عن سعد الخفّاف عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:-
يا سعد تعلّموا القرآن ، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة
نظر إليها الخلق والناس صفوف… فيأتي على صفّ المسلمين في صورة رجل
فيسلّم فينظرون إليه ثم يقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا الرجل من المسلمين،
نعرفه بنعته وصفته غير أنه كان أشد اجتهاداً منّا في القرآن فمن هناك أُعطي من البهاء
والجمال والنور ما لم نعطه. ثم يجاوز حتى يأتي على صفّ الشهداء فينظرون إليه
ثم يقولون: لا إله إلا الله الربّ الرحيم إن هذا الرجل من الشهداء نعرفه
بسمته وصفته.
يا سعد تعلّموا القرآن ، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة
نظر إليها الخلق والناس صفوف… فيأتي على صفّ المسلمين في صورة رجل
فيسلّم فينظرون إليه ثم يقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا الرجل من المسلمين،
نعرفه بنعته وصفته غير أنه كان أشد اجتهاداً منّا في القرآن فمن هناك أُعطي من البهاء
والجمال والنور ما لم نعطه. ثم يجاوز حتى يأتي على صفّ الشهداء فينظرون إليه
ثم يقولون: لا إله إلا الله الربّ الرحيم إن هذا الرجل من الشهداء نعرفه
بسمته وصفته.
قال: ثم يجاوز حتى يأتي صفّ النبيّين والمرسلين في صورة نبي مرسل
فينظر النبيّون والمرسلون إليه فيشتدّ لذلك تعجبّهم ويقولون:
لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا لنبي مرسل نعرفه بسمته وصفته غير أنه
أعطي فضلاً كثيراً، فيجتمعون فيأتون رسول الله صلى الله عليه وآله فيسألونه
ويقولون: يا محمد من هذا؟
فيقول صلى الله عليه وآله لهم: أو ما تعرفونه؟ فيقولون: ما نعرفه
هذا ممن لم يغضب الله عليه، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله:
هذا حجّة الله على خلقه فيسلّم. ثم يجاوز حتى يأتي على صفّ الملائكة في
صورة ملك مقرّب، فتنظر إليه الملائكة فيشتدّ تعجبّهم ويكبر ذلك عليهم
لما رأوا من فضله ويقولون: تعالى ربّنا وتقدّس إن هذا العبد من الملائكة
نعرفه بسمته وصفته غير أنه كان أقرب الملائكة إلى الله عزّ وجلّ مقاماً،
فمن هناك اُلبس من النور والجمال ما لم نلبس.
ثم يجاوز حتى يأتي إلى رب العزّة تبارك وتعالى فيخرّ تحت العرش فيناديه
تبارك وتعالى: يا حجّتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك
وسل تعط واشفع تشفّع، فيرفع رأسه فيقول الله تبارك وتعالى:
كيف رأيت عبادي؟
فيقول: يا ربّ منهم من صانني وحافظ عليّ ولم يضيّع شيئاً،
ومنهم من ضيّعني واستخفّ بحقي وكذّب بي وأنا حجّتك على جميع خلقك.
فيقول الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لأثيبنّ عليك اليوم
أحسن الثواب ولأعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب.
ثم يأتي الرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم
بين يديه فيقول: ما تعرفني؟ فينظر إليه الرجل فيقول: ما أعرفك يا عبد الله.
قال: فيرجع في صورته التي كانت في الخلق الأول ويقول: ما تعرفني؟
فيقول: نعم. فيقول القرآن: أنا الذي أسهرتُ ليلك وأنصبت عيشك،
سمعت الأذى وزحمت بالقول فيّ، ألا وإن كلّ تاجر قد استوفى تجارته
وأنا وراءك اليوم.
قال: فينطلق به إلى رب العزّة تبارك وتعالى فيقول:
يا ربّ يا ربّ عبدك وأنت أعلم به قد كان نصباً بيّ مواظباً عليّ
يعادي بسببي ويحبّ فيّ ويبغض. فيقول الله عزّ وجلّ: ادخلوا عبدي جنّتي
واكسوه حلّة من حلل الجنّة وتوّجوه بتاج، فإذا فعل به ذلك عرض على
القرآن فيقال له: هل رضيت بما صُنع بوليك؟ فيقول:
يا ربّ إني أستقلّ هذا له فزده مزيد الخير كلّه.
