بسمه تعالى
1- وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) ال عمران
انقل ادناه من تفسير صاحب الميزان
---------------------------
قوله تعالى:*«و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل»*الموت زهاق الروح و بطلان حياة البدن، و القتل هو الموت إذا كان مستندا إلى سبب عمدي أو نحوه، و الموت و القتل إذا افترقا كان الموت أعم من القتل، و إذا اجتمعا كان الموت هو ما بحتف الأنف و القتل خلافه.
و انقلب على عقبيه أي رجع قال الراغب: و رجع على عقبيه إذا انثنى راجعا، و انقلب على عقبيه نحو رجع على حافرته، و نحو ارتدا على آثارهما قصصا، و قولهم رجع عوده إلى بدئه، انتهى.
و حيث جعل الانقلاب على الأعقاب جزاء للشرط الذي هو موت الرسول أو قتله أفاد ذلك أن المراد به الرجوع عن الدين دون التولي عن القتال إذ لا ارتباط للفرار من الزحف بموت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)*أو قتله، و إنما النسبة و الرابطة بين موته أو قتله و بين الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان.
و يدل على أن المراد به الرجوع عن الدين ما ذكره تعالى في قوله: و طائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية إلى آخر الآيات، على أن نظير ما وقع في أحد من فرارهم من الزحف و توليهم عن القتال تحقق في غيره كغزوة حنين و خيبر و غيرهما و لم يخاطبهم الله بمثل هذا الخطاب و لا عبر عن توليهم عن القتال بمثل هذه الكلمة قال تعالى:*«و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين»: البراءة - 25، فالحق أن المراد بالانقلاب على الأعقاب الرجوع إلى الكفر السابق.
فمحصل معنى الآية على ما فيها من سياق العتاب و التوبيخ: أن محمدا*(صلى الله عليه وآله وسلم)*ليس إلا رسولا من الله مثل سائر الرسل، ليس شأنه إلا تبليغ رسالة ربه لا يملك من الأمر شيئا، و إنما الأمر لله و الدين دينه باق ببقائه، فما معنى اتكاء إيمانكم على حياته حيث يظهر منكم أن لو مات أو قتل تركتم القيام بالدين، و رجعتم إلى أعقابكم القهقرى و اتخذتم الغواية بعد الهداية؟.
------------------
2- الاية الكريمة التالية :
وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)*البقرة .
انقل ادناه من تفسير صاحب الميزان
---------------------------
قوله تعالى: و من يرتدد منكم عن دينه*«إلخ»، تهديد للمرتد بحبط العمل و خلود النار.
كلام في الحبط
و الحبط هو بطلان العمل و سقوط تأثيره، و لم ينسب في القرآن إلا إلى العمل كقوله تعالى:*«لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين:»*الزمر - 65، و قوله تعالى:*«إن الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله و شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا و سيحبط أعمالهم، يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و لا تبطلوا أعمالكم:»محمد - 33، و ذيل الآية يدل بالمقابلة على أن الحبط بمعنى بطلان العمل كما هو ظاهر قوله تعالى:*«و حبط ما صنعوا فيها و باطل ما كانوا يعملون:»*هود - 16، و يقرب منه قوله تعالى:*«و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا:»*الفرقان - 23.
و بالجملة الحبط هو بطلان العمل و سقوطه عن التأثير،*
----------- انتهى ----------
اقول ( الباحث الطائي ) : الاية رقم 1 اعلاه ، وسواء متعلقها كان مما جرى من مصاديق في حياة الرسول ( شبهة موته / قتله في بعض الغزوات ) ، او ما يتعلق بعد وفاته صل الله عليه وآله وسلم .
فأن المراد هو واحد وهو الانقلاب على الاعقاب بمعنى الرجوع الى الكفر ( كفر الجاهلية قبل الاسلام )
قد يظن البعض ان مصداق هذه الاية بعد وفاة الرسول هو ما حصل في السقيفة من ابعاد حق الخلافة عن الوريث الشرعي وهو الامام علي ع وتولي ابو بكر الامر !
اقول : لا ، وهنا المصداق هم عموم الناس الذين اتبعوا السقيفة ، اي انقلبوا من حالة الايمان بالرسول وما وصى به من الامر بأمر الله وهو ولاية امير المؤمنين وخلافته وحجته على الناس الثابته . الى اتباع غير خط السماء وهو خط السقيفة التي اسموها وشرعوها بأسم الشورى .
