيد على السيدة زينب حينما وبَّخت ذلك الرجل - وقد ذكر هذا الحدث جمعٌ من المؤرخين منهم الطبري : (ثم انَّ رجلاً من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد، فقال: يا أمير المؤمنين هبني هذه يعنيني فارعدت وفرقت... وأخذت بثياب اختي زينب... فقالت: كذبت والله ولؤمت ما ذلك لك وله، فغضب فقال كذبتِ والله انَّ ذلك لي ولو شئتُ أن أفعله لفعلت، قالت: كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أنْ تخرج عن ملَّتنا وتدين بغير ديننا، فغضب يزيد واستطار ثم قال: إيايَّ تستقبلين بهذا إنَّما خرج من الدين أبوك وأخوك، فقالت زينب: بدين الله ودين ابي ودين أخي وجدِّي اهتديت أنتَ وأبوك وجدُّك، قال كذبت يا عدوَّة الله...)18.
وواضحٌ انَّ هذا النص لا يتناسب مع كراهية يزيد لإقصاء عائلة الحسين(ع) إلى الشام بهيئة السبايا19، وكيف يكون كارهاً وقد عرضهم على الرجال وشتمهم وشتم الحسين وعليَّ بن أبي طالب (ع) على انَّ بعض النصوص التاريخيَّة نصَّت على انَّ يزيد أدخل عائلة الحسين(ع) في مجلسه ورأس الحسين(ع) بين يديه.
وهذا نصُّ ماذكره ابنُ الاثير في الكامل : (ثم أُدخل نساء الحسين عليه والرأس بين يديه)20.
النص الخامس: ما نقله الخوارزمي في مقتل الحسين (ع) قال: (لما اُدخل رأس الحسين وحرمه على يزيد بن معاوية وكان رأس الحسين بين يديه في طست جعل ينكت ثناياه بمخصَّرة في يده ويقول: (ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا) وذكر الابيات إلى قوله : (من بني أحمد ما كان فعل)21.
وذكر السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ماهذا نصه: (وأما المشهور عن يزيد في جميع الروايات: انَّه لمَّا حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام، وجعل ينكتُ عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا***وقعة الخزرج من وقع الاسل
قد قتلنا القِرن من ساداتهم***وعدلنا قتلَ بدر فاعتدل
قال الشعبي وزاد فيها يزيد فقال:
لعبت هاشمُ بالملك فلا***خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
لستُ من خندف إنْ لم انتقم***من بني أحمدَ ما كان فعل
قال: مجاهد: نافق)22.
وهنا يكشف يزيد عن سريرته وعن اضغانه المخبوءة وعن وتره الذي وتره به جدُّ الحسين ووالدُ الحسين حينما صرَّع أشياخه ببدر، ولم تكن هذه المرارة تُبارح فؤادَه المكلوم، فلقد كانت تقضُّ مضجعه كما كانت تؤرِّقُ أسلافه، فلم يكن من شيء يُطفئ هذا الغليل سوى دم الحسين (ع) فحقٌ ليزيد أنْ يتمنَّى شهود أشياخه لهذا الحدث ، فلقد أثلج صدورهم وأدرك ثأرهم، فكم تمنَّى لو انَّ أشياخه ترمقُه وشفتاه تنفرج عن ابتسامة مثقلة أثقلتها قواضبُ والد الحسين، فلم يكن شبحُ عمِّه حنظلة يُغادر خلَده وسيف ابن أبي طالب وبريقه يخسفُ جماله. وكم تمنَّى على الدهر لو يبعثُ له جدَّته الثكلى لتنتشق دمَ الحسين وتُلطِّخ به شعرها وجيدها علَّ شيئاً من ألمها يسكن، فحذارِ حذارِ أن يعاتبه أحدٌ على صنيعه، فهو الموتور وهو المثكول وهو المؤرَّقُ الكسير وهو الذي رُمّلت أُنوفُ آبائه في الوحل.
