تويت
المشاركة الأصلية بواسطة صادقة
مشاهدة المشاركة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
لا يستوي صيام الجسد بدون صيام الجوارح وإلا سيبتر معنى الصيام فالصوم رحلة من العقل إلى القلب من موت الأنا والأنانية إلى الحياة والحياة تعني الانصهار في حب الله والهيام بذاته بالتزام طاعته والابتعاد عن كل ما يعصيه أو يبعد عنه
والإسراف والتبذير من الأعمال التي تبعد عن الله لأن الله لا يحبها بينما يحبها الشيطان
وكيف للجوارح أن تصوم إن كان فكر الصائم متوجه نحو غريزة إشباع الجوع الجسدي وتناول الطعام فقط مع العلم أن الإنسان ليس جسد فقط بل هو جسد وروح والصيام لابد أن يشمل الجسد والروح معا
إن استوعبنا ذلك سوف يكون لنا توجه مختلف في فهم معنى الصيام ولن نقلق من الجوع ولن نخشى الصيام حتى في غير شهر رمضان ..
هنالك نقطة مهمة جدا قد تغيب عن الكثيرين منا وهي العلاقة بين الروح والغذاء
فالجسد يتأثر بالأكل والغذاء و يؤثر في ذات الوقت في العقل والروح فإذا حدث اختلال في الجسد بسبب الافراط في الأكل حتما سيحدث اختلال في الروح التي يجب أن تبقى سليمة كي تستطيع الاتصال بخالقها
صوموا تصحوا كيف نحققها أن كانت معدتنا بعد الافطار ممتلئة والمعدة بيت الداء؟
فإذا كانت الصحة حالة تناغم بين الجسد - الذي يحتاج إلى كمية معينة من الغذاء - والعقل والروح تيسر الاتصال بالله فأي خلل في الجسد نتيجة تناول الإنسان ما يزيد عن حاجته وتحميل أعضاء جسده فوق طاقتها للدرجة التي تؤدي بها إلى الإجهاد والتعب سوف يتسبب في فقد هذا التناغم ويعيق القدرة على الاتصال بالله والتوجه بانسجام إليه في شهر العبادة والطاعة والقيام وشهر القرآن
وإذا كانت الصحة مرتبطة بالصيام فعليه فقلة الطعام أو بالأصح التوازن تخلق هذا الانسجام
والتقوى مصداق للصوم ومقياس الكرامة عند الله وميزان القرب منه
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183
وقال أيضا جل من قائل: {وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ }المائدة88
و بلا شك التقوى علامة الإيمان تتنافى مع الإسراف والتبذير الذي هو من حبائل الشيطان الذي يفترض أنه مقيد ومحبوس في شهر الصيام ...
فما الذي يدعوا الناس للإسراف والتبذير في شهر رمضان ؟
وعذرا لما سأقوله فهو بحق واقع يجرح الروح
الكثيرات من ربات البيوت يقمن بإعداد الكثير من الأطعمة وينوعن فيها ويتفنن في ذلك ليس من أجل إطعام أفراد أسرتهم أو حبا في التنويع
بل من أجل تصوير تلك الأطباق التي لا تتكرر في الشهر أكثر من مرة من أجل التباهي بالسفرة الرمضانية في الانستغرام أو في جروبات الواتس أو في السناب شات ومصيرها في النهاية إلى القمامة والعياذ بالله
و ما يثير الدهشة فعلا أن الكثيرات منهن لم يكن لديهن اهتمامات بالطبخ قبلا وكان موضوع التنويع شيء هامشي في حياتهن قبل تلك الصرعات اللسنابية والانستجرامية التي ما أنزل الله بها من سلطان
ألا ليتنا نسرف في العبادة والطاعة ... التي مهما بالغنا فيها سنكون في جنب الله مقصرين
الغالية شجون فاطمة أختي الرائعة
دائما تنتقين من المواضيع ما تصب في قلب وقالب المجتمع
مواضيع تنسجينها هنا بغيرتك وحرصك على مجتمعك وقيمه بينما نحن نقرأها في واقعنا ونراها تتجسد أمامنا فنتأثر بما تكتبين
فشكرا جزيلا لك ولعطاءك الراقي والقيم
وجزاك الله الجزاء الأوفى و تقبل الله منكم ومنا صيامنا وقيامنا وصالح أعملنا
وحفظكم ورعاكم وألبسكم لباس الصحة والعافية
دمت بألف خير وفي خير وعين الله ترعاك
وعذرا على الإطالة
مودتي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
عزيزتي (صادقة ) شكراً لردكم الطيب المفعم بللإيمان الذي يصلح أن ينشر كموضوع مستقل لما
حواه من مضامين طيبة وراقية ، شاكرة لكم هذا الحظور المبارك والعطر
تقبل الله تعالى طاعاتكم غاليتي
تعليق