تويت
(الدين ليس شرعة لكل وارد)
من الأمور الخطيرة التي كثرت في الآونة الأخيرة جداً والتي لها آثار وخيمة لا يحمد عقباها: مسألة (طرح المفاهيم الدينية من قبل غير المتخصصين)!
فنرى يوميا من يستدل بالروايات، ويفسرها، ويقدم الأفكار للآخرين، ويوجههم، وهو لا يفرق بين (التمييز) و(الحال) في النحو! ولا بين (الكلي) و(الجزئي) في المنطق! ولا بين (المجمل) و(المبين) في الأصول! ولا بين (الضعيف) و(الصحيح) في الرجال!
وجملة ممن يتصدى لهذه الأمور، حسنُ النية وطيبُ السريرة، هدفه خدمة الدين لكنه -للأسف- دخل من غير الباب التي يناسبه، وخاض فيما لا يحسنه..
فبعض المؤمنين المتحمسين لدينهم والمحبين لأهل البيت عليهم السلام يشرعون في تأليف كتاب ديني ونشره بين الناس.
وبعضهم -وهذا هو الأكثر والأخطر- ينشئ صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وينشر فيها الأفكار الدينية والروايات والاستدلالات والنقاشات وما إلى ذلك.
وكلُ ظنه -بنية طيبة بلا شك-: أنه يخدم الدين ويقدم الخير للناس ولنفسه..
وكلامي هنا مع هذا النوع منهم فهو الذي يتأمل منه الأخذ بالنصيحة (كما فعلت فعلا ذلك مع بعضهم فأعرض عما كان يريد الاقدام عليه) دون غيره من أصحاب النوايا السيئة..
يا عزيزي..
اعلم أن «قيمة كل امرئ ما يحسنه»، كما ورد أمير المؤمنين عليه السلام. والذي يحسن التعامل مع الأمور الدينية هم أهل الاختصاص، وليس غيرهم حتى طلبة العلم فليس كل طالب مؤهلا لأن يكون مبلغا لتعاليم أهل البيت عليهم السلام.
ولذا يؤكد فضلاء الحوزة على طلبة العلم أن لا يتصدوا للمجتمع إلا بعد قضاء عمر ليس بالقليل في الحوزة. وقد اشتهرت بينهم عبارة: «من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه».
فما لم تكن من أهل الاختصاص ومع ذلك تدخل في هذا المجال (التأليف أو النشر أو نحوه) فقد وضعت نفسك في غير موضعها وتدخلت في غير اختصاصك؛ فأنت كمن فتح (عيادة طبية) لأنه يحب معالجة الناس ويحب الخير لهم، لكنه ليس بطبيب!
وهذا خطره جسيم وحسابه عظيم؛ فإن غير المتخصص:
- قد ينشر فكرة خاطئة وهو يظنها صائبة!
- وقد ينشر رواية موضوعة كاذبة وهو يظنها صادرة عن المعصوم عليه السلام لمجرد ورودها في بحار الأنوار ونحوه؛ حيث خفي عليه أن هذا الكتاب هو جامع للروايات حتى لو كانت روايات عامية ليست عن أهل البيت عليهم السلام؛ فظن أن كل رواية فيه تصلح للنشر والاتباع!
- وقد يروج لعالم من العلماء أو لشخصية دينية ويكون هذا العالم منحرفا عن طريق الحق مستأكلا بالدين، لكنه لطيبة قلبه وعدم اطلاعه وتمييزه بين العالم الحقيقي والمدعي، صار ينشر أفكاره ويشجع الناس على متابعته!
وكل هذا وراءه حساب عظيم يوم القيامة خصوصاً إذا كنت سببا في انحراف شخص أو تضليله من حيث لا تعلم..
ثم اعلم أن من أهم المحرمات التي يبتلي بها من يدخل في غير اختصاصه هو: (القول بغير علم أو حجة شرعية) وهذا المحرم لا يلتفت إليه أغلب الناس للأسف ويرتكبه الكثير منهم!
تأمل عزيزي قول ربك عز وجل: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا؟
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا!} واحذر أن تكون مصداقا لهذه الآية التي ترعب القلب وتدهش العقل!
إذا كنت تريد خدمة الدين فكن ناجحا في عملك واختصاصك -كما هي نصيحة سيدنا المرجع دام ظله- فأنت بنجاحك في دراستك بنجاحك في وظيفتك بنجاحك في عيادتك... أنت بهذا النجاح -مع تدينك- تكون خير داعية للدين وتكون مصداقا لقول الإمام الصادق (عليه السلام): «كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإن ذلك داعية».
وأخيرا اعلم يا أخي -وتأمل هذه الكلمة جيداً-: (نحن لا نحتاج إلى من يتكلم في الدين، بل نحتاج إلى من يعرف كيف يتكلم)، فما أكثر المتكلمين وأقل من يحسن الكلام!