النص السادس: ما ذكره ابن الاثير في الكامل وكذلك الطبري في تاريخه، وهذا نصُّ ماجاء في الكامل: (إنَّ آل الحسين لما وصلوا الكوفة حبسهم ابنُ زياد وأرسل إلى يزيد بالخبر، فبينما هم في الحبس إذ سقط عليهم حجرٌ فيه كتاب مربوط، وفيه انَّ البريد سار بأمركم إلى يزيد فيصل يوم كذا ويعود يوم كذا، فإنْ سمعتم التكبير فايقنوا بالقتل وإنْ لم تسمعوا تكبيراً فهو الامان... ثم جاء البريد بأمر يزيد بارسالهم، فدعا ابن زياد...)23.
وهذا النصُّ يُوضح أنَّ ابن زياد لم يكن يُبرم أمراً إلاّ بعد مراجعة يزيد بن معاوية، إذ انَّ إرسال عائلة الحسين (ع) إلى الشام أو فكَّ أسرهم ليس أخطر من قتل الحسين (ع) فكيف يستقلُّ بقتل الحسين ولا يستقلُّ بهذا الأمر الذي هو أيسر بكثير من قتل الحسين (ع) والتمثيل بجسده.
وهذا ما يُعبِّر تعبيراً واضحاً عن انَّ قتل الحسين (ع) والتمثيل بجسده كان بإيعازٍ من يزيد بن معاوية.
ثم لماذا قبل يزيد ببقاء عائلة الحسين (ع) في الأسر ثم المسير بهم إلى الشام رغم انَّهم نسوة وأطفال لا يملكون حولاً ولا قوة، ألم يكن من المناسب لو لم يكن يزيد راضياً بقتل الحسين(ع) أن يُوبِّخ ابن زياد ويأمره بفكِّ أسرهم وإرجاعهم إلى وطنهم، فلماذا يأمرُ عبيد الله بن زياد بأن يُبقيهم في الأسر ثم يأمر بإقصائهم إلى الشام، أليس هذا امعاناً في إذلالهم وأذيتهم.
وقد تقول انَّ هناك نصوصاً أخرى لم تذكر انَّ ابن زياد أرسل إلى يزيد يستأمره في شأن عائلة الحسين(ع)، وهذا ما يعني عدم دقَّة هذا النصِّ.
إلا انَّه يُقال انَّ النصوص الأخرى لم تنفِ ذلك وإنَّما ذكرت انَّ ابن زياد أرسل عائلة الحسين (ع) مع رؤوس القتلى إلى يزيد، فهي ساكتة عن انَّه أرسل قبل ذلك إلى يزيد يستأمره في شأنهم أو انَّه لم يرسل، على انَّ النصَّ الذي نقلناه عن ابن الاثير وكذلك الطبري هو المناسب للإعتبار العقلائي، إذ انَّ هذا هو مقتضى علاقة الرئيس مع المرؤوس الا أن يكون يزيد قد أمر ابن زياد بذلك ابتداءً كما أمره بانْ يبعث اليه برأس مسلم بن عقيل24 وكذلك أمر الوليد بأنْ يبعث اليه برأس الحسين25 كما نقلت ذلك النصوصُ التاريخيَّة.
ثم انَّه لو سلَّمنا انَّ عبيد الله بن زياد لم يرسل إلى يزيد ليستأمره في شأن عائلة الحسين (ع) إلا انَّ من المطمئن به انَّ ابن زياد كان جازماً بقبول يزيد بهذا الإجراء وإلا لم يُقدم عليه، وذلك لخطورته، إذ لم يُعهَد في تاريخ الإسلام أن تُؤسر نساء المسلمين ويُطاف بهم من بلدٍ إلى بلد، على انَّ لهذه العائلة خصوصيَّة لا تخفى على مثل عبيد الله بن زياد فهي عائلة قرشيَّة هاشميَّة والأفظع من ذلك انَّها عائلة الرسول الاكرم (ص).
