قصيدة: صاحب الكرم
#حسن_الجزائري
ذكرى المرحوم سيد كامل العميدي الذي قام بدفن السيد محمد باقر الصدر
نُحولٌ في ضُلوعي كانَ أَمْ هَرَمي؟
أَ حلَّ الموتُ أَمْ زادَ الجَّوى نَدَمي؟
أَ ليسَ اللهُ في آياتِهِ عِبَرٌ؟
مَتى نَصحو وَبَعضُ النّاسِ في صَمَمِ
سَتَبكي مُهجَتي والدَّمعُ يَكتُبُ لي
وَأَروي قِصَّتي عَنْ صاحِبِ الكَرَمِ
أَبيُّ النَّفسِ لا يَعلو على أَحَدٍ
قَليلُ المَالِ لا يَدنو إِلى اللَّمَمِ
كَبيرُ العُمرِ في أَعماقِهِ طِفلٌ
يَرى زَهو الحَياةِ تَسيرُ لِلعَدَمِ
وَشَبَّ الطِّفلُ في أَكنافِ سَيِّدِهِ
بِذاكَ العُمرِ إِذ يَدعو إِلى الهِمَمِ
أَيا (كامِلْ) وَإِسمٌ فيكَ صَيَّرني
أَجوبُ الشِّعرَ في ذِكراكَ بِالقَلَمِ
دَواهي الدَّهر حينَ القَبر تَصنَعهُ
وَأَيُّ الأَرضِ قد ساقَتكَ مِنْ قَدَمِ
رَأيتَ (الباقِرَ) المَنقولَ في قَفَصٍ
وَضاعَ العُمرُ والأَحلامُ في الظُّلَمِ
على مَضَضٍ تