إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حرية المرأة.. حقيقة أم خُدْعة غربية؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حرية المرأة.. حقيقة أم خُدْعة غربية؟


    الحرية.. تلك الكلمة البراقة اللامعة التي خُدِعَ بها الملايين من البشر حول العالم، والتي صدَّرها لنا الغرب عبر عقود طويلة وبات كل حاقد أو ناقم على شرع الله عز وجل يتخذها ذريعة للتهكم والسخرية أو للتشكيك في الإسلام.
    فيسخرون من أحكام الشرع وتكاليفه بزعم حرية التفكير والعقل، ويستهزئون بالمقدسات والرموز الدينية بزعم حرية الرأي والتعبير، ويمدحون المذاهب الوضعية والمخالفة للشرع بزعم حرية الاعتقاد، وينشرون العري والإباحية والخلاعة في المجتمع بزعم حرية المرأة..
    ولعل قضية حرية المرأة هي الخدعة الكبرى التي نصبها لنا الغرب، وانطلت على الكثير من أبناء هذه الأمة ممن نسوا هويتهم الإسلامية أو تبرؤوا منها، وصدقوا ما يعلنه الغرب من شعارات زائفة خادعة تنادي بالحرية والمساواة وتحرير المرأة من الأغلال التي وضعها الإسلام فيها.
    نظرية الغرب في تحرير المرأة
    وقد بنى الغرب نظريته في تحرير المرأة على ثلاثة أركان رئيسية: (1

    الركن الأول- المساواة بين الرجال والنساء:
    ولا يقصدون بالمساواة هنا المساواة في الحقوق والواجبات البشرية والمنزلة الخلقية كما أقر الإسلام، وإنما يعنون بها المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، بحيث تقوم المرأة بكل ما يقوم به الرجل من وظائف في المجتمع، وفي جميع الجوانب: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإدارية، وحتى العسكرية.

    وهذه الفكرة الخاطئة عن المساواة ساهمت بقدر كبير في تنحية المرأة عن دورها الرئيس، الذي خلقها الله من أجله، وهو رعاية الأسرة وتربية الأولاد، فبعد خروج المرأة إلى جميع ميادين العمل ومناطحتها للرجل في كل مكان، خلا البيت من ربته التي تديره وترعى شئونه؛ ومن ثم تفككت الروابط الأسرية، وعزف كثير من الشباب عن الزواج، وانتشر الزنا والعلاقات المحرمة بين الشباب والفتيات.

    الركن الثاني- استقلال النساء في أمور المعيشة:

    فأصبحت المرأة مستقلة تمامًا في المعيشة، وليست مسئولة من الرجل حتى ولو كانت زوجته، وبانتشار هذه الثقافة في المجتمع اضطرت المرأة إلى كسب عيشها بنفسها، ونزلت إلى سوق العمل، ومع ضعف المرأة الفطري استغلها الكثيرون، وقدمت العديد من التنازلات التي وصلت في أحيان كثيرة للتنازل عن الشرف والعرض.

    وفقدت المرأة بسبب هذا الأمر الهدوء والسكينة والاطمئنان الذي تجده في بيت الزوجية، فهي كل ليلة تبيت عند عشيق مختلف، ثم تعود إلى غرفتها وحيدة خائفة، لا تجد زوجًا حنونًا يرأف بحالها، ويعطف عليها، ويعينها على مصاعب الحياة التي لا تنتهي.

    الركن الثالث- الاختلاط المطلق بين الرجال والنساء:

    وقد لعبوا على أوتار الفطرة التي وضعها الله في البشر من ميل الرجال للنساء وميل النساء للرجال، وهذا الميل أو الانجذاب الفطري يزداد قوة بالتأكيد باختلاط الجنسين، والذي بدوره يؤجج الشهوة، فيدفع كلا من الرجل والمرأة إلى المبالغة في التزين للآخر وإبداء المفاتن.