طيب هنا وما هو محل قيادة السقيفة ومدبريها ?
الجواب : هؤلاء "بنظري" لا ينطبق عليهم الانقلاب على الاعقاب وليسوا مصداق الاية ، لانهم اصلا لم يؤمنوا حقيقتا وكانوا يعيشون عيشة المنافقين ويتربصون الدوائر ! فتأمل .
وخطابي هنا ليس لاتباع العامة ، بل لاتباع اهل البيت ونظرتهم وفهمهم للاية ومصداقها مع واقع التاريخ وما نعلم من ملابسات القضية بتفاصيلها كما وصلت الينا .
وعدى هذه الحادثة / المصيبة الجلل ( السقيفة ) في حياة امة الاسلام ، لا يوجد مصداقة جوهري يحدثنا التاريخ عنه بعد وفاة / استشهاد الرسول ص .
وما قيل حول ما يسمى "حروب الردة " غير صحيح ولا منطبق ، ولعل فاجعة قوم مالك بن نويرة (كاحد امثالها ) لهي تشويه للحقائق وتلفيق اكاذيب ، والجميع يعلم ان قضيته ليست ارتداد عن دين بل هي رفض "للشورى " وما ومن نتج عنها !!! وترتب عليها منع دفع زكاتهم للخليفة الغير منصوص عليه وهو ما صنعته السقيفة !!!
ولعل الاية الكريمة رقم 2 اعلاه تصب مزيد توضيح وتأكيد على هذا الخط الكفري والنفاقي في صراعه مع خط السماء .
فهو يقاتل المؤمنين من الخارج والداخل حتى يحقق هدفه وهو ( يردونكم عن دينكم ان استطاعوا ) .
ولقد كان لحادثة موت الرسول وما ترك من اثر عظيم في حياة المسلمين ذلك الوقت ، ان يكون هذا الامر فرصة مثالية لخط الكافرين ان يضربوا خط السماء وفي الصميم .
(ويظهر انها سنة تأريخية في حياة الامم السابقة بعد رحيل النبي / الرسول المبعوث فيها حيث يظهر حقيقة ايمان قومه ويظهر حقيقة بعض المستترين)
ولاهمية الامر ولخطورته على المصير ، ارتبط مثل هذا الانحراف بقانون " الحبـــــط "
فحاله حال الانقلاب على الاعقاب والرجوع الى الكفر ، والقتال والعداوة هنا على اصل العقيدة .
المحصلة
-------
بمعنى : هناك خطان ، خط السماء وخط الشيطان
قادة خط السماء هم الرسل والانبياء والاوصياء والأئمة ،،، وقادة خط الشيطان هم شياطين الانس والجن ، وشياطين الجن قائدهم ابليس الملعون ، وشياطين الانس متعددي المصاديق والشخوص على طول خط التاريخ والرسالات .
وفي امة الرسول الخاتم محمد ص هم اكابر وقادة خط الكفر من الكفار الجاهليين واليهود والنصارى المنحرفين وقادة خط النفاق الداخلي ( المتأسلم ) .
وعموم الناس موزع بين هؤلاء الخطين وقاداتهم ، فكلا يجر الناس الى خطه
ولقد بين القرآن الكريم صراحتا ووضوحا مبينين حقيقة وهي :
لا*إِكْرَاهَ*فِي*الدِّينِ*قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم .
فخط السماء ( الصراط المستقيم ) وأئمته بائن ، وخط الشيطان وأئمته بائن ، والانسان مختار ليختار "بعد ان تبين الرشد من الغي" .
ولذلك لمّا قلنا اعلاه ان قادة السقيفة ليس مصداق المنقلبين على الاعقاب لعلة ارتباطهم بالدور القيادي للانقلاب ، ولم يكونوا ضحايا الفتنة بل هم قادة الفتنة .
ولهذا نرى انفتح في عهدهم المجال تباعاً لخط الشيطان والنفاق على مصراعيه ، وما حكم بني امية وفاجعة كربلاء ومن ثم حكم بني العباس وقتلهم لكل العترة الطاهرة للرسول ص الا تطبيق واقعي للعداوة لخط السماء الحق ومحاولة استأصاله او الرجوع به الى الجاهلية اي الارتداد .
