شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
عن الإمام الباقر (عليه السلام) :
(إنّ لله عقوبات في القلوب والأبدان : ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة،
وما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب)
عن الإمام الباقر (عليه السلام) :
(إنّ لله عقوبات في القلوب والأبدان : ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة،
وما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب)
يفهم من ذلك أنه مهما عظمت أي عقوبة في نظر الناس ، فإن أشدها وأعظمها
هو قساوة القلب ، حيث يقف الإنسان بين يدي ربه عزوجل في جوف الليل
وفي مظان الاستجابة -كشهر رمضان ، أو أمام الكعبة..- ،
ولكنه لا يرى رقة في قلبه ، ولا خشوعاً ولا دمعة ؛ فإن هذه الحالة من
الانتكاسة الباطنية ، وانقطاع موارد الإقبال في القلب ، لمن أهم صور العقوبات
في عالم الغيب.
ومن هنا يقول الإمام السجاد (عليه السلام) في أول الدعاء :
(إِلهِي لاَ تُؤَدِّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ..)..
أي إن كنت قد قررت أن تختم على قلبي ، وأن تجفف دمعتي ، فهذا ليس وقته الآن
فأنا أريد أن أدعوك.. وفي هذا فائدة : أنه من المناسب أن يطلب الإنسان
من الله عزوجل أن يفتح عليه أبواب المناجاة بين يديه جل وعلا قبل كل دعوة.
(وَلاَ تَمْكُرْ بِي فِي حِيلَتِكَ..)..
إن كلمة المكر والحيلة من الكلمات المبغوضة في عرف الناس
فيقال فلان إنسان ماكر ، وإنسان محتال.. ومن المعلوم أن مثل هذه العبارات
لا تليق بكرام الناس ، ولكن نلاحظ بأن الله عزوجل يصف نفسه بأنه خير الماكرين :
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}..
فما هو التوجيه لهذه الآية ، ولهذه العبارة ؟..
ومتى يمكر الله تعالى ، وكيف يمكر ، ولمَ يمكر؟..
يعرَّف المكر اصطلاحاً :
بأنه التدبير الخفي لإيقاع الغير في ورطة أو مشكلة ما..
إن الله عزوجل عندما يرى في عبده ما يوجب له الانتقام ، فإنه يدبر له تدبيراً يكشف
عن حقيقة جوهره.. فمن المعلوم أن المكيدة في الحرب ضد الأعداء
أمر مطلوب ومستحسن ، ولا يعاتب عليه الإنسان..
إن رب العالمين إذا رأى في عبده موقفاً عدائياً :
كأن يروج الباطل ، أو يتجاهر بالمعصية ، أو يقف أمام مد الشريعة
فإنه يفتح له بعض أبواب الامتحان والابتلاء ، بحيث ينكشف باطنه للعباد..
فهو كان يتستر بإيمانه الظاهري ، وبحسن ذكره بين الناس
ولكن الله عزوجل يرفع هذا المانع عن طريق عباده ، ليكشف لهم حقيقة هذا الإنسان..
ومن هنا نعتقد بأن هذا المكر الإلهي والخديعة ليس مما يذم عليه.
وعليه، فلنطلب من الله عزوجل أن يبقي علينا هذا الستر
الذي طالما حاولنا هتكه فإنه خير الساترين ، ولو شاء لفضحنا في الدنيا قبل الآخرة
ولكنه بمنه وكرمه أبقاه علينا حباً لنا ..مع عصياننا !
نعم، مع عصياننا يتحبب لنا الله تعالى ما دامنا في طريق التوبة
والإقلاع عن المعصية.
اللهم ثبتنا على الهدى والتقوى !..
للهم لا تمكر بنا في حيلتك فإنك أنت أرحم الراحمين !..
الشيخ حبيب الكاظمي..
هو قساوة القلب ، حيث يقف الإنسان بين يدي ربه عزوجل في جوف الليل
وفي مظان الاستجابة -كشهر رمضان ، أو أمام الكعبة..- ،
ولكنه لا يرى رقة في قلبه ، ولا خشوعاً ولا دمعة ؛ فإن هذه الحالة من
الانتكاسة الباطنية ، وانقطاع موارد الإقبال في القلب ، لمن أهم صور العقوبات
في عالم الغيب.
ومن هنا يقول الإمام السجاد (عليه السلام) في أول الدعاء :
(إِلهِي لاَ تُؤَدِّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ..)..
أي إن كنت قد قررت أن تختم على قلبي ، وأن تجفف دمعتي ، فهذا ليس وقته الآن
فأنا أريد أن أدعوك.. وفي هذا فائدة : أنه من المناسب أن يطلب الإنسان
من الله عزوجل أن يفتح عليه أبواب المناجاة بين يديه جل وعلا قبل كل دعوة.
(وَلاَ تَمْكُرْ بِي فِي حِيلَتِكَ..)..
إن كلمة المكر والحيلة من الكلمات المبغوضة في عرف الناس
فيقال فلان إنسان ماكر ، وإنسان محتال.. ومن المعلوم أن مثل هذه العبارات
لا تليق بكرام الناس ، ولكن نلاحظ بأن الله عزوجل يصف نفسه بأنه خير الماكرين :
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}..
فما هو التوجيه لهذه الآية ، ولهذه العبارة ؟..
ومتى يمكر الله تعالى ، وكيف يمكر ، ولمَ يمكر؟..
يعرَّف المكر اصطلاحاً :
بأنه التدبير الخفي لإيقاع الغير في ورطة أو مشكلة ما..
إن الله عزوجل عندما يرى في عبده ما يوجب له الانتقام ، فإنه يدبر له تدبيراً يكشف
عن حقيقة جوهره.. فمن المعلوم أن المكيدة في الحرب ضد الأعداء
أمر مطلوب ومستحسن ، ولا يعاتب عليه الإنسان..
إن رب العالمين إذا رأى في عبده موقفاً عدائياً :
كأن يروج الباطل ، أو يتجاهر بالمعصية ، أو يقف أمام مد الشريعة
فإنه يفتح له بعض أبواب الامتحان والابتلاء ، بحيث ينكشف باطنه للعباد..
فهو كان يتستر بإيمانه الظاهري ، وبحسن ذكره بين الناس
ولكن الله عزوجل يرفع هذا المانع عن طريق عباده ، ليكشف لهم حقيقة هذا الإنسان..
ومن هنا نعتقد بأن هذا المكر الإلهي والخديعة ليس مما يذم عليه.
وعليه، فلنطلب من الله عزوجل أن يبقي علينا هذا الستر
الذي طالما حاولنا هتكه فإنه خير الساترين ، ولو شاء لفضحنا في الدنيا قبل الآخرة
ولكنه بمنه وكرمه أبقاه علينا حباً لنا ..مع عصياننا !
نعم، مع عصياننا يتحبب لنا الله تعالى ما دامنا في طريق التوبة
والإقلاع عن المعصية.
اللهم ثبتنا على الهدى والتقوى !..
للهم لا تمكر بنا في حيلتك فإنك أنت أرحم الراحمين !..
الشيخ حبيب الكاظمي..
تعليق