ومن الواضح انَّ هذا الجزم لم ينشأ عن فراغ، فلابدَّ انَّ يزيد قد أوعز اليه بذلك بادئ ذي بدء أو لا أقل انَّه استوحى ذلك من سياسة يزيد فهو الخبير بما تنطوي عليه سريرة يزيد بن معاوية.
ثم انَّ هناك نصَّاً ذكره اليعقوبي في تاريخه عن عبد الله بن عباس صريح في انَّ اقصاء عائلة الحسين (ع) إلى الشام كان بامرٍ من يزيد بن معاوية، حيث نقل اليعقوبي رسالةً من عبد الله بن عباس إلى يزيد بن معاوية جاء فيها: (ألا ومِن أعجب الاعاجيب، وما عشت أراك الدهرُ العجيبَ، حملك بنات عبد المطلب وغلمة صغاراً من ولده اليك بالشام كالسبي المجلوب، تُري الناس انَّك قهرتنا وانَّك تأمر علينا)26.
وهذا النص كما تلاحظون ينسب إقصاء عائلة الحسين (ع) إلى يزيد نفسه وبه يتأكَّد النصُّ الذي نقلناه عن الكامل لابن الاثير وكذلك الطبري.
على انَّه يمكن تعزيز ماذكرناه بالسياسة التي انتهجها يزيد مع عائلة الحسين (ع) وكذلك رأس الحسين27 (ع) فقد ذكر المؤرِّخون انَّ يزيد أمر بإدخال عائلة الحسين (ع) إلى مجلسه على هيئة السبايا بعد أنْ دعا أشراف أهل الشام إلى ذلك المجلس وأخذ ينكتُ ثنايا ابي عبد الله (ع) بقضيبه بمرأى28من نسائه وأخواته وبناته وهو يتبختر بأبيات تُعبِّر عن بهجته بمصرع الحسين (ع) وانَّ ذلك تمَّ بقواضبه التي تقطرُ بالدم ثم أخذ يُوبِّخ عليَّ بن الحسين (ع) بقوله أبوك قطع رحمي أبوك جهل حقِّي أبوك نازعني سلطاني، وبعد كلِّ ذلك يشتمُ السيدة زينب ويشتمُ الحسين ويشتم علي بن أبي طالب (ع).
هذا وقد ذكر المؤرخون انَّ عائلة الحسين لما وصلت إلى الشام اُوقفت في المكان الذي تُوقف فيه الاسارى، وذلك لغرض استصغارهم وامتهانهم وتبدو حينئذٍ عزَّةُ السلطان وهيبته. واليك نصُّ ما جاء في كتاب تاريخ مختصر الدول: (ثم بعث به -أي برأس الحسين- وبأولاده إلى يزيد بن معاوية، فأمر نساءه وبناته فأُقمن بدرجة المسجد حيث تُوقف الاسارى لينظر الناس اليهم)29.
النص السابع: ما نقله اليعقوبي عن معاوية بن يزيد بن معاية بن ابي سفيان انَّه حينما تقلَّد الحكم بعد أبيه خطب الناس فقال: (أما بعد حمد الله والثناء عليه... ألا وانَّ جدِّي معاوية بن ابي سفيان قد نازع الامر مَن كان أولى به قرابة... ثم قلَّد أبي وكان غير خليقٍ للخير فركب هواه... فقلَّتْ منعتُه وانقطعت مدَّتُه وصار إلى حفرته رهناً بذنبه وأسيراً بجرمه، ثم بكى وقال: إنَّ أعظم الامور علينا علمنا بسوء مصرعه وقبح منقلبه وقد قتل عترة الرسول (ص) وأباح الحرمة وحرَّق الكعبة...)30.
