بسم الله الرحمن الرحيم
كلام المؤرّخ ابن قُتيبة الدينوري حول ظلم المحدّثين لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)
قالَ المؤرخ السني ابنُ قتيبةَ الدينوريّ (المتوفى سنة 276 هجريّة) حول سياسة المحدثين وتعاملهم مع فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (وتحامى كثيرٌ مِنَ المحدثين أن يحدثوا بفضائله كرم الله وجهه أو أن يظهروا ما يجب له، وكل تلك الأحاديث لها مخارج صحاح، وجعلوا ابنه الحسين عليه السلام خارجياً شاقاً لعصا المسلمين حلال الدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من خرج على أمتي وهم جميع فاقتلوه كائناً من كان»، وسووا بينه في الفضل وبين أهل الشورى؛ لأن عمر لو تبين له فضله لقدمه عليهم ولم يجعل الأمر شورى بينهم، وأهملوا مَنْ ذكره أو روى حديثاً من فضائله، حتى تحامى كثيرٌ من المحدثين أن يتحدثوا بها وعنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص ومعاوية كأنهم لا يريدونها بذلك وإنما يريدونه، فإن قال قائل: «أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وأبو سبطيه الحسن والحسين وأصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين» تمعرت الوجوه وتنكرت العيون وطَرَّت حسائك الصدور، وإن ذكر ذاكرٌ قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه» و«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» وأشباه هذا التمسوا لتلك الأحاديث المخارج لينتقصوه ويبخسوه حقه بغضاً منهم للرافضة وإلزاماً لعلي عليه السلام بسببهم ما لا يلزمه وهذا هو الجهل بعينه).
المصدر: الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، ص54 – 56، تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر، الناشر: دار الراية للنشر والتوزيع – الرياض، الطبعة الأولى – 1412 هـ/ 1991م.