إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الحسن (عليه السلام) الأمين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الحسن (عليه السلام) الأمين


    ورد في زيارة الإمام الحسن بن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام): "السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها القائِمُ الاَمِينُ"[1].

    الأمين من أبرز الصفات التي عُرف بها رسول الله محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) قبل بعثته الشريفة، فقد كانت قريش تسمّي محمّداً بـ "الأمين"، وكانت تودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم، وجاءت النبوة والرسالة والأمر كذلك، فأمر علياً (عليه السلام) أن يقيم صارخاً يهتف بالأبطح غدوة وعشياً: "ألا من كان له قِبَل محمّدٍ أمانة أو وديعة فليأت، فلنؤد إليه أمانته " [2].

    وكانت صفة الأمانة هذه من المواصفات الأساسية التي ركَّز عليها النبي (صلى الله عليه وآله) واعتبرها معياراً في تحديد إيمان المسلم، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا تنظروا إلى كثرة صلواتهم وصيامهم وكثرة الحج والزكاة وكثرة المعروف، وطنطنتهم بالليل، انظروا إلى صدق الحديث، وأداء الأمانة " [3].

    وعن الإمام علي (عليه السلام): "إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء"[4].

    وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة".

    وقد وصل التشدّد في أداء الأمانة في الإسلام في ما عبّر عنه الإمام زين العابدين (عليه السلام): "عليكم بأداء الأمانة، فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبياً، لو أنّ قاتل أبي الحسين بن علي (عليه السلام) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأدّيته إليه".[5]

    إنّ الأمانة بالمعنى المتقدّم قيمة إسلامية راقية عرف بها الأنبياء والأوصياء وأهل الإيمان، إلا أنّ هناك معنى أعمق لصفة "الأمين" الذي أُطلق على الإمام الحسن (عليه السلام) في تلك الزيارة السابقة التي فيها: " السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها القائِمُ الاَمِينُ ".

    وهذا ما نحاول مقاربته من خلال التأمّل في معنى الأمين في القرآن الكريم الذي لم يقتصر بعرض الصفة من قبل الناس على الرسل وغيرهم، بل كان الرسول ذاته يصف نفسه بها، كما سنلاحظه في ما يأتي:

    الأمين في القرآن الكريم
    وصف الله تعالى الملك العظيم جبرئيل بالأمين في قوله عزّ وجلّ: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾[6].
    - وكذا وصف الله تعالى نبيه نوحاً (عليه السلام) بالأمين بقوله: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾[7].
    - وبالأمين وصف الله نبيّه لوطاً (عليه السلام) بقوله تعالى: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾[8].
    - وكذا نبيّه شعيباً (عليه السلام) بقوله تعالى: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾[9].
    - وكذا نبيّه الله موسى (عليه السلام) بقوله تعالى: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾[10]، كما وصفه بذلك على لسان إحدى ابنتي النبي شعيب (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾[11]
    - ووصف به نبي الله هوداً بقوله عزّ وجلّ: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾[12]، وبقوله تعالى: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾[13].
    - ووصف به نبي الله صالحاً (عليه السلام) بقوله تعالى: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾[14].
    - ووصف به نبيّ الله يوسف (عليه السلام) على لسان الملك: ﴿إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ﴾[15].

    الأمين في اللغة
    إنّ صفة الأمين مأخوذة من الأمانة التي هي ضدّ الخيانة[16]،وهي،بتعبير العلّامة الطباطبائي، شيء يودع عند الغير ليحتفظ عليه، ثمّ يردّه إلى من أودعه[17]، فالأمين هو الذي لا يخون الوديعة، كما أنّ صفة الأمين، تتعلّق بكمال ينطلق من ذات الأمين لا من نظرة الآخرين له. لذا قال صاحب الفروق اللغوية: "الفرق بين الأمين والمأمون: أنّ الأمين الثقة في نفسه، والمأمون الذي يأمنه غيره "[18].
    وبناءً على ما تقدّم نطلّ على معنى الأمانة في القرآن الكريم لنقارب من خلال ذلك معنى الأمين.

    الأمانة في القرآن الكريم
    قال الله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾[19].

    ذُكرت للأمانة معانٍ عديدة منها:
    1- التكاليف الموجبة طاعتها دخول الجنة ومعصيتها دخول النار.
    2- العقل الذي هو ملاك التكليف ومناط الثواب والعقاب.
    3- معرفة الله.[20]

    [1] ابن طاووس، جمال الأسبوع، ص39.
    [2] البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص675.
    [3] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج14، ص6.
    [4] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ح2، ص239.
    [5] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص319.
    [6] سورة الشعراء، الآية 192-193.
    [7] سورة الشعراء، الآية 107.
    [8] سورة الشعراء، الآية 162.
    [9] سورة الشعراء، الآية 178.
    [10] سورة الدّخان، الآية 18.
    [11] سورة القصص، الآية 26.
    [12] سورة الأعراف، الآية 68.
    [13] سورة الشعراء، الآية 125.
    [14] سورة الشعراء، الآية 143.
    [15] سورة يوسف، الآية 54.
    [16] معجم مقاييس اللغة، ج1، ص133.
    [17] الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، ج16، ص348.
    [18] أبي الهلال العسكري، الفروق اللغوية، ص74.
    [19] سورة الأحزاب، الآية 72-73.
    [20] الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، ج16، ص352.
    الشيخ الدكتورأكرم بركات

  • #2

    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا


    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X