    وهكذا بنيت أركان تلك الخدعة الكبرى التي أطلقوا عليها حرية المرأة أو تحرير المرأة، والتي تدثر دعاتها بثياب الطهر والعفاف، وهم يخفون قلوبًا وعقولاً أشد خبثًا ودناءة من الشياطين، وبات الأمر واضحًا أنهم لا يريدون تحرير المرأة وإنما يريدون تحرير الوصول إلى المرأة، بإبعادها عن القيم والأخلاق التي تصونها.

    وكعادة كل الأمور التي تخالف الفطرة وتنحرف بها عن مسارها الذي رسمه الله لها، أنها ما تلبث وتنهار أمام نداء الفطرة القوي الجارف، فيأبى الله عز وجل إلا أن يظهر عور هذه الدعوات، بل وينطق ألسنة بعضًا من نساء الغرب الذين عاشوا في ظلال تلك الحرية المزعومة، فهذه كاتبة أمريكية تسمى (فيليبس ماكينلي) تقول بلسان الناقم على حاله: "هل نعد نحن النساء بعد أن نلن حرياتنا أخيرًا خائنات لجنسنا إذا ارتددنا لدورنا القديم في البيوت؟ إن لي آراء حاسمة في هذه النقطة، فإني أصر على أن للنساء أكثر من حق في البقاء كربات بيوت، وإنني أقدر مهنتنا وأهميتها في الحقل البشري، إلى حد أني أراها كافية لأن تملأ الحياة والقلب". (2)

    وقالت: (ماري دي كليرك) -زوجة رئيس جنوب إفريقيا سابقًا-: "إن المرأة لم يعد لها أهمية في ظل الحرية الزائفة التي قضت على كيانها وشخصيتها، وجعلتها عرضة للاستغلال البشع من أصحاب العواطف المنحرفة من الرجال، إن المكان الطبيعي للمرأة هو البيت، الذي فيه تكون الأسرة، وترعى فيه الأبناء أجيال المستقبل وأمل الأمة في غدها المنشود). (3)
    حرية المرأة في ظل الإسلام

    وقد ظفرت المرأة في ظل العقيدة والحضارة الإسلامية بالتكريم والتكافؤ مع الرجل، وظلت المرأة شريكة الرجل في بناء المجتمع، ومن ثم نهضة الأمة. إلى أن وصل التخلف بمجتمعات المسلمين بأن أصبحت قضية المرأة محل نقاش وجدال حول الدور الملقى على عاتقها، وتعالت الصيحات هنا وهناك تنادي بحرية المرأة على الطريقة الغربية وتحررها من كل قيد.

    والحقيقة الواضحة أن قضية حرية المرأة لا محل لها من الإعراب في المنهج الإسلامي، فالغرب له ما يبرره حين يطالب بحرية المرأة الغربية، فهو من الأساس قد احتقر المرأة وعاملها كسقط متاع، واعتبرها مصدر كل الشرور، ومن ثم فالمرأة لم تكن حرة فطالبوا بحريتها.

    أما في الإسلام فالأمر على النقيض تمامًا، فالمرأة في الجاهلية كانت محتقرة أيما احتقار، وكان وأد البنات منتشرًا في القبائل العربية، وكانت المرأة في الجاهلية تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن،

    ولم يكن لها حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك: "لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة، وهو الرجل". فإذا مات الرجل ورثه ابنه، فإن لم يكن فأقرب من وجد من أوليائه أبًا كان أو أخًا أو عمًّا، على حين يُضم بناته ونساؤه إلى بنات الوارث ونسائه، فيكون لهن ما لهن، وعليهن ما عليهن.

    ويكفيك أن تعلم حال أحدهم حين يبشر بأنثى من صلبه: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (النحل: 58-59).

    وكانوا يعدونها من جملة المتاع الذي يورث عن الميت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا} (النساء: 19). وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العدد الكثير من النساء من غير حصر، ويسيء عشرتهن، فجاء الإسلام فكرمها وأعلى من شأنها، ونظر إليها نظرة متوازنة تراعي الفروقات الفطرية بينها وبين الرجل؛

    وقد نظر الإسلام للمرأة عبر ثلاثة محاور رئيسية:

    1- أهلية المرأة في المسئولية والجزاء:

    جعل الإسلام المرأة مثل الرجل في أهلية الوجوب والأداء، فكان لها الحق في أن يفرض عليها الأوامر والنواهي، وستحاسب عن أفعالها، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل: 97).

