إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«وفديناه بذبحٍ عظيم»

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «وفديناه بذبحٍ عظيم»


    في كلماتِ الإمام الرضا عليه السلام
    ❂ يقولُ إمامنا الرضا "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" في معنى قولهِ تعالى:
    «و فدينه بذبح عظيم» يقول:
    (لمَّا أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ إبراهيم أن يذبحَ مكانَ ابنهِ إسماعيل الكبش الذي أنزلَهُ عليه،
    تمنَّى إبراهيم أن يكونَ قد ذبَحَ ابنهُ إسماعيل بيده،
    وأنَّهُ لم يُؤمَر بذبح الكبش مكانَه، ليرجع إلى قلبهِ ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبحُ أعزَّ ولده عليهِ بيده،
    فيستحقَّ بذلكَ أرفعَ درجاتِ أهْل الثواب على المصائب.
    فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليه: يا إبراهيم
    مَن أحبُّ خلقي إليك؟
    فقال: يا ربّ، ما خلقتُ خَلْقاً هو أحبُّ إليَّ مِن حبيبكَ مُحمَّد "صلَّى اللهُ عليهِ وآله".
    فأوحى اللهُ تعالى إليه:
    أفهو أحبُّ إليكَ أم نفسُك؟
    قال: بل هُو أحبُّ إليَّ مِن نفسي.
    قال : فوَلَدهُ أحبُّ إليكَ أم ولدك؟
    قال: بل وَلَده.
    قال: فذبْحُ وَلَدهِ ظُلْماً على أيدي أعدائهِ أوجعُ لقلبكَ أو ذبْحُ ولدك بيدك في طاعتي؟
    قال : يا ربّ.. بل ذبْحُ وَلَدُهُ ظُلماً على أيدي أعدائهِ أوجعُ لقلبي.
    قال: يا إبراهيم فإنَّ طائفةً تزعمُ أنَّها مِن أُمّةِ مُحمَّدٍ ستقتُلُ الحُسين ابنَهُ مِن بعْدِهِ ظُلْماً وعدواناً كما يُذبَحُ الكبش، ويستوجبون بذلكَ سَخَطَي.
    فجَزَعَ إبراهيم لذلك، وتوجَّع قَلْبُهُ، وأقبلَ يبكي.
    فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ: يا إبراهيم قد فديتُ جَزَعَكَ على ابنكَ إسماعيل لو ذَبحْتَهُ بيدك بجَزعِكَ على الحُسين وقتله،
    وأوجبتُ لكَ أرفعَ درجاتِ أهل الثواب على المصائب، وذلك قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: «وفدينهُ بذبحٍ عظيم»)
    [الخصال للشيخ الصدوق]
    〰〰〰〰

    كما يرى القارىء الكريم فإنَّ المُراد مِن قولهِ تعالى: «وفديناهُ بذبحٍ عظيم» ليس المُراد مِن الذبْح العظيم هُو الخَروف الذي نزَلَ مِن الجنّة..
    فَإنَّ الخَروف لا يستحقّ وصْف "العظيم" بالقياس إلى إسماعيل.
    والذي يَقرأ الآيات جيّداً يجد أنَّ الواضح منها هو أنَّ الفداء المذكور في الآية فداءٌ أعظم مِن إسماعيل.
    علماً أنَّ هذا "الذبْح العظيم" وهُو الحُسين "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" ليس فِداءً لإسماعيل وإنّما هُو فداءُ جَزَعٍ لِجَزَع..
    كما تقول الرواية الشريفة:
    (يا إبراهيم قد فديتُ جَزَعَكَ على ابنكَ إسماعيل لو ذَبحْتَهُ بيدك بجَزعِكَ على الحُسين وقتله، وأوجبتُ لكَ أرفعَ درجاتِ أهل الثواب على المصائب)
    يعني أنَّ إبراهيم عُوِّضَ بسبب أذيّتهِ على عدمِ ذَبْحهِ لإسماعيل لَمَّا نزَلَ الأمْر عليه: أن صدَّقتَ الرُؤيا.. لا تذبحْ إسماعيل وأذبحْ ذلك الكبش.
    فإنَّ إبراهيم أصابَهُ الحُزْن بأنَّه لم يذبح وَلَده إسماعيل فينالَ أجرَ الصابرين..
    فقال لهُ الباري عزَّ وجلَّ: سأعطيكَ أجْرَ الذي يُصابُ بالحُسين لأنَّ أذاكَ على الحُسين أكثرُ إيلاماً وأكثرُ إحزاناً وأكبرُ مُصيبةً ولوعةً مِن حُزنكَ وجزعك على ولدكَ إسماعيل
    فَعوَّضهُ سُبحانهُ وتعالى بجزعه وحُزنهِ على الحُسينِ أجْراً وثَواباً ومنزلةً ورِفعةً ودرجةً عن حُزنهِ على ولدهِ إسماعيل لو كان قد ذُبح.
    وكذلكَ نَحنُ.. إذا كانتْ مُصيبةُ الحُسين عندنا هي أعظمُ المصائب، فَإنّنا سننالُ هذا الأجر..
    وإذا مرَّتْ بنا البلاءات والابتلاءات والمصائب الشديدة فذكرنا مُصيبةَ الحُسين فهانتْ كُل مَصائبنا عند مُصيبة الحسين
    كذلك ننالُ هذا الأجر..
    وزيارةُ عاشوراء عباراتُها واضحة في هذهِ المضامين.

    منقول

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X