وهذا النص من أوضح الوثائق التاريخيَّة المثبتة لمسئولية يزيد عن قتل عترة الرسول (ص)، فقد صرَّح معاوية - نجلُ يزيد الأكبر على مرأى ومسمع من شيوخ بني اميَّة - بمسئولية أبيه عن قتل عترة الرسول (ص)، ولم يذكر التاريخ حدثاً قتَل فيه يزيد أحداً من أولاد الرسول (ص) سوى واقعة كربلاء، والتي قُتل فيها الحسين (ع) مع جمعٍ من أولاده وأولاد أخيه الامام الحسن (ع) واخوته من صُلب عليِّ بن ابي طالب (ع)، فحتى واقعة الحرَّة والتي أسرف يزيدُ فيها في دماء الصحابة وأولاد المهاجرين والانصار لم يتعرَّض لأولاد الرسول (ص) وكان ذلك عن قصدٍ وتعمَّد31 حيث أوصى قائد جيشه مسلم بن عقبة المرِّي بعدم التعرّض لعليِّ بن الحسين (ع).
وهذا ما يُؤكد مراد معاوية بن يزيد من قوله : (وقد قتل عترة الرسول(ص)) هو قتل يزيد للحسين (ع) وأهل بيته (ع).
وبملاحظة مجموع هذه النصوص التي ذكرنا بعضها لا يسع المنصف إنكار مسئولية يزيد عن دم الحسين (ع)، فإنَّه إنْ وقع التشكيك في صدور بعض هذه النصوص أو التشكيك في دلالة بعضها فإنَّه لا مجال للتشكيك في مجموعها، وذلك باعتبار انَّ مجموعها يكوِّن تواتراً اجمالياً قدرُه المتيقن هو مسئولية يزيد عن دم الحسين (ع)، وحينما يُمثِّل مجموع هذه الأخبار تواتراً اجماليَّاً لا معنى عندئذٍ لملاحظة كلِّ نصٍّ على حدة كما هو ثابت في علم الاصول، هذا بالاضافة إلى انضمام مجموعة من القرائن والمؤيِّدات التي تُعزّز تمامية هذه النصوص أو لا أقل بعضها. 32
المصادر
1. تاريخ اليعقوبي ج2 / 248، الكامل في التاريخ ج3 / 318 بتفاوت إلا انه نص على انّ ابن عباس قال في مكاتبته (وقد قتلت حسيناً)، تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي وقد نقل نص الرسالة عن الواقدي وهشام وابن اسحاق ثم قال وغيرهم / 247، مقتل الحسين للخوارزمي وقد نقل سنده إلى راوي الرسالة / ج2 / 85 الكثكث بكسر الكاف وفتحها: فُتات الحجارة والتراب، والاثلب هو التراب.
2. تاريخ الطبرى. ج4 / 187، الكامل في التاريخ ج3 / 233، تاريخ اليعقوبي ج2 / 231، الامامة والسياسة ج1 / 181، مروج الذهب ج3 / 12.
3. تاريخ الطبري ج4 / 355، مقاتل الطالبيين لابي الفرج من أعلام القرن الرابع الهجري 119، كتاب الفتوح لابن أعثم ج5/239 إلا انَّه نقل انه قال: (نفلِّق هاماً...)، أنساب الاشراف ج3/415، كنز الدرر لابي بكر الدواداري ج4/94، المنتظم ج5/242 ـ 243 قال: (ضربه بقضيب ثم قال: يفلقن هاماً).
4. الكامل في التاريخ ج3 / 298، وذكر الطبري في موضع آخر ما يقارب نص ابن الاثير ج4 / 356.
5. مروج الذهب ج3 / 71، ونقل الخوارزمي في مقتل الحسين ان يزيد كشف ثنايا الحسين (ع) بقضيبه ونكته به وأنشد الابيات. ج2 / 65، البداية والنهاية ج8 / 208 ـ 209 ـ 215، سير أعلام النبلاء ج3/309.
6. تذكرة الخواص وقد نقل ما يقارب هذا النص عن البلاذري وهشام / 235 ـ 236، مرآة الجنان لابي محمد اليافعي المكي الشافعي ج1/109، ونقل اليعقوبي في تاريخه (ووضع الرأس بين يدي يزيد فجعل يزيد يقرع ثناياه بالقضيب) ج2 / 245، ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن ابي الدنيا قال: (قال الحسن لما جيء برأس الحسين جعل يزيد يطعن بالقضيب) ج8/ ، وفي تاريخ الاسلام لشمس الدين الذهبي (فضرب يزيد ثنيَّة الحسين وقال: نُفلِّق هاماً... وقال: ينكت بمخصرة سِنَّه) راجع حوادث سنة احدى وستين / 19، تاريخ مدينة دمشق ج65/396، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج28/19.
