الحاجة إلى الاجتهاد والتقليد في الدين
كلنا نؤمن بوجود خالق لهذا الكون أرسل لنا رسلا يبلغون أحكامه وكان خاتمهم النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، كما نؤمن أنه (صلى الله عليه وآله) قد جعل بعده أوصياء اثنا عشر إماما معصوما.
ونؤمن بأن الله تعالى قد كلفنا بتكاليف تتعلق بكل فعل من أفعالنا في حياتنا اليومية؛ فنعلم أنه لا يوجد فعل نقوم به إلا وقد جعل الله تعالى له حكما شرعيا إما حلالا أو حراما أو واجبا أو مستحبا أو مكروها.
ولا شك أن هذه الأحكام التي كلفنا الله تعالى بها لابد أن نبرئ ذمتنا تجاهها، ولابد أن نحرز أننا قد طبقناها كما يريد الله تعالى.
فكيف نحرز ذلك؟ وكيف نبرئ ذمتنا بحيث لا نستحق العقاب، ونكون طائعين؟
كان المسلمون يأخذون الأحكام من النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته، وبعد وفاته من الأئمة عليهم السلام، إذا تمكنوا من الوصول إليهم وسؤالهم.
فإذا وصل المكلف إلى الحكم الشرعي وأخذه من لسان الإمام (عليه السلام) وعمل به فقد أبرأ ذمته أمام التكاليف الإلهية.
لكن ماذا يعمل من لا يستطيع الوصول إلى أهل البيت (عليهم السلام) سواء في حياتهم أو في زمان الغيبة؟
كيف يستطيع المكلف أن يبرأ ذمته أمام التكاليف التي يقطع بأن الله تعالى قد كلفه بها وسوف يحاسب عليها يوم القيامة؟
كيف يطمئن بأنه امتثل ما يريده الله تعالى منه وأنه لم يخالف تكاليفه كي يستحق العقاب؟
مثلا: إذا أراد المكلف أن يدخن فكيف يعرف أن هذا التدخين حلال أم حرام؟
وإذا أراد أن يصوم يوم الشك -الذي يشك أنه عيد أم لا- فكيف يعرف أن هذا الصوم حلال أم حرام؟
وإذا أراد أن يعمل في شركة تابعة لأشخاص غير مسلمين، فكيف يعرف أن هذا المال الذي يأخذه منها حلال أم حرام؟
الباربيكان حلال أم حرام؟
الجلي الذي يتناوله الأطفال حلال أم حرام؟
الأناشيد الشعبية؟
لبس اللباس الملون للمرأة؟
السفر إلى الدول الغربية؟
وما إلى ذلك من كثير من هذه الأحكام التي يتعرض لها كل مكلف..
كيف يصل إليها؟
هنا جاءت أهمية الاجتهاد والتقليد؛ بأن يتصدى مجموعة من الأشخاص يفنون أعمارهم في تعلم علوم أهل البيت (عليهم السلام)، ويبذلون قصارى جهودهم؛ ليستخرجوا الحكم الشرعي ويقدموه لعامة الناس على طبق من ذهب ليعملوا على وفقه؛ فكل مسألة من آلاف المسائل الفقهية قد بذل الفقيه فيها جهودا مضنية ليصل إلى الحكم فيها، بل أحيانا يتوقف ولا يمكنه الفتوى والجزم بالحكم الشرعي.
فتبين بهذا الحاجة الشديدة إلى الاجتهاد والتقليد في الدين.
وهذه الحاجة ليست خاصة في عصر الغيبة، بل كانت في عصر حضور المعصومين (عليهم السلام)؛ فإن الوصول إلى المعصومين (عليهم السلام) ليس متيسرا لكل شخص وفي كل آن، خصوصا لمن يكون في بلاد بعيدة عن البلد الذي يسكن في المعصوم؛ فلابد من وجود فقهاء يجتهدون ويستنبطون الأحكام الشرعية، والناس ترجع إليهم وتقلدهم.
تصور مثلا شيعة خراسان كيف يأخذون أحكامهم من الأئمة (عليهم السلام) الذين يبعدون عنهم كثيرا؟!
وسيأتي مزيد توضيح لهذا الأمر في المباحث القادمة إن شاء الله تعالى.
