بسم الله الرحمن الرحيم
يقول احد الشباب: تعرفتُ على صديقي ايام الجهاد..
كان شاباً في نفس عمري تقريباً .. يشبهني ولا يشبهني!
يشبهني في شكله الخارجي .. حتى ظن البعض أننا اخوين ..
ولكنه باطننا كاختلاف الصيف والشتاء.
كان كأنه مَلَكٌ او نبي – او هكذا تراءى لي مع سذاجتي- باخلاقه، بجهاده .. كنا نتعب ولا يتعب .. نمل ولا يمل .. في تلك الليالي الباردة، يقف خارج الخيمة و يصلّي لله .. ويناجي .. لا تراه الا في حالة ذكر الله والعبادة.
سألتُه يوماً: هل أنتَ نبي؟!
ضحك ضحكة مرة: قال كلا ..
قلت: لِمَ اراك مختلفاً؟
قال: لي قصة..
قلت: ما هي؟
قال: كنت في بداية شبابي كغيري من الشباب .. لكن بجذوة ايمانٍ في قلبي، وخشيةٍ من الله ..
ذهبتُ يوماً مع اصدقائي الى نزهة عند شلال ماء في منطقة نائية.
قال لي اصدقائي: عليكَ اعداد الشاي. اخذتُ (الكتري) الى النهر..
فوقع عيني على منظر.. اهتز بدني كله. اغمضتُ عيني واختفيتُ خلف زرع تنازعني نفسي..
قلتُ له: ما الذي كان في النهر؟
بدا الانزعاج على وجهه .. تنهّد مرةً ثم اكمل:
كانت مجموعة من فتيات القرية يسبحن في الماء!
اختفيتُ خلف صخرة، لا اراهن .. لكني اسمع اصواتهن ..
نازعتني نفسي مراراً ان انظر اليهن .. فلم يكن يراني احد: لا اصدقائي، لا والديّ، لا معلمي.. ولا تلك الفتيات، .. لا احد!
وما الذي سيضر ان اختلستُ نظرة واحدة.. صغيرة؟! ثم .. اليس هذا جمالٌ الخلق ؟ وهل من اشكال لو نظرتُ الى الجَمال ؟!
-بدأت هذه الوساوس تصطدم في رأسي وتتراكض في داخلي-
كِدتُ ان الين ..
لكن تذكرتُ الله! أنه (يعلم خائنةَ الأعين).
رفعتُ طرفي الى السماء.. الهي: ابليس يوسوس لي .. الهي ساترك النظر (علمودك)!
اغلقتُ عيني .. رجعتُ ولم انظر .. لكني رجعتُ بحالٍ اخر .. كنتُ لا زلتُ في اجواء الامتحان الالهي لي ..
وجدتُ في داخلي صفاءً لم اكن اعهده، وتوجّها الهيا لم اكن افهمه .. فقلتُ بتوجِّه: (يا الله .. يا الله)
هذه المرة .. احسستُ كأن الكون كله يردد معي .. كأني اسمع تسبيح الأرض و السماء، والماء والهوى و الحصى والمدر، والنجم والشجر.. كله يسبح لله قائلاً: (سبّوحٌ قدّوس .. ربّنا ورب الملائكة والروح)..
ومنذ تلك اللحظة فُتح باب الايمان عليّ .. وصرتُ كما ترى..
ثم توجّه اليّ وقال: نقلتُ لك هذا الكلام لا لأمدح نفسي .. لأني لا ارى ان اصبح هذا الصباح معكم .. لكن لتعلم: ان من يترك الحرام وهو قادرٌ عليه .. له منزلةٌ عظيمة عند ربه.
قال الشاب: في تلك الليلة حصل تعرّض .. وكان كما قال: لم يصبح الصباح معنا.
نعم .. ما المجاهد الصابر بأعظم اجراً ممن قدر فعفّ. – كما في الحديث الشريف-
يقول احد الشباب: تعرفتُ على صديقي ايام الجهاد..
