بسم الله الرحمن الرحيم
شخصيته عليه السلام :
لم يتحدّث القرآن الكريم عن الحياة الشخصية لنوح ، أو بعض ما جرى له قبل رسالته ودعوته ، كما تحدّث عن إبراهيم وموسى وعيسى عليهمالسلام.
- ولكن يمكن أن نستنتج من المحاورة التي جرت بين نوح عليهالسلام والملأ من قومه : أنّ نوحا كان من طبقة الاشراف والملأ منهم ؛ ولذلك كانوا يحتجون عليه بمعاشرة الأراذل من الناس ، ويطلبون منه أن يطردهم ،
- كما أنّ هذا الانتماء لهذه الطبقة من الناس قد يفسّر لنا العامل الاجتماعي ـ والله أعمل ـ في ضلال زوجته وابنه ؛ إذ كان قومه يتأثرون بهذه العوامل الاجتماعية.
- كما أنّه يمكن أن نستنتج : أنّه كان على درجة عالية من الشجاعة والإقدام والصبر والتحمل ؛ لما توحيه ظروف المحاصرة والعزلة والتكذيب والتهديد له بالقتل ، وهو مع كل ذلك يستمر في رسالته دون ملل أو كلل مع طول المدة ، كما سوف نعرف ذلك.
- ومع ذلك لم يترك القرآن الحديث عن شخصية نوح عليهالسلام ومواصفاته العامة من خلال النقاط التالية :
1 ـ كان نوح أوّل اولي العزم الذين هم سادة الأنبياء وأصحاب الرسالات الإلهية العامة إلى البشر جميعا الذين أخذ الله ـ تعالى ـ منهم الميثاق الغليظ ،
- ولذا فشريعته أوّل الشرائع الإلهية المشتملة على تنظيم الحياة الإنسانية.
- وقد ذكرنا إشارة القرآن الكريم إلى ذلك في الآية (13) من سورة الشورى ، وكذلك في الآية (7) من سورة الاحزاب.
2 ـ كان نوح عليهالسلام الأب الثاني للنسل الحاضر من بني الإنسان ، وإليه ينتهي أنساب الناس ؛ لقوله تعالى : { وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ } (الصافات :77).
3 ـ إنّ نوحا هو أبو الأنبياء المذكورين في القرآن ، ما عدا آدم وإدريس عليهماالسلام ، قال تعالى : { وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ } (الصافات :87).
4ـ كان نوح عليهالسلام أوّل من كلّم الناس بمنطق العقل وطريق الاحتجاج مضافا إلى طريق الوحي بعد تعرض الجماعة البشرية للانحراف عن الفطرة.
- فهو الاصل الذي ينتهي إليه دين التوحيد في العالم بعد ظهور الوثنية ، فله الفضل والمنّة على جميع الموحدين إلى يوم القيامة ، ولعلّ هذا هو السبب فيما خصّه الله ـ تعالى ـ به من السلام الذي لم يشاركه فيه أحد { سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ } (الصافات :79).
- وقد اصطفاه الله على العالمين ، وعدّه من المحسنين ، وسمّاه عبدا شكورا وعبدا صالحا ، وعدّه من عباده المؤمنين.
وآخر ما نقل من دعائه قوله :
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً } (نوح :28).
- كما أنّه كان أوّل من ذكره القرآن الكريم في ذكر اسم الله عند الابتداء بأمر عظيم {... بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها ...} (هود:41).
- كما أخبر القرآن الكريم عن أنّه لبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما ، الأمر الذي يكشف عن طول المعاناة والصبر العظيم.
-------------------------------------
القصص القرآني -للسيد محمد باقر الحكيم
شخصيته عليه السلام :
لم يتحدّث القرآن الكريم عن الحياة الشخصية لنوح ، أو بعض ما جرى له قبل رسالته ودعوته ، كما تحدّث عن إبراهيم وموسى وعيسى عليهمالسلام.
- ولكن يمكن أن نستنتج من المحاورة التي جرت بين نوح عليهالسلام والملأ من قومه : أنّ نوحا كان من طبقة الاشراف والملأ منهم ؛ ولذلك كانوا يحتجون عليه بمعاشرة الأراذل من الناس ، ويطلبون منه أن يطردهم ،
- كما أنّ هذا الانتماء لهذه الطبقة من الناس قد يفسّر لنا العامل الاجتماعي ـ والله أعمل ـ في ضلال زوجته وابنه ؛ إذ كان قومه يتأثرون بهذه العوامل الاجتماعية.
- كما أنّه يمكن أن نستنتج : أنّه كان على درجة عالية من الشجاعة والإقدام والصبر والتحمل ؛ لما توحيه ظروف المحاصرة والعزلة والتكذيب والتهديد له بالقتل ، وهو مع كل ذلك يستمر في رسالته دون ملل أو كلل مع طول المدة ، كما سوف نعرف ذلك.
- ومع ذلك لم يترك القرآن الحديث عن شخصية نوح عليهالسلام ومواصفاته العامة من خلال النقاط التالية :
1 ـ كان نوح أوّل اولي العزم الذين هم سادة الأنبياء وأصحاب الرسالات الإلهية العامة إلى البشر جميعا الذين أخذ الله ـ تعالى ـ منهم الميثاق الغليظ ،
- ولذا فشريعته أوّل الشرائع الإلهية المشتملة على تنظيم الحياة الإنسانية.
- وقد ذكرنا إشارة القرآن الكريم إلى ذلك في الآية (13) من سورة الشورى ، وكذلك في الآية (7) من سورة الاحزاب.
2 ـ كان نوح عليهالسلام الأب الثاني للنسل الحاضر من بني الإنسان ، وإليه ينتهي أنساب الناس ؛ لقوله تعالى : { وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ } (الصافات :77).
3 ـ إنّ نوحا هو أبو الأنبياء المذكورين في القرآن ، ما عدا آدم وإدريس عليهماالسلام ، قال تعالى : { وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ } (الصافات :87).
4ـ كان نوح عليهالسلام أوّل من كلّم الناس بمنطق العقل وطريق الاحتجاج مضافا إلى طريق الوحي بعد تعرض الجماعة البشرية للانحراف عن الفطرة.
- فهو الاصل الذي ينتهي إليه دين التوحيد في العالم بعد ظهور الوثنية ، فله الفضل والمنّة على جميع الموحدين إلى يوم القيامة ، ولعلّ هذا هو السبب فيما خصّه الله ـ تعالى ـ به من السلام الذي لم يشاركه فيه أحد { سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ } (الصافات :79).
- وقد اصطفاه الله على العالمين ، وعدّه من المحسنين ، وسمّاه عبدا شكورا وعبدا صالحا ، وعدّه من عباده المؤمنين.
وآخر ما نقل من دعائه قوله :
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً } (نوح :28).
- كما أنّه كان أوّل من ذكره القرآن الكريم في ذكر اسم الله عند الابتداء بأمر عظيم {... بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها ...} (هود:41).
- كما أخبر القرآن الكريم عن أنّه لبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما ، الأمر الذي يكشف عن طول المعاناة والصبر العظيم.
-------------------------------------
القصص القرآني -للسيد محمد باقر الحكيم