عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ
___________
إنَّ معرفة النفس تُشكِّل جُزءاً مُقوِّماً في حَراك الإنسان في عالم الوجود سلوكا وخيارا ومصيرا .
حتى أنّه إذا عَرفَ نفسه عرفَ ربه على ما روي في الحديث الشهير عن النبي الأكرم (صلى اللهُ عليه وآله وسلّم أو ما روي في النسبة عن الإمام علي (عليه السلام) .
ومن المعلوم أنّ معرفة النفس لا يقصد بها معرفة حدّها وماهيتها بالمعنى الأخص ذلك كونها جوهراً مجرداً في ذاتها وإنما تُعرفُ بالآثار .
وإنّما المقصود هو معرفة قواها المتعددة والمُختلفة بل وحتى المتضادة من قوة العقل وقوة الشهوة وقوة الغضب وقوة الوهم .
معرفةً تأخذ بيد الإنسان نحو التكامل والرفعة والتقويم والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة .
لذلك نجد أغلب الإخفاقات بل وحتى الوقوع في الدركات إنما هو بسبب جهل الإنسان بنفسه جهلاً تقصيريا لا قصورياً .
كون معرفة الإنسان لنفسه هي ممكنة من حيث الوقوع والتحقق لما منحه الله تعالى من مزيد بصيرةٍ وعقلٍ وإلهامٍ لعباده مطلقا .
(( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) )) الشمس
و لئلا يكونَ للإنسان أو للناس حجة على الله تعالى من بعد ذلك كلّه .
وإذا ما جهلَ الناسُ معرفة أنفسهم أو قصّروا في معرفتها فضلّوا السبيلَ وضاعوا
فليس للإنسان أن يضيعَ معهم بل عليه بنفسه معرفةً وتزكيّةً واصلاحا وتقويما
كما قال اللهُ تعالى
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) (105)المائدة
أو كما في قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) )) التحريم
والمعرفةُ بالنفس هي أنفع المعرفتين على ما ورد في المأثور الروائي وهي أفضل مسار يسير عليه الإنسان وأفضل حكمة يؤتها ويُحافظُ عليها .
وإذا ما جَهلَ الإنسانُ نفسه فأيِّ نفع يبقى له ؟
بل وأيِّ قيمة تكون له ؟
لذ صنّف جهاد النفس ومعرفتها واصلاحها على أنّه الجهاد الأكبر
روي ( أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعثَ سرية ، فلما رجعوا
قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي
عليهم الجهاد الأكبر ، قيل : يا رسول الله ، وما الجهاد الأكبر ؟
قال : جهاد النفس
ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه )
الأمالي : الصدوق :ص553.
_________________________________________
مرتضى علي الحلي - النجف الأشرف
___________
إنَّ معرفة النفس تُشكِّل جُزءاً مُقوِّماً في حَراك الإنسان في عالم الوجود سلوكا وخيارا ومصيرا .
حتى أنّه إذا عَرفَ نفسه عرفَ ربه على ما روي في الحديث الشهير عن النبي الأكرم (صلى اللهُ عليه وآله وسلّم أو ما روي في النسبة عن الإمام علي (عليه السلام) .
ومن المعلوم أنّ معرفة النفس لا يقصد بها معرفة حدّها وماهيتها بالمعنى الأخص ذلك كونها جوهراً مجرداً في ذاتها وإنما تُعرفُ بالآثار .
وإنّما المقصود هو معرفة قواها المتعددة والمُختلفة بل وحتى المتضادة من قوة العقل وقوة الشهوة وقوة الغضب وقوة الوهم .
معرفةً تأخذ بيد الإنسان نحو التكامل والرفعة والتقويم والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة .
لذلك نجد أغلب الإخفاقات بل وحتى الوقوع في الدركات إنما هو بسبب جهل الإنسان بنفسه جهلاً تقصيريا لا قصورياً .
كون معرفة الإنسان لنفسه هي ممكنة من حيث الوقوع والتحقق لما منحه الله تعالى من مزيد بصيرةٍ وعقلٍ وإلهامٍ لعباده مطلقا .
(( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) )) الشمس
و لئلا يكونَ للإنسان أو للناس حجة على الله تعالى من بعد ذلك كلّه .
وإذا ما جهلَ الناسُ معرفة أنفسهم أو قصّروا في معرفتها فضلّوا السبيلَ وضاعوا
فليس للإنسان أن يضيعَ معهم بل عليه بنفسه معرفةً وتزكيّةً واصلاحا وتقويما
كما قال اللهُ تعالى
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) (105)المائدة
أو كما في قوله تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) )) التحريم
والمعرفةُ بالنفس هي أنفع المعرفتين على ما ورد في المأثور الروائي وهي أفضل مسار يسير عليه الإنسان وأفضل حكمة يؤتها ويُحافظُ عليها .
وإذا ما جَهلَ الإنسانُ نفسه فأيِّ نفع يبقى له ؟
بل وأيِّ قيمة تكون له ؟
لذ صنّف جهاد النفس ومعرفتها واصلاحها على أنّه الجهاد الأكبر
روي ( أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعثَ سرية ، فلما رجعوا
قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي
عليهم الجهاد الأكبر ، قيل : يا رسول الله ، وما الجهاد الأكبر ؟
قال : جهاد النفس
ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه )
الأمالي : الصدوق :ص553.
_________________________________________
مرتضى علي الحلي - النجف الأشرف
تعليق