كان شاباً في نفس عمري تقريباً .. يشبهني ولا يشبهني!
يشبهني في شكله الخارجي .. حتى ظن البعض أننا اخوين ..
ولكنه باطننا كاختلاف الصيف والشتاء.
كان كأنه مَلَكٌ او نبي – او هكذا تراءى لي مع سذاجتي- باخلاقه، بجهاده .. كنا نتعب ولا يتعب .. نمل ولا يمل .. في تلك الليالي الباردة، يقف خارج الخيمة و يصلّي لله .. ويناجي .. لا تراه الا في حالة ذكر الله والعبادة.
سألتُه يوماً: هل أنتَ نبي؟!
ضحك ضحكة مرة: قال كلا ..
قلت: لِمَ اراك مختلفاً؟
قال: لي قصة..
قلت: ما هي؟
قال: كنت في بداية شبابي كغيري من الشباب .. لكن بجذوة ايمانٍ في قلبي، وخشيةٍ من الله ..
ذهبتُ يوماً مع اصدقائي الى نزهة عند شلال ماء في منطقة نائية.
قال لي اصدقائي: عليكَ اعداد الشاي. اخذتُ (الكتري) الى النهر..
فوقع عيني على منظر.. اهتز بدني كله. اغمضتُ عيني واختفيتُ خلف زرع تنازعني نفسي..
قلتُ له: ما الذي كان في النهر؟
بدا الانزعاج على وجهه .. تنهّد مرةً ثم اكمل:
كانت مجموعة من فتيات القرية يسبحن في الماء!
اختفيتُ خلف صخرة، لا اراهن .. لكني اسمع اصواتهن ..
نازعتني نفسي مراراً ان انظر اليهن .. فلم يكن يراني احد: لا اصدقائي، لا والديّ، لا معلمي.. ولا تلك الفتيات، .. لا احد!
وما الذي سيضر ان اختلستُ نظرة واحدة.. صغيرة؟! ثم .. اليس هذا جمالٌ الخلق ؟ وهل من اشكال لو نظرتُ الى الجَمال ؟!
-بدأت هذه الوساوس تصطدم في رأسي وتتراكض في داخلي-
كِدتُ ان الين ..
لكن تذكرتُ الله! أنه (يعلم خائنةَ الأعين).
رفعتُ طرفي الى السماء.. الهي: ابليس يوسوس لي .. الهي ساترك النظر (علمودك)!
اغلقتُ عيني .. رجعتُ ولم انظر .. لكني رجعتُ بحالٍ اخر .. كنتُ لا زلتُ في اجواء الامتحان الالهي لي ..
وجدتُ في داخلي صفاءً لم اكن اعهده، وتوجّها الهيا لم اكن افهمه .. فقلتُ بتوجِّه: (يا الله .. يا الله)
هذه المرة .. احسستُ كأن الكون كله يردد معي .. كأني اسمع تسبيح الأرض و السماء، والماء والهوى و الحصى والمدر، والنجم والشجر.. كله يسبح لله قائلاً: (سبّوحٌ قدّوس .. ربّنا ورب الملائكة والروح)..
ومنذ تلك اللحظة فُتح باب الايمان عليّ .. وصرتُ كما ترى..
ثم توجّه اليّ وقال: نقلتُ لك هذا الكلام لا لأمدح نفسي .. لأني لا ارى ان اصبح هذا الصباح معكم .. لكن لتعلم: ان من يترك الحرام وهو قادرٌ عليه .. له منزلةٌ عظيمة عند ربه.
قال الشاب: في تلك الليلة حصل تعرّض .. وكان كما قال: لم يصبح الصباح معنا.
نعم .. ما المجاهد الصابر بأعظم اجراً ممن قدر فعفّ. – كما في الحديث الشريف-
تعليق