بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة ربي على الحبيب الهادي واله الاطهار الطيبين ..
السلام عليكم ورحمةٌ من الله وبركات ..
..................................
كانت المرأة في الجاهليّة تمرّ بين الرجال مكشوفة النّحر والصّدر؛ إذ كانت الجُيوب
(جمع جَيْب، وهو فتحة الصدر في الثوب) واسعةً في أثواب النساء، وكنّ يُسدِلن خُمُرَهنّ
(جمع خِمار، وهو غطاء الرأس) على ظهورهنّ، فتنكشف أعناقهنّ، وآذانهنّ، وأقراطهنّ، وترائبهنّ (عظام الصدر حيث توضع القلادة)
وربما أطراف شعورهنّ والسوالف. فجاء الحكم في هذا الجزء من الآية الكريمة - وهو الحكم التفصيلي الثاني من أحكام الستر - ليبيّن كيفيّة الستر وحدوده.
{وليَضْرِبنَ بخُمُرِهنّ على جيوبِهنّ}؛ يُلاحَظ في الآية أنّ وضع المرأة الخمار على رأسها قبل هذا الحكم كان أمرًا موجودًا ومفروغًا منه
وإنّما الكلام في الكيفيّة الخاصة للتستّر به، حيث أمرَ الله سبحانه المؤمنةَ، على نحو الإلزام والوجوب
أن تضرب بخمارها على جيبها؛ بمعنى أن تُلقي غطاء رأسها على صدرها لتواري جميعَ مفاتنها، فيحفظها بذلك من العيون الجائعة
ولا يُعرّضها لنظرةٍ عامدة، أو لمحةٍ طارئة، يخاف صاحبُها إطالتَها أو معاودتَها، لِما لها من أثر خطير في حنايا النفس بعد وقوعها على تلك المفاتن الجميلة إن تُركت مكشوفة. وهذا بحقٍّ لطفٌ إلهيّ بالرجال والنساء،
وصيانةٌ لنفوسهم من التعرّض لهذا البلاء الذي هم بغنًى عن مثله.
ولا ريب أنّ الجمال الظاهر عند كشف مفاتن الجسد، مهما كان متناسقًا ومكتملًا، فهو جمال شَهويّ
يتوق إليه الإنسان بحسٍّ حيوانيّ، أمّا جمال الحِشمة والستر فهو الجمال الطاهر العفيف، ودليل رفعة الذَوق اللائق بالإنسان
ذلك المخلوق المكرَّم من الله سبحانه. وما أمْرُ المؤمنات بهذا النحو من الستر إلّا سُمُوًّا بذوق المجتمع الإسلاميّ
وتطهيرًا لحسّ أفراده، وتنظيفًا لخيالهم، ورُقيًّا بنظرتهم تجاه الجمال!
وصلاة ربي على الحبيب الهادي واله الاطهار الطيبين ..
السلام عليكم ورحمةٌ من الله وبركات ..
..................................
كانت المرأة في الجاهليّة تمرّ بين الرجال مكشوفة النّحر والصّدر؛ إذ كانت الجُيوب
(جمع جَيْب، وهو فتحة الصدر في الثوب) واسعةً في أثواب النساء، وكنّ يُسدِلن خُمُرَهنّ
(جمع خِمار، وهو غطاء الرأس) على ظهورهنّ، فتنكشف أعناقهنّ، وآذانهنّ، وأقراطهنّ، وترائبهنّ (عظام الصدر حيث توضع القلادة)
وربما أطراف شعورهنّ والسوالف. فجاء الحكم في هذا الجزء من الآية الكريمة - وهو الحكم التفصيلي الثاني من أحكام الستر - ليبيّن كيفيّة الستر وحدوده.
{وليَضْرِبنَ بخُمُرِهنّ على جيوبِهنّ}؛ يُلاحَظ في الآية أنّ وضع المرأة الخمار على رأسها قبل هذا الحكم كان أمرًا موجودًا ومفروغًا منه
وإنّما الكلام في الكيفيّة الخاصة للتستّر به، حيث أمرَ الله سبحانه المؤمنةَ، على نحو الإلزام والوجوب
أن تضرب بخمارها على جيبها؛ بمعنى أن تُلقي غطاء رأسها على صدرها لتواري جميعَ مفاتنها، فيحفظها بذلك من العيون الجائعة
ولا يُعرّضها لنظرةٍ عامدة، أو لمحةٍ طارئة، يخاف صاحبُها إطالتَها أو معاودتَها، لِما لها من أثر خطير في حنايا النفس بعد وقوعها على تلك المفاتن الجميلة إن تُركت مكشوفة. وهذا بحقٍّ لطفٌ إلهيّ بالرجال والنساء،
وصيانةٌ لنفوسهم من التعرّض لهذا البلاء الذي هم بغنًى عن مثله.
ولا ريب أنّ الجمال الظاهر عند كشف مفاتن الجسد، مهما كان متناسقًا ومكتملًا، فهو جمال شَهويّ
يتوق إليه الإنسان بحسٍّ حيوانيّ، أمّا جمال الحِشمة والستر فهو الجمال الطاهر العفيف، ودليل رفعة الذَوق اللائق بالإنسان
ذلك المخلوق المكرَّم من الله سبحانه. وما أمْرُ المؤمنات بهذا النحو من الستر إلّا سُمُوًّا بذوق المجتمع الإسلاميّ
وتطهيرًا لحسّ أفراده، وتنظيفًا لخيالهم، ورُقيًّا بنظرتهم تجاه الجمال!