تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
ونحن ننتعش بنفحات رمضان الباردة ونسائمه الطيبة الحاملة لرحمة الله الواسعة ، عاهدنا الله على التزود من مائدته الملأى بزاد الروح ، ففرشنا السجادات وقمنا ساعات من لياليي رمضان بالتنفل وتلاوة كتاب الله ، ورفعنا القدور وأقداح الماء وجاهدنا أنفسنا بصيام أيامه تسليما لأمر الله لنا ..
عمل عظيم أبدينا فيه التسليم بالطاعة لأمر العزيز الحكيم ، لكن ياترى هل بادرنا بإزالة الشحناء والبغضاء فيما بيننا ، وهل سارعنا في الإعتذار لبعضنا عن سوء فهم أبعدنا عن بعضنا لشهور مضت أو لسنوات تبددت لم نتمكن خلالها من غسل ما في نفوسنا من رماد فتنة طال لهيبها لأسباب تافهة ما أنزل الله بها من سلطان ..
ربنا الكريم حينما أنزل مائدة الرحمة في هذا الشهر ، أراد أن تصفوا نفوسنا وتطيب قلوبنا بنبض الحب لبعضنا ، كما أراد منا الصيام والقيام ، لكي تشملنا رحمته وتجللنا مغفرته ونكون فيه من أهل كرامته ..
علينا إذا بموازات صيامنا وقيامنا ، العمل فيما يعيد اللحمة فيما بيننا ولا يكون ذلك إلا بالتسامح والتآخي وإطفاء نار الفتنة التي أشعل لهيبها الشيطان الرجيم ليوقع العداوة والبغضاء فيما بيننا فهل ياترى نسلم لأمر الله في هذا الجانب؟ ، إن فعلنا كنا صائمين حقا ،فالصوم لا يتم بالإمتناع عن الأكل والشرب فحسب بل يتم الصيام بالتنافس في فعل الخير أيا كان حجمه اﻹعراض عن فعل الشر أيا كان حجمه والتسامح من أجل وأعظم فعل الخير ..
تعليق