فيقول: وعزّتي وجلالي وعلّوي وارتفاع مكاني لأنحلنّ له اليوم خمسة
أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته. ألا أنهم شباب لا يهرمون
وأصحّاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون،
وأحياء لا يموتون، ثم تلا هذه الآية: (لا يَذُوقُونَ فيهَا المَوْتَ إلاَّ المَوْتَةَ الأُولى) (الدخان:56).
قال: قلت: جُعلت فداك يا أبا جعفر، وهل يتكلّم القرآن، فتبسّم ثم قال عليه السلام :
نعم يا سعد والصلاة تتكلّم…)
.................................................. ...
المصادر أصول الكافي: ج 2 ص 596،
كتاب فضل القرآن، الحديث: 1.
فينظر النبيّون والمرسلون إليه فيشتدّ لذلك تعجبّهم ويقولون:
لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا لنبي مرسل نعرفه بسمته وصفته غير أنه
أعطي فضلاً كثيراً، فيجتمعون فيأتون رسول الله صلى الله عليه وآله فيسألونه
ويقولون: يا محمد من هذا؟
فيقول صلى الله عليه وآله لهم: أو ما تعرفونه؟ فيقولون: ما نعرفه
هذا ممن لم يغضب الله عليه، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله:
هذا حجّة الله على خلقه فيسلّم. ثم يجاوز حتى يأتي على صفّ الملائكة في
صورة ملك مقرّب، فتنظر إليه الملائكة فيشتدّ تعجبّهم ويكبر ذلك عليهم
لما رأوا من فضله ويقولون: تعالى ربّنا وتقدّس إن هذا العبد من الملائكة
نعرفه بسمته وصفته غير أنه كان أقرب الملائكة إلى الله عزّ وجلّ مقاماً،
فمن هناك اُلبس من النور والجمال ما لم نلبس.
ثم يجاوز حتى يأتي إلى رب العزّة تبارك وتعالى فيخرّ تحت العرش فيناديه
تبارك وتعالى: يا حجّتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك
وسل تعط واشفع تشفّع، فيرفع رأسه فيقول الله تبارك وتعالى:
كيف رأيت عبادي؟
فيقول: يا ربّ منهم من صانني وحافظ عليّ ولم يضيّع شيئاً،
ومنهم من ضيّعني واستخفّ بحقي وكذّب بي وأنا حجّتك على جميع خلقك.
فيقول الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لأثيبنّ عليك اليوم
أحسن الثواب ولأعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب.
ثم يأتي الرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم
بين يديه فيقول: ما تعرفني؟ فينظر إليه الرجل فيقول: ما أعرفك يا عبد الله.
قال: فيرجع في صورته التي كانت في الخلق الأول ويقول: ما تعرفني؟
فيقول: نعم. فيقول القرآن: أنا الذي أسهرتُ ليلك وأنصبت عيشك،
سمعت الأذى وزحمت بالقول فيّ، ألا وإن كلّ تاجر قد استوفى تجارته
وأنا وراءك اليوم.
قال: فينطلق به إلى رب العزّة تبارك وتعالى فيقول:
يا ربّ يا ربّ عبدك وأنت أعلم به قد كان نصباً بيّ مواظباً عليّ
يعادي بسببي ويحبّ فيّ ويبغض. فيقول الله عزّ وجلّ: ادخلوا عبدي جنّتي
واكسوه حلّة من حلل الجنّة وتوّجوه بتاج، فإذا فعل به ذلك عرض على
القرآن فيقال له: هل رضيت بما صُنع بوليك؟ فيقول:
يا ربّ إني أستقلّ هذا له فزده مزيد الخير كلّه.
فيقول: وعزّتي وجلالي وعلّوي وارتفاع مكاني لأنحلنّ له اليوم خمسة
أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته. ألا أنهم شباب لا يهرمون
وأصحّاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون،
وأحياء لا يموتون، ثم تلا هذه الآية: (لا يَذُوقُونَ فيهَا المَوْتَ إلاَّ المَوْتَةَ الأُولى) (الدخان:56).
قال: قلت: جُعلت فداك يا أبا جعفر، وهل يتكلّم القرآن، فتبسّم ثم قال عليه السلام :
نعم يا سعد والصلاة تتكلّم…)
.................................................. ...
المصادر أصول الكافي: ج 2 ص 596،
كتاب فضل القرآن، الحديث: 1.
تعليق