اللهم صل على محمد وآل محمد
بكلّ قلبٍ عرفه وأحبّه،
واطمأنّ إلى حكمته ورضي بقضائه..
هو أرحم الرّاحمين بنفسٍ أذهب الحُزن بهجتها،
أو أوجعها الفقد واكتوت بنار الشوق مُهجتها..
هو أرحم الرّاحمين إذا ضاقت الدروب،
وتكالبت الخطوب،
واشتدت المِحن وطالت مدّتها..
هو أرحم الرّاحمين،
قالها يعقوب،
وقالها يوسف،
فتقاربت المسافات،
وطُويت الصفحات،
ثمّ كان اللقاء رحمةً،
لأنه الله أرحم الراحمين..
ليس في شدة البلاء دلالة على انقطاع الرحمة،
وليس في طول مدّته إشارة إلى حجبها.
كلّ ما في الأمر أنّ صبرك في محك الاختبار،
وأنّ إيمانك في موضع التمحيص،
ولا يخلو كل ذلك من رحماتٍ منشورة،
قد تكون لتمكّن التّعب منك عنك مستورة،
لكنّها هناك،
تنتظر أن تراها بعين قلبك،
لتبدأ بعدها أنوار الفرج بالبزوغ،
وتُطلّ ريح يوسف من بعيد،
ثمّ يأتي القميص ومعه البشارة.