جاء في خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أيّها النّاس من حسّن منكم في هذا الشّهر خُلقه كان له جواز على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام"2.
حسن الخلق هو حالة نفسية تبعث على حسن معاشرة الناس، ومجاملتهم بالبشاشة، وطيب القول، ولطف المداراة، كما عرّفه الإمام الصادق عليه السلام حينما سئل عن حدّه، فقال: "تليّن جناحك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن"3.
1. النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم المثل الأعلى في حسن الخلق:
روي عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وهو يصوّر أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان أجود الناس كفاً، وأرحب الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبّه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله"6.
100 |
2
1- فضل الصدقة:
أ ـ الصدقة في يد الله: روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى يقول: ما من شيء إلّا وقد وكّلت من يقبضه غيري، إلا الصدقة, فإنّي أتلقّفها بيدي تلقّفاً"19.
ب ـ تطفئ غضب الرب: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الصدقة لتطفئ غضب الربّ"20.
2. جزاء الصدقة وآثارها:
للصدقة آثار دنيوية تنعكس على المتصدِّق في الحياة الدنيا، وآثار أخروية وَعَدَ الله بإيفائها لهم في الآخرة وأهمها:
أ- دفع البلاء: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "الصدقة تدفع البلاء، وهي أنجح دواء، وتدفع القضاء وقد أُبرم إبراماً، ولا يذهب بالأدواء إلاّ الدعاء والصدقة"21.
ب- طول العمر ودفع ميتة السوء: روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان تسعين ميتة سوء"22.
ج- جُنّة من النار: روي عن الإمام عليّ عليه السلام: "أرض القيامة نار، ما خلا ظلّ المؤمن فإنّ صدقته تظلّله"23.
3- فضل صدقة السرّ والعلانية وآثارهما:
لقد حثّت الأخبار على صدقة السرّ والليل، ولكن لم يرد النهي الصريح عن صدقة العلن والنهار، بل ورد الحثُّ عليها أيضاً، ولعلّ ذلك فيه إشارة إلى كون الصدقة ذات أبعاد اجتماعية وتربوية. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "صدقة الليل تطفئ غضب الرب، وتمحو الذنب العظيم، وتهوّن الحساب، وصدقة النهار تزيد في العمر وتثمر المال"25.
4- أولويّة ذوي الرحم بالصدقة:
لقد أكّدت الروايات على استحباب إعطاء الصدقات للأرحام والأقارب قبل غيرهم، بل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "لا صدقة وذو رحم محتاج"26.
وقد ورد عن الإمام الحسين عليه السلام قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إبدأ بمن تعول: أُمّك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك"27.
4- مقابلة القطيعة بالقطيعة ظاهرة سلبية في العلاقات:
من الظواهر الاجتماعية التي تسود بعض المجتمعات أن يقاطع الإنسان من قاطعه من الأرحام، وسائر المسلمين، وهي ظاهرة سلبية وموجبة لعدم رضا الله تعالى عن الجميع، ففي رواية أنّ رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلاّ توثّباً عليَّ وقطيعة لي وشتيمة، فأرفضهم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: إذن يرفضكم الله جميعاً قال: كيف أصنع؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمَّن ظلمك، فإنّك إذا فعلت ذلك، كان لك من الله عليهم ظهير"35.
تكريم الأيتام
جاء في خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "وتحنّنوا على أيتام الناس يتحنّن على أيتامكم ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه"38.
لقد أولت الشريعة الإسلامية اليتيم عناية فائقة، وحثّت على رعايته والمحافظة على أمواله، وحذّرت من التجاوز على حقوقه. ومن جهة أخرى فقد أهابت بالمحسنين أن يقوموا بتهذيبه وتأديبه كما يراعي الوالد أبناءه. ويمكن اختصار أهم الواجبات التي يجب على المجتمع المسلم مراعاتها والاهتمام بها في رعاية الأيتام بالآتي:
1- رعاية شؤونه المادية وحفظ حقوقه وممتلكاته حتّى يبلغ. قال تعالى: ï´؟وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًاï´¾39.
2- تربيته على متطلّبات الحياة وتأهيله لخوض غمارها بثبات ونجاح وسعادة.
3- احتضانه معنوياً وحفظ حقوقه المعنوية.
وتقع هذه المسؤوليات على المجتمع بمختلف شرائحه ومستوياته الاجتماعية كلاً بحسب ما يملك من طاقات وامكانيات.
تعليق