7. الكامل في التاريخ ج3 / 300.
8. تاريخ الطبري ج4 / 388 ـ 389، تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي 238 تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي قال (ولما قتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن زياد برؤسهم إلى يزيد، فسُرَّ بقتلهم أولا ثم ندم لمَّا مقته المسلمون على ذلك وأبغضه الناس، وحق لهم ان يبغضوه) / 208، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام للذهبي، أحداث احدى وستين 20، البداية والنهاية لابن كثير ج8/254، شذرات الذهب في اخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي الدمشقي ج1/277 قال: (قال التفتازاني: في شرح العقائد النسفية والحق انَّ رضى يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك... مما تواتر معناه).
9. صحابيٌّ جليل، اختلف في اسمه، وادعى ابن الاثير في اسد الغابة انَّ اسمه نضلة بن عبيد ونقل عن أحمد بن حنبل انَّه ابن معين وقال ابن الاثير في اسد الغابة: اخرج ابو نعيم وابو عمر وأبو موسى انه مات سنة أربع وستين ج6 / 31 ـ 32، وفي تهذيب التهذيب والاصابة والاعلام انه مات سنة 65 هـ.
10. تاريخ الطبري ج4 / 356، الكامل في التاريخ ج3 / 298 ـ 299، مقتل الحسين للخوارزمي ج2 / 64، مروج الذهب ج3 / 71، تذكرة الخواص نقله عن ابن ابي الدنيا ونقله عن البلاذري بتفاوت، البداية والنهاية بتفاوت ج8 / 209 / 215، كتاب الفتوح لابن أعثم وزاد عليه (فغضب يزيد وأمر بإخراجه فاُخرج سحباً) ج5/240 ـ 241، أنساب الاشراف ج3/416، المنتظم ج5/342.
11. تاريخ الطبري ج4 / 352، البداية والنهاية ج8 / 211 الكامل في التاريخ ج3 / 299 بتفاوت، كتاب الفتوح لابن أعثم ج5/243، أنساب الاشراف ج3/409، كنز الدرر لابي بكر الدواداري ج4/94، المنتظم ج5/343، وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ما هذا نصّه (فلما قدموا على يزيد جمع من كان بحضرته وهنئوه) ج3/309، تهذيب التهذيب ج2/304.
12. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 26، الصفحة: 53.
13. تاريخ الطبري ج4 / 355، الكامل في التاريخ ج3 / 299، البداية والنهاية بتفاوت ج8/212، مقتل الحسين للخوارزمي ج2 / 64، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام في أحداث احدى وستين / 19 ـ 20، كتاب الفتوح ج5/240.
14. القران الكريم: سورة الحديد (57)، الآية: 22 و 23، الصفحة: 540.
15. القران الكريم: سورة الشورى (42)، الآية: 30، الصفحة: 486.
16. تاريخ الطبري ج4 / 355، الكامل في التاريخ ج3 / 299، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام في أحداث احدى وستين / 19، البداية والنهاية ج8/211، كتاب الفتوح لابن أعثم ج5/243، انساب الاشراف ج3/419.
17. ونقل هذا الحدث في تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني، قال: (وحملهم إلى يزيد فلمَّا قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم اُدخلوا عليه فهنئوه بالفتح...) ج2/304، كنز الدرر لابي بكر الدواداري ج4/94، تاريخ ابن الوردي ج1/232.
18. تاريخ الطبري ج4 / 353، الكامل في التاريخ ج3 / 299 البداية والنهاية ج8 / 212، مقتل الحسين للخوارزمي ج2 / 69 ـ 70، تهذيب التهذيب ج2/304، أنساب الاشراف ج3/416 ـ 417، المنتظم ج5/344.