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحث الطائي
1- وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) ال عمران
انقل ادناه من تفسير صاحب الميزان
---------------------------
قوله تعالى:*«و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل»*الموت زهاق الروح و بطلان حياة البدن، و القتل هو الموت إذا كان مستندا إلى سبب عمدي أو نحوه، و الموت و القتل إذا افترقا كان الموت أعم من القتل، و إذا اجتمعا كان الموت هو ما بحتف الأنف و القتل خلافه.
و انقلب على عقبيه أي رجع قال الراغب: و رجع على عقبيه إذا انثنى راجعا، و انقلب على عقبيه نحو رجع على حافرته، و نحو ارتدا على آثارهما قصصا، و قولهم رجع عوده إلى بدئه، انتهى.
و حيث جعل الانقلاب على الأعقاب جزاء للشرط الذي هو موت الرسول أو قتله أفاد ذلك أن المراد به الرجوع عن الدين دون التولي عن القتال إذ لا ارتباط للفرار من الزحف بموت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)*أو قتله، و إنما النسبة و الرابطة بين موته أو قتله و بين الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان.
و يدل على أن المراد به الرجوع عن الدين ما ذكره تعالى في قوله: و طائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية إلى آخر الآيات، على أن نظير ما وقع في أحد من فرارهم من الزحف و توليهم عن القتال تحقق في غيره كغزوة حنين و خيبر و غيرهما و لم يخاطبهم الله بمثل هذا الخطاب و لا عبر عن توليهم عن القتال بمثل هذه الكلمة قال تعالى:*«و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين»: البراءة - 25، فالحق أن المراد بالانقلاب على الأعقاب الرجوع إلى الكفر السابق.
فمحصل معنى الآية على ما فيها من سياق العتاب و التوبيخ: أن محمدا*(صلى الله عليه وآله وسلم)*ليس إلا رسولا من الله مثل سائر الرسل، ليس شأنه إلا تبليغ رسالة ربه لا يملك من الأمر شيئا، و إنما الأمر لله و الدين دينه باق ببقائه، فما معنى اتكاء إيمانكم على حياته حيث يظهر منكم أن لو مات أو قتل تركتم القيام بالدين، و رجعتم إلى أعقابكم القهقرى و اتخذتم الغواية بعد الهداية؟.
------------------
2- الاية الكريمة التالية :
وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)*البقرة .
انقل ادناه من تفسير صاحب الميزان
---------------------------
قوله تعالى: و من يرتدد منكم عن دينه*«إلخ»، تهديد للمرتد بحبط العمل و خلود النار.
كلام في الحبط
و الحبط هو بطلان العمل و سقوط تأثيره، و لم ينسب في القرآن إلا إلى العمل كقوله تعالى:*«لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين:»*الزمر - 65، و قوله تعالى:*«إن الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله و شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا و سيحبط أعمالهم، يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و لا تبطلوا أعمالكم:»محمد - 33، و ذيل الآية يدل بالمقابلة على أن الحبط بمعنى بطلان العمل كما هو ظاهر قوله تعالى:*«و حبط ما صنعوا فيها و باطل ما كانوا يعملون:»*هود - 16، و يقرب منه قوله تعالى:*«و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا:»*الفرقان - 23.
و بالجملة الحبط هو بطلان العمل و سقوطه عن التأثير،*
----------- انتهى ----------
اقول ( الباحث الطائي ) : الاية رقم 1 اعلاه ، وسواء متعلقها كان مما جرى من مصاديق في حياة الرسول ( شبهة موته / قتله في بعض الغزوات ) ، او ما يتعلق بعد وفاته صل الله عليه وآله وسلم .
فأن المراد هو واحد وهو الانقلاب على الاعقاب بمعنى الرجوع الى الكفر ( كفر الجاهلية قبل الاسلام )
قد يظن البعض ان مصداق هذه الاية بعد وفاة الرسول هو ما حصل في السقيفة من ابعاد حق الخلافة عن الوريث الشرعي وهو الامام علي ع وتولي ابو بكر الامر !
اقول : لا ، وهنا المصداق هم عموم الناس الذين اتبعوا السقيفة ، اي انقلبوا من حالة الايمان بالرسول وما وصى به من الامر بأمر الله وهو ولاية امير المؤمنين وخلافته وحجته على الناس الثابته . الى اتباع غير خط السماء وهو خط السقيفة التي اسموها وشرعوها بأسم الشورى .
