تَفانَى ثُمَّ للمَعشوقِ ضَحّي
من بحر = الوافر
شعر / السيد بهاء آل طعمه
من بحر = الوافر
شعر / السيد بهاء آل طعمه
تَجمَّلْ أيها الإنسانُ دوماً
وزِدْ خُلُقاً يُصاحبهُ الإباءُ
تذكَّرْ إنّما الدنيا امتحانٌ
فكُنْ حُرَّاً يعانقُكَ الوفاءُ
فإنّكَ راحـِلٌ للهِ يَـوماً
فضعْ أثراً يُخلِّـدُهُ الفناءُ
وذُدْ ذوداً لمَنْ أَحبَبتَ صِدقاً
وكُنْ ذا نفسُ يعلوها البهاءُ
إذا أَخلَفتَ للمحبوبَ وعداً
فأنتَ وكلُّ مأثُـومٍ سَـواءُ
تفانى ثُمَّ للمعشوقِ ضَحّي
وصُنْ حـُبّكَ إذ هـذا وِلاءُ
حذارِ أنْ تخونَ كلَّ عهدٍ
فإنكَ إنْ فعلتَ فـدا شِـقاءُ
وإنكَ إنْ سئِمتَ العيشَ فاعلمْ
فلا عُـسرٌ يـدومُ ولا رَخـاءُ
فإنْ خُنتَ فلا تَحضَى بشيءٍ
وأنت على المَدَى سوفَ تُساءُ
فربُّكَ سائلٌ عنْ كلِّ أمرٍ
فكُنْ حذِراً إذا نزَ لَ البلاءُ
وضَعْ ذكراً به العلياءُ تسمو
فــتاللهُ به تَـرقَـى السماءُ
وكُن عوناً إلى المظلومِ شوقاً
فربُّـكَ شاكرٌ مــنكَ الإخـاءُ
وكُنْ للعشقِ والمَعشوق خِلاًّ
وقلْ للعشقِ ذي نَفسي فِـداءُ
فإنَّ العشقَ كنزٌ لا يُضاهى
وذو حظٍّ لِمَنْ حازَ الرِّضاءُ
فما أَعظمُ منْ يَمضي وفيّاً
فطابتْ نفسهُ فيما يــشاءُ
مِنَ العيبِ إذا كنتَ جهولاً
يقيناً سوفَ يَصبُحكَ الجَفاءُ
تعلّمْ أن يكُن قولكَ سدّا
مَنيعاً لا يُرافِقُهُ افـتـراءُ
تيقَّن كلَّما أخلَصتَ يوماً
فإنـكَ للعُـلا حيثُ تشاءُ
تواضعْ كلَّما زِدتْ علوّاً
فما مُــتكبِّرٌ ذاقَ الهـناءُ
وعاهد إنّ في العَهدِ سُروراً
إذا طبَّــقـتَهُ هذا اكـتـفاءُ
وفَظّاً لا تكُنْ بلْ كُنْ بشُوشاً
تَزِد حـُـبّاً يُكلِّلَــُهُ الصفاءُ
فمنْ أخلصَ بالحُبِّ اعتقاداً
يَرَى خيراً ولا يمسَـسهُ داءُ
وخُذ درساً مِنَ العَباسِ واعلمْ
بأنَّــهُ للــوفا كانَ الوفــاءُ
لهُ في كربلا أعظمُ صيتاً
حُسينٌ قد رَجا منهُ الوِقاءُ
سَلِ الدنيا وسَلْ عنهُ الغيارى
سَلِ الكونَ وسَلْـها كربلاءُ
فقد أعطى حُسينَ الروحَ شوقاً
بيــومٍ كانَ يحــمِلَهُ اللِّــواءُ
فكان طامَّةٌ فوقَ الأعادي
لِيَجزي السبطَ مافيه العطاءُ
فمَن منّا كما العباسُ يَمضي
فهل شـِـبهُ لهُ هلْ نـُـظراءُ ..؟
فكلاّ لا يُنافــسُهُ رجالٌ
أشــدَّاءٌ عُقولَهُمُ دَهــاءُ
فكُنْ يا سائلي للخير تَسعَى
فثِـقْ إنّكَ قد نِلتَ الإبـاءُ
********************
نسألكم الدعاء
تعليق