19. وذكر ابن كثير في البداية والنهاية (ان يزيد استشار الناس في أمرهم فقال رجل:... يا أمير المؤمنين لا يتخذن من كلب سوء جروا اقتل علي بن الحسين حتى لا يبقى من ذرية الحسين أحد، فسكت يزيد، فقال النعمان بن بشير: يا أمير المؤمنين اعمل معهم كما يعمل رسول الله (ص) لو رآهم على هذه الحال) ج8/213، مقتل الحسين للخوارزمي ج2/74.
ومن الواضح انَّ يزيد لا يستشير سوقة الناس وانما يستشير بطانته والذين هم على دراية تامة بالقضية وما هو رأي يزيد في كيفيّه تدبيرها ومعالجتها، فلو كان يزيد كارهاً لقتل الحسين (ع) لما كان لهذا المتزلِّف ان يجرء على هذه المشورة، ثم ما هو مبرر سكوت يزيد!! بل ما هو مبرِّر استشارته بطانته في هذا الأمر، وهل يخفى على مثل يزيد ما هو مقتضى الحكم الشرعي في ذلك حتى ينبّهه اليه أحد أبرز بطانته.
20. الكامل في التاريخ ج3 / 299، مقتل الحسين للخوارزمي ج2 / 70، تاريخ ابن الوردي ج1/232.
21. مقتل الحسين للخوارزمي ج2 / 70 وقال ابو المؤيد أخطب خوارزم انَّ الحاكم قال (الابيات التي أنشدها يزيد بن معاوية هي لعبد الله بن الزبعري أنشأها يوم (احد) لما استشهد حمزة عم النبي (ص) وجماعة من المسلمين وهي قصيدة طويلة) ثم نقل نص القصيدة، ونقل هذا الحدث والأبيات ابن أعثم في كتاب الفتوح ج5/241، المنتظم ج5/343.
22. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي / 235 ونقل ابن الجوزي عن الزهري انَّه قال: (لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره على جيرون فأنشد لنفسه:
لما بدت تلك الحمول وأشرقت***تلك الشموس على ربى جيرونِ
نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح***فلقد قضيت من الغريم ديوني)
ونقل ابو المؤيد أخطب خوارزم في مقتل الحسين بسند متصل إلى مجاهد: (... فقال له بعض جلسائه ارفع قضيبك، فو الله ما اُحصي ما رأيت شفتي محمد (ص) في مكان قضيبك، فانشد يزيد:
يا غراب البين ما شئت فقل***انَّما تندب شيئاً قد فُعل
كل ملك ونعيم زائل***وبنات الدهر يلعبن بكل
ليت أشياخي ببدر شهدوا***جزع الخزرج من وقع الاسل
لاهلّوا واستهلُّوا فرحاً***ثم قالوا يا يزيد لا تشل
لست من خندف إن لم انتقم***من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم في الملك فلا***خبر جاء ولا وحيٌ نزل
قال مجاهد: فلا نعلم الرجل إلا قد نافق في قوله هذا.
وقال ابو عبد الله الحافظ: وقد روينا رواية اخرى بدل (لست من خندف): (لست من عتبة).
وقال شيخ السنة أحمد بن الحسين:... فإن كان قاله فقد ضم إلى فعل الفجَّار في قتل الحسين وأهل بيته أقوال الكفار والله يعصمنا من الخطأ والزلل، ج2 / 65 ـ 66، مقاتل الطالبيين / 119، ونقل الأبيات ابن كثير في البداية والنهاية ج8/209 ونقل ابن كثير في موضع آخر قال: (وذكر ابن عساكر في تاريخه في ترجمة ريَّا حاضنة يزيد بن معاوية انَّ يزيد حين وضع رأس الحسين بين يزيد تمثل بشعر ابن الزبعرى، يعني قوله:
ليت أشياخي ببدر شهدوا***جزع الخزرج من وقع الأسل
ثم نصبه بدمشق ثلاثة أيام) ج8/222، شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي الدمشقي ج1/278، وقال ابو بكر الدواداري في كنز الدرر: (واجمع أهل التاريخ لمَّا وصل الرأس إلى يزيد بن معاوية وضع بين يديه فقرع ثناياه بقضيب.. وأنشد أبياتاً مشهورة تداولها الرواة في تواريخهم من جملتها، ليت أشياخي ببدر شهدوا... وهي خمسة أبيات هذين البيتين منها والثلاثة الاخر لا يحل تسطيرها ولا يجوز سماعها...) ج4/93.
