بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كان السفياني يعلم أن جيشه سوف يقع في الخسف، حتى وإن كان لا يؤمن برواياتنا، ولكن كقائد عسكري لابد أن يأخذ المعلومة التي يؤمن بها عدوه من باب أولى، فلماذا لا يَحذر منه ويحوّل مسيره أو خطته العسكرية؟
إجابة مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
(بسم الله الرحمن الرحيم)
تم الجواب عن هذا السؤال أكثر من مرة، وذكرنا هناك أن هذه الاشكالية تبتني على فكرة تخيلية خاطئة تعتمد على تصور أن السفياني حاله كحال المؤمنين، يصدق أو يحتمل وقوع ما ورد في الروايات الشريفة، والحال أن الرجل لا يؤمن بالله تعالى ولم يعبده طرفة عين، وما دام الرجل بهذه الطبيعة فهو يتعامل مع مجريات الأمور وحسابات الربح والخسارة بالمقاييس المادية والقوى العسكرية عند كل طرف، وظاهرة الخسف على كل حال لا تدخل في ضمن هذه المعادلة بل هي ذات بعد غيبي سماوي، وكيف وإلى أين يغير مسيره وطريقه والصحراء محيطة بالمدينة المنورة من جميع جهاتها؟!
فما هو الفرق بين السفياني وفرعون الذي سخر واستهزأ من تحذيرات موسى وهارون (عليهما السلام) له ولم يصدّق بما أخبراه من مصيره المحتوم، روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون (عليهما السلام) على فرعون عليهما مدارع الصوف، وبأيديهما العصي، فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه ودوام عزه، فقال: ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل. [نهج البلاغة: ص٢٩١]
يضاف إلى ذلك ان واقعة الخسف بجيش السفياني تمثل إرادة الله تعالى وقضاءه الحتمي، والباري (عزَّ وجل) إذا أراد شيئاً هيأ له الأسباب والعوامل التي تخفى على كل أحد ولا ينفع معها الحذر والحيطة ولا الاحتراس واليقظة، ونجد هذا المعنى واضحاً في معركة بدر وكيف سيّر الله تعالى مجاري الأمور وتصريفاتها حتى أوهم المشركين أن انتصارهم في تلك المعركة أمر قطعي لا يرقى إليه شك ولا ريب، يقول تعالى: ﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾، ولذا ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): إذا أراد الله أمراً سلب العباد عقولهم، فأنفذ أمره وتمت إرادته، فإذا أنفذ أمره رد إلى كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا ومن أين ذا. [تحف العقول للحراني: ص٤٤٢]
إذا كان السفياني يعلم أن جيشه سوف يقع في الخسف، حتى وإن كان لا يؤمن برواياتنا، ولكن كقائد عسكري لابد أن يأخذ المعلومة التي يؤمن بها عدوه من باب أولى، فلماذا لا يَحذر منه ويحوّل مسيره أو خطته العسكرية؟
إجابة مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
(بسم الله الرحمن الرحيم)
تم الجواب عن هذا السؤال أكثر من مرة، وذكرنا هناك أن هذه الاشكالية تبتني على فكرة تخيلية خاطئة تعتمد على تصور أن السفياني حاله كحال المؤمنين، يصدق أو يحتمل وقوع ما ورد في الروايات الشريفة، والحال أن الرجل لا يؤمن بالله تعالى ولم يعبده طرفة عين، وما دام الرجل بهذه الطبيعة فهو يتعامل مع مجريات الأمور وحسابات الربح والخسارة بالمقاييس المادية والقوى العسكرية عند كل طرف، وظاهرة الخسف على كل حال لا تدخل في ضمن هذه المعادلة بل هي ذات بعد غيبي سماوي، وكيف وإلى أين يغير مسيره وطريقه والصحراء محيطة بالمدينة المنورة من جميع جهاتها؟!
فما هو الفرق بين السفياني وفرعون الذي سخر واستهزأ من تحذيرات موسى وهارون (عليهما السلام) له ولم يصدّق بما أخبراه من مصيره المحتوم، روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون (عليهما السلام) على فرعون عليهما مدارع الصوف، وبأيديهما العصي، فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه ودوام عزه، فقال: ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل. [نهج البلاغة: ص٢٩١]
يضاف إلى ذلك ان واقعة الخسف بجيش السفياني تمثل إرادة الله تعالى وقضاءه الحتمي، والباري (عزَّ وجل) إذا أراد شيئاً هيأ له الأسباب والعوامل التي تخفى على كل أحد ولا ينفع معها الحذر والحيطة ولا الاحتراس واليقظة، ونجد هذا المعنى واضحاً في معركة بدر وكيف سيّر الله تعالى مجاري الأمور وتصريفاتها حتى أوهم المشركين أن انتصارهم في تلك المعركة أمر قطعي لا يرقى إليه شك ولا ريب، يقول تعالى: ﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾، ولذا ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): إذا أراد الله أمراً سلب العباد عقولهم، فأنفذ أمره وتمت إرادته، فإذا أنفذ أمره رد إلى كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا ومن أين ذا. [تحف العقول للحراني: ص٤٤٢]
تعليق