من الأمور الخطيرة التي كثرت في الآونة الأخيرة جداً والتي لها آثار وخيمة لا يحمد عقباها: مسألة (طرح المفاهيم الدينية من قبل غير المتخصصين)!
فنرى يوميا من يستدل بالروايات، ويفسرها، ويقدم الأفكار للآخرين، ويوجههم، وهو لا يفرق بين (التمييز) و(الحال) في النحو! ولا بين (الكلي) و(الجزئي) في المنطق! ولا بين (المجمل) و(المبين) في الأصول! ولا بين (الضعيف) و(الصحيح) في الرجال!
وجملة ممن يتصدى لهذه الأمور، حسنُ النية وطيبُ السريرة، هدفه خدمة الدين لكنه -للأسف- دخل من غير الباب التي يناسبه، وخاض فيما لا يحسنه..
فبعض المؤمنين المتحمسين لدينهم والمحبين لأهل البيت عليهم السلام يشرعون في تأليف كتاب ديني ونشره بين الناس.
وبعضهم -وهذا هو الأكثر والأخطر- ينشئ صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وينشر فيها الأفكار الدينية والروايات والاستدلالات والنقاشات وما إلى ذلك.
وكلُ ظنه -بنية طيبة بلا شك-: أنه يخدم الدين ويقدم الخير للناس ولنفسه..
وكلامي هنا مع هذا النوع منهم فهو الذي يتأمل منه الأخذ بالنصيحة (كما فعلت فعلا ذلك مع بعضهم فأعرض عما كان يريد الاقدام عليه) دون غيره من أصحاب النوايا السيئة..
يا عزيزي..
اعلم أن «قيمة كل امرئ ما يحسنه»، كما ورد أمير المؤمنين عليه السلام. والذي يحسن التعامل مع الأمور الدينية هم أهل الاختصاص، وليس غيرهم حتى طلبة العلم فليس كل طالب مؤهلا لأن يكون مبلغا لتعاليم أهل البيت عليهم السلام.
ولذا يؤكد فضلاء الحوزة على طلبة العلم أن لا يتصدوا للمجتمع إلا بعد قضاء عمر ليس بالقليل في الحوزة. وقد اشتهرت بينهم عبارة: «من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه».
فما لم تكن من أهل الاختصاص ومع ذلك تدخل في هذا المجال (التأليف أو النشر أو نحوه) فقد وضعت نفسك في غير موضعها وتدخلت في غير اختصاصك؛ فأنت كمن فتح (عيادة طبية) لأنه يحب معالجة الناس ويحب الخير لهم، لكنه ليس بطبيب!
وهذا خطره جسيم وحسابه عظيم؛ فإن غير المتخصص:
- قد ينشر فكرة خاطئة وهو يظنها صائبة!
- وقد ينشر رواية موضوعة كاذبة وهو يظنها صادرة عن المعصوم عليه السلام لمجرد ورودها في بحار الأنوار ونحوه؛ حيث خفي عليه أن هذا الكتاب هو جامع للروايات حتى لو كانت روايات عامية ليست عن أهل البيت عليهم السلام؛ فظن أن كل رواية فيه تصلح للنشر والاتباع!
- وقد يروج لعالم من العلماء أو لشخصية دينية ويكون هذا العالم منحرفا عن طريق الحق مستأكلا بالدين، لكنه لطيبة قلبه وعدم اطلاعه وتمييزه بين العالم الحقيقي والمدعي، صار ينشر أفكاره ويشجع الناس على متابعته!
وكل هذا وراءه حساب عظيم يوم القيامة خصوصاً إذا كنت سببا في انحراف شخص أو تضليله من حيث لا تعلم..
ثم اعلم أن من أهم المحرمات التي يبتلي بها من يدخل في غير اختصاصه هو: (القول بغير علم أو حجة شرعية) وهذا المحرم لا يلتفت إليه أغلب الناس للأسف ويرتكبه الكثير منهم!
تأمل عزيزي قول ربك عز وجل: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا؟
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا!} واحذر أن تكون مصداقا لهذه الآية التي ترعب القلب وتدهش العقل!
إذا كنت تريد خدمة الدين فكن ناجحا في عملك واختصاصك -كما هي نصيحة سيدنا المرجع دام ظله- فأنت بنجاحك في دراستك بنجاحك في وظيفتك بنجاحك في عيادتك... أنت بهذا النجاح -مع تدينك- تكون خير داعية للدين وتكون مصداقا لقول الإمام الصادق (عليه السلام): «كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإن ذلك داعية».
وأخيرا اعلم يا أخي -وتأمل هذه الكلمة جيداً-: (نحن لا نحتاج إلى من يتكلم في الدين، بل نحتاج إلى من يعرف كيف يتكلم)، فما أكثر المتكلمين وأقل من يحسن الكلام!
تعليق