إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سكينة عزيزة الحسين. ع.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سكينة عزيزة الحسين. ع.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    السيدة سكينة عليها السلام الشريفة الهاشمية


    آمنة بنت الحسين عليه السلام هو اسمها، وإنما اسم سكينة لقبتها به أمها الرباب بنت امرؤ القيس بن عدي الكلبي، وذلك لسكينتها حيث يغلب على طبعها الهدوء، وقد اختلف المؤرخون في اسمها، ولكن ما أكد ان اسمها امنة هو ما ذكره السيد محمد علي الحلو في كتابه (عقيلة قريش السيدة آمنة بنت الحسين) بعد الجمع والاستقصاء مما جعله يصر على أن اسمها امنة، أما تاريخ مولدها فلم يعرف على وجه الدقة، وإن كانت أكثر الروايات رجّحت مولدها في العام السابع والأربعين من الهجرة الشريفة وعلى هذا القول يكون عمرها عند استشهاد والدها الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء حوالي أربعة عشر عاماً قضتها عليها السلام تحت رعاية وإشراف سيد الشهداء عليه السلام(1)، ولا يخفى ما لهذه التربية المباشرة من قبل المعصوم من أثر بالغ في بناء شخصيتها ومن النواحي كافة العلمية والدينية والاخلاقية بل والخُلقية ايضاً فضلاً عن تأثير البيئة الأُسرية المتضمنة لأكثر من معصوم و شخصيات اخرى كانت بحق واصلة الى الدرجات العلى من العلم والمعرفة والتهذيب.
    بعد وفاة ابيها انتقلت عليها السلام إلى رعاية الإمام السجاد عليه السلام، حيث عاشت حياة حافلة بالعلم والأدب والنشاط الاجتماعي، وكان خصومها يقرّون لها بنسبها ومناقبها فكانت السيدة سكينة سيدة نساء عصرها وأوقرهنّ وأكثرُهنّ ذكاءً وعقلاً وأدباً وعفة، منذ استقر بها المقام بالمدينة استطاعت ان تنفرد بمكانة في المجتمع، إذ زيّنت مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها، كانت ذات عبادة وزهد، يقول عنها الإمام الحسين عليه السلام: وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله(1)، وكان عليه السلام يحبّها حبّاً شديداً، ويصفها بخيرة النسوان ويقول فيها وفي اُمّها الرباب الشعر، لقد حضرت هذه العلوية الشريفة مع والدها أرض كربلاء، وشاهدت ما جرى على أبيها واخوتها وعمومتها وبقية بني هاشم وأنصارهم، وشاركت النساء مصائب السبي، لم تنتهِ معركة آل الرسول صلى الله عليه وآله باستشهاد الامام الحسين وسفك دماء اله الاطهار عليهم السلام واصحابه، بل توهجت وزادت بعد رجوع أهل البيت من الواقعة الدامية، فكان لعلي بن الحسين عليه السلام وقع في خطبه وبياناته، وكذلك لسيدات بيت النبوة (زينب وام كلثوم وفاطمة بنت الحسين عليه السلام) دور في تأنيب الرأي العام ضد اعدائهم، وكشف الستار عن حقيقتهم الدموية من ناحية، ومن ناحية اخرى كانت الامة تحتفظ باحترام وقداسة أهل البيت عليهم السلام، فهم أمناء الحق، لكن لم تتح للسيدة سكينة بنت الحسين عليها السلام فرصة مهمة التبليغ بوجود اخيها وعماتها عليهم السلام، لأنها كانت في عداد الهاشميات الصغيرات، ولم تظهر إلا بعد أن حط الآل في المدينة، لذا لم تسلط الأضواء على مظلوميتها، فما كان من اعداء أهل البيت عليهم السلام، إلا أن يطعنوا عليهم، ويقذفوهم بما تأباه قداستهم ونجابتهم عليهم السلام، ولم يحفظوا لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة، وذلك ليقلل الاعداء من وزر جناياتهم التي ارتكبوها، والتقليل من شان أهل البيت وتحجيم مظلوميتهم عليهم السلام، وتغطية ما لحق بيوت الأعداء من عار الانفلات، ومنها ما حاولوا إلصاقه في حق السيدة سكينة عليها السلام، سليلة البيت النبوي، لتمرير مؤامراتهم الدنيئة، لذا قام الأعداء باستئجار الاقلام الرخيصة لوضع الاكاذيب والقصص المفتعلة في حق أهل البيت عليهم السلام، وأمكن لدعايات الاعداء وطعونهم ان تأخذ دورها في إدخال اسم السيدة سكينة عليها السلام في مسلسل الاقاصيص التي تسيء إلى الامام الحسين عليه السلام، فالأنباء والمرويات عن حياتها الاجتماعية مثيرة، وبعضها مما لا يسهل التسليم به، ولا يهون تصوره مع حفيدة الزهراء عليها السلام، وصرف أذهان الناس إلى ما كانت تفعله في مجالس اللهو ومجالسة الشعراء، وما قيل فيها وما قالته، ليصدقهم السذج من الناس وتلغى بذلك مظلوميتهم عليهم السلام، إن السيدة سكينة ابنة النبوة حازت على ارقى المراتب التي اخبر عنها الامام الحسين عليه السلام حجة الله تعالى الواقف على سرائر العباد بقوله: (غالب عليها الاستغراق مع الله) والاستغراق هنا هو: الفناء في بحر العظمة الالهية وعدم الالتفات لعوارض الدنيا لذا لقبها المعصوم (بخيرة النسوان)، وهل من المعقول ان حجة الله يخبر عن مبلغ ابنته من الدين وسلوكها مع الله تعالى، ثم يصفها بخيرة النسوان، وهو يعلم إنها مارقة عن صراط الشريعة، وهي من عاشت في كنف إمامين وهما الإمام زين العابدين، والامام الباقر عليهما السلام وكان الناس بأنواع مذاهبهم يهتدون بكلمة واحدة منهم، فهل يقبل منطق أو يرضى عقل، أن تعيش تلك السيدة الجليلة في ظلمها، وهي من ورثت عن اخيها الحزن السرمدي على ابيها، خاصة وهي ادركت حادثة الطف الأليمة، فتحية وسلامٌ من الله تعالى عليك يا سيدتي سكينة وعلى آبائك الطيبين الطاهرين.
    ......................
    1) عقيلة قريش السيدة امنة بنت الحسين.
    2) اعلام النساء المؤمنات ، ص495.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X