    فالمرأة ليست منتقصة عن الرجل في هذا المجال، بل الصالحات منهن كالصالحين، فليس للأنوثة معيار لا في الأعمال ولا في الثواب يوم القيامة؛ ولذلك تحمل جميع المسلمين -نساءً ورجالًا- أمانة الرسالة، بل وأمانة تبليغ الوحي.
    2- مشاركتها للرجل في بناء المجتمع:

    نظر الإسلام للرجل والمرأة من منطلق التعاون لبناء الأسرة، ومن ثم المجتمع المؤسس على قيم الإسلامية الغراء،والمتأمل للتاريخ الإسلامي يرى نماذجًا ساطعة من مشاركة المرأة للرجل في بناء المجتمع، فإن كانت القوامة له فلا يعني ذلك إلغاء دورها، بل هي مشاركة له في بناء المجتمع، وإخراج الأفراد الصالحين.

    3- تميزها ببعض الأحكام:

    ولا يعني ذلك أن الرجل مثل المرأة بل الأصل التباين في الخلقة، وقد حصل هذا التباين بقدر في حجم الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق كل منهما، وهذا الاختلاف يضمن للمجتمع البقاء والتجدد والوفاء بحاجاته، فهما يكملان بعضهم البعض.

    ولذلك ظفرت المرأة ببعض الأحكام الفقهية المرتبطة بخلقتها الأنثوية، ففرض عليها الحجاب، وجعلت القوامة في البيت للرجل، ومنعت من الصلاة والصوم وهي حائض، وغيرها من الأحكام التي تراعي فطرتها والفروقات الخلقية بينها وبين الرجل.

    وقد جعل الإسلام القوامة للرجل قائدًا ومرشدًا للحياة الزوجية؛ ليقوم البيت على تناسق بديع، يجعل سفينة الزواج تسير بهدوء وسكينة بلا مشاكل تعصف بها. والقوامة هي رعاية للأسرة، ومسؤولية وعطاء، ولا يعني ذلك عدم مشورة الزوجة في أموره، لكن المعروف عقلًا -فضلاً عن النقل- أنه لابد لأي سفينة من قائد.

    وبما أن الرجل هو المسئول عن رعاية هذه الأسرة والنفقة عليها، فهو الذي يتولى القيادة، وله أن يمارس مبدأ الشورى والتعاون بينهما على تنشئة هذه الأسرة على خير وجه.

    وبعد أن تعالت أصوات النساء في الغرب تنادي بوقف طوفان الحرية الزائفة والانحلال، الذي جرف معه المرأة الغربية إلى التحلل والانحراف، فهل يتعظ الغافلون ممن لا يزالون يصدقون هذه الدعاوى الكاذبة، وينادون بتطبيقها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية قبل أن نغوص أكثر في مستنقع الحرية الزائفة الآسن، والذي أصبحت رائحته العطنة تزكم الأنوف وتثير الغثيان بين الأسوياء من بني الإنسان؟

    فلم تنل المرأة حرية ولا كرامة ولا عزة كمثل ما نالت في ظل الإسلام، وعلى من يرون غير ذلك أن يأتوا ببرهان على صدق ما يقولون{قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سورة البقرة:111) .

    _________

    * المصدر: موقع لها أون لاين، 6/10/2009، بتصرف.

    (1) فؤاد بن عبد الكريم، العدوان على المرأة في المؤتمرات الدولية، سلسلة كتب البيان الكتاب رقم (62)، ص (29-33).

    (2) مشكلات المرأة المسلمة المعاصرة وحلها في ضوء الكتاب والسنة، ص (295).

    ( 3) صحيفة الجزيرة، العدد (6810)، الصادر بتاريخ 22/5/1995م.

    أ.عصام عبد الباسط زيدان




  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X