طيب هنا وما هو محل قيادة السقيفة ومدبريها ?
الجواب : هؤلاء "بنظري" لا ينطبق عليهم الانقلاب على الاعقاب وليسوا مصداق الاية ، لانهم اصلا لم يؤمنوا حقيقتا وكانوا يعيشون عيشة المنافقين ويتربصون الدوائر ! فتأمل .
وخطابي هنا ليس لاتباع العامة ، بل لاتباع اهل البيت ونظرتهم وفهمهم للاية ومصداقها مع واقع التاريخ وما نعلم من ملابسات القضية بتفاصيلها كما وصلت الينا .
وعدى هذه الحادثة / المصيبة الجلل ( السقيفة ) في حياة امة الاسلام ، لا يوجد مصداقة جوهري يحدثنا التاريخ عنه بعد وفاة / استشهاد الرسول ص .
وما قيل حول ما يسمى "حروب الردة " غير صحيح ولا منطبق ، ولعل فاجعة قوم مالك بن نويرة (كاحد امثالها ) لهي تشويه للحقائق وتلفيق اكاذيب ، والجميع يعلم ان قضيته ليست ارتداد عن دين بل هي رفض "للشورى " وما ومن نتج عنها !!! وترتب عليها منع دفع زكاتهم للخليفة الغير منصوص عليه وهو ما صنعته السقيفة !!!
ولعل الاية الكريمة رقم 2 اعلاه تصب مزيد توضيح وتأكيد على هذا الخط الكفري والنفاقي في صراعه مع خط السماء .
فهو يقاتل المؤمنين من الخارج والداخل حتى يحقق هدفه وهو ( يردونكم عن دينكم ان استطاعوا ) .
ولقد كان لحادثة موت الرسول وما ترك من اثر عظيم في حياة المسلمين ذلك الوقت ، ان يكون هذا الامر فرصة مثالية لخط الكافرين ان يضربوا خط السماء وفي الصميم .
(ويظهر انها سنة تأريخية في حياة الامم السابقة بعد رحيل النبي / الرسول المبعوث فيها حيث يظهر حقيقة ايمان قومه ويظهر حقيقة بعض المستترين)
ولاهمية الامر ولخطورته على المصير ، ارتبط مثل هذا الانحراف بقانون " الحبـــــط "
فحاله حال الانقلاب على الاعقاب والرجوع الى الكفر ، والقتال والعداوة هنا على اصل العقيدة .
المحصلة
-------
بمعنى : هناك خطان ، خط السماء وخط الشيطان
قادة خط السماء هم الرسل والانبياء والاوصياء والأئمة ،،، وقادة خط الشيطان هم شياطين الانس والجن ، وشياطين الجن قائدهم ابليس الملعون ، وشياطين الانس متعددي المصاديق والشخوص على طول خط التاريخ والرسالات .
وفي امة الرسول الخاتم محمد ص هم اكابر وقادة خط الكفر من الكفار الجاهليين واليهود والنصارى المنحرفين وقادة خط النفاق الداخلي ( المتأسلم ) .
وعموم الناس موزع بين هؤلاء الخطين وقاداتهم ، فكلا يجر الناس الى خطه
ولقد بين القرآن الكريم صراحتا ووضوحا مبينين حقيقة وهي :
لا*إِكْرَاهَ*فِي*الدِّينِ*قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم .
فخط السماء ( الصراط المستقيم ) وأئمته بائن ، وخط الشيطان وأئمته بائن ، والانسان مختار ليختار "بعد ان تبين الرشد من الغي" .
ولذلك لمّا قلنا اعلاه ان قادة السقيفة ليس مصداق المنقلبين على الاعقاب لعلة ارتباطهم بالدور القيادي للانقلاب ، ولم يكونوا ضحايا الفتنة بل هم قادة الفتنة .
ولهذا نرى انفتح في عهدهم المجال تباعاً لخط الشيطان والنفاق على مصراعيه ، وما حكم بني امية وفاجعة كربلاء ومن ثم حكم بني العباس وقتلهم لكل العترة الطاهرة للرسول ص الا تطبيق واقعي للعداوة لخط السماء الحق ومحاولة استأصاله او الرجوع به الى الجاهلية اي الارتداد .
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحث الطائي
تعليق