23. الكامل في التاريخ ج3 / 298. تاريخ الطبري ج4 / 254.
24. كتاب الفتوح لابن أعثم من أعلام القرن الرابع الهجري ج5/61.
25. كتاب الفتوح ج5/26، مقتل الحسين للخوارزمي 568 هـ ج1/269.
26. تاريخ اليعقوبي ج2 / 250، مقتل الحسين للخوارزمي ج2 / 87، تذكر الخواص لسبط بن الجوزي نقله عن الواقدي وهشام وابن اسحاق ثم قال: وغيرهم.
27. نقل ابن كثير في البداية والنهاية عن تاريخ ابن عساكر انَّ رأس الحسين نصب بدمشق ثلاثة أيام ج8 / 222، مقتل الحسين للخوارزمي ج2/83، ونقل ابو بكر الدواداري في كنز الدرر انَّ رأس الحسين (ع) نصب في دمشق أيّاماً ج4 / 94، مرآة الجنان ج1 / 109.
28. الكامل في التاريخ ج3/299، تاريخ ابن الوردي ج1/232 قال: (وضع يزيد رأس الحسين بين يديه واستحضر النساء والاطفال).
29. تاريخ مختصر الدول لأبي الفرج الملطي / 111، مرآة الجنان لليافعي الشافعي ج1/109 مقتل الحسين للخوارزمي قال (ان السبايا لما وردوا المدينة ادخلوا من باب يُقال له باب (توما) ثم اُتي بهم حتى اقيموا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي) ج2 / 69، ونقل ابن العماد الحنبلي الدمشقي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب عن التفتازاني في شرح العقائد النسفية انَّه قال: (ان رضى يزيد بقتل الحسين... واهانة أهل بيت رسول الله مما تواتر معناه) ج1/277 وقال ابن العماد الحنبلي في موضع آخر: (... حمل رأسه وحرم بيته وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا) ج1/275، وفي كتاب الفتوح لابن أعثم ما يقارب نص الملطي ج5/242، في تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج2/304: (فلما قدموا عليه جمع من بحضرته من أهل الشام ثم اخدلوا عليه فهنئوه فقام رجل منهم أحمر أزرق ونظر إلى وصيفة...) وفي تاريخ الاسلام لشمس الدين الذهبي ان علي بن الحسين قال ليزيد: (أما والله لو رآنا ـ رسول الله ـ مغلولين لأحب أن يحلنا من الغل...) أحداث 61 هـ / 19، مرآة الجنان ج1 / 109.
30. تاريخ اليعقوبي ج2 / 254، ونقل نص الخطبة أبو بكر الدواداري في كنز الدرر ج4/125، ونقل الدياربكري في تاريخ الخميس مضمون خطبة معاوية بن يزيد قال: (ثم خطب خطبة بليغة... ثم ذكر نزاع جدّه معاوية هذا الامر... ثم ذكر أباه يزيد وخلافته وسوء فعله.. وجرئته واستحلاله حرمة أولاد رسول الله (عليه السلام)) ج2/300.
31. البداية والنهاية ج8/239، الكامل في التاريخ ج3/311، تاريخ الطبري ج4/372، كتاب الفتوح لابن أعثم ج5 / 300، كنز الدرر ج 4 / 114.
32. نقلا عن كتاب "قراءة في مقتل الحسين" الأدلة على تورط يزيد بدم الحسين (ع) للشيخ محمد صنقور .