بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿28﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴿29﴾﴾ سورة الفرقان المباركة.
ما المراد من قول "فُلَانًا"؟
يوجد عدة أقوال:
إحتمل بعضهم أنّه الشيطان، حيث ينتخبه الإنسان أحياناً خليلًا، وذلك بقرينة قوله في ذيل الآية: «وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا».
ويقول بعضهم: إنّ المراد منه هو نفس الشخص الذي نزلت في شأنه الآية، أي «عقبة» وهو أحد الكفار المعروفين، أَسْلَمَ وارتد عن الإسلام وتخلى عن الرسول لأجل خليله «أبي»، وقتل في معركة بدر، بينما قُتِل أبي في معركة أُحد [1].
لكن الظاهر أنّ مفهوم الآية - كما يقول بعضٌ الآخر - كلّي شامل لجميع الأصدقاء الضالين والموسوسين، وأنّ شأن النزول لا يُخصّصُ الآية أبداً، خصوصاً وأنّ لمفردة «الشيطان» معنى واسعاً يشمل شياطين الجن والإنس، كما أنّ ذكر كلمة «فُلَانًا» وبصيغة النكرة قرينة واضحة على إطلاق المفهوم [2].
وقد قيل في تفسير «شركاء المشركين» الذين ذُكروا في الآية 137 من سورة الأنعام: ﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ﴾، إنّهم المتولون لمعابد الأصنام، حيث كانوا يغوون الناس ويغرونهم لتضحية أولادهم للأصنام، وبهذا التبس عليهم الحق، وألقي حجاب على عقولهم وأفكارهم.
وعلى هذا التفسير، فإنّ الآية تُعدُّ شاهداً واضحاً على بحثنا أي أنّ الأصدقاء المضلين يشكلون حجاباً للعقل يمنعه عن المعرفة [3].
--------------------------
[1] تفسير مجمع البيان، ذيل نفس الآية مورد البحث ويقول البعض: إنّ «أُبي» الإنسان الوحيد الذي قتله الرسول بيده طيلة عمره الشريف (تفسير روح البيان، ج 6، ص 205).
[2] تفسير في ظلال القرآن، ج 6، ص 156.
[3] نفحات القرآن: ج 1 ص 313.
﴿يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿28﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴿29﴾﴾ سورة الفرقان المباركة.
ما المراد من قول "فُلَانًا"؟
يوجد عدة أقوال:
إحتمل بعضهم أنّه الشيطان، حيث ينتخبه الإنسان أحياناً خليلًا، وذلك بقرينة قوله في ذيل الآية: «وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا».
ويقول بعضهم: إنّ المراد منه هو نفس الشخص الذي نزلت في شأنه الآية، أي «عقبة» وهو أحد الكفار المعروفين، أَسْلَمَ وارتد عن الإسلام وتخلى عن الرسول لأجل خليله «أبي»، وقتل في معركة بدر، بينما قُتِل أبي في معركة أُحد [1].
لكن الظاهر أنّ مفهوم الآية - كما يقول بعضٌ الآخر - كلّي شامل لجميع الأصدقاء الضالين والموسوسين، وأنّ شأن النزول لا يُخصّصُ الآية أبداً، خصوصاً وأنّ لمفردة «الشيطان» معنى واسعاً يشمل شياطين الجن والإنس، كما أنّ ذكر كلمة «فُلَانًا» وبصيغة النكرة قرينة واضحة على إطلاق المفهوم [2].
وقد قيل في تفسير «شركاء المشركين» الذين ذُكروا في الآية 137 من سورة الأنعام: ﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ﴾، إنّهم المتولون لمعابد الأصنام، حيث كانوا يغوون الناس ويغرونهم لتضحية أولادهم للأصنام، وبهذا التبس عليهم الحق، وألقي حجاب على عقولهم وأفكارهم.
وعلى هذا التفسير، فإنّ الآية تُعدُّ شاهداً واضحاً على بحثنا أي أنّ الأصدقاء المضلين يشكلون حجاباً للعقل يمنعه عن المعرفة [3].
--------------------------
[1] تفسير مجمع البيان، ذيل نفس الآية مورد البحث ويقول البعض: إنّ «أُبي» الإنسان الوحيد الذي قتله الرسول بيده طيلة عمره الشريف (تفسير روح البيان، ج 6، ص 205).
[2] تفسير في ظلال القرآن، ج 6، ص 156.
[3] نفحات القرآن: ج 1 ص 313.