كلنا نؤمن بوجود خالق لهذا الكون أرسل لنا رسلا يبلغون أحكامه وكان خاتمهم النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، كما نؤمن أنه (صلى الله عليه وآله) قد جعل بعده أوصياء اثنا عشر إماما معصوما.
ونؤمن بأن الله تعالى قد كلفنا بتكاليف تتعلق بكل فعل من أفعالنا في حياتنا اليومية؛ فنعلم أنه لا يوجد فعل نقوم به إلا وقد جعل الله تعالى له حكما شرعيا إما حلالا أو حراما أو واجبا أو مستحبا أو مكروها.
ولا شك أن هذه الأحكام التي كلفنا الله تعالى بها لابد أن نبرئ ذمتنا تجاهها، ولابد أن نحرز أننا قد طبقناها كما يريد الله تعالى.
فكيف نحرز ذلك؟ وكيف نبرئ ذمتنا بحيث لا نستحق العقاب، ونكون طائعين؟
كان المسلمون يأخذون الأحكام من النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته، وبعد وفاته من الأئمة عليهم السلام، إذا تمكنوا من الوصول إليهم وسؤالهم.
فإذا وصل المكلف إلى الحكم الشرعي وأخذه من لسان الإمام (عليه السلام) وعمل به فقد أبرأ ذمته أمام التكاليف الإلهية.
لكن ماذا يعمل من لا يستطيع الوصول إلى أهل البيت (عليهم السلام) سواء في حياتهم أو في زمان الغيبة؟
كيف يستطيع المكلف أن يبرأ ذمته أمام التكاليف التي يقطع بأن الله تعالى قد كلفه بها وسوف يحاسب عليها يوم القيامة؟
كيف يطمئن بأنه امتثل ما يريده الله تعالى منه وأنه لم يخالف تكاليفه كي يستحق العقاب؟
مثلا: إذا أراد المكلف أن يدخن فكيف يعرف أن هذا التدخين حلال أم حرام؟
وإذا أراد أن يصوم يوم الشك -الذي يشك أنه عيد أم لا- فكيف يعرف أن هذا الصوم حلال أم حرام؟
وإذا أراد أن يعمل في شركة تابعة لأشخاص غير مسلمين، فكيف يعرف أن هذا المال الذي يأخذه منها حلال أم حرام؟
الباربيكان حلال أم حرام؟
الجلي الذي يتناوله الأطفال حلال أم حرام؟
الأناشيد الشعبية؟
لبس اللباس الملون للمرأة؟
السفر إلى الدول الغربية؟
وما إلى ذلك من كثير من هذه الأحكام التي يتعرض لها كل مكلف..
كيف يصل إليها؟
هنا جاءت أهمية الاجتهاد والتقليد؛ بأن يتصدى مجموعة من الأشخاص يفنون أعمارهم في تعلم علوم أهل البيت (عليهم السلام)، ويبذلون قصارى جهودهم؛ ليستخرجوا الحكم الشرعي ويقدموه لعامة الناس على طبق من ذهب ليعملوا على وفقه؛ فكل مسألة من آلاف المسائل الفقهية قد بذل الفقيه فيها جهودا مضنية ليصل إلى الحكم فيها، بل أحيانا يتوقف ولا يمكنه الفتوى والجزم بالحكم الشرعي.
فتبين بهذا الحاجة الشديدة إلى الاجتهاد والتقليد في الدين.
وهذه الحاجة ليست خاصة في عصر الغيبة، بل كانت في عصر حضور المعصومين (عليهم السلام)؛ فإن الوصول إلى المعصومين (عليهم السلام) ليس متيسرا لكل شخص وفي كل آن، خصوصا لمن يكون في بلاد بعيدة عن البلد الذي يسكن في المعصوم؛ فلابد من وجود فقهاء يجتهدون ويستنبطون الأحكام الشرعية، والناس ترجع إليهم وتقلدهم.
تصور مثلا شيعة خراسان كيف يأخذون أحكامهم من الأئمة (عليهم السلام) الذين يبعدون عنهم كثيرا؟!
وسيأتي مزيد توضيح لهذا الأمر في المباحث القادمة إن شاء الله تعالى.
- قائمة البحوث على التلجرام: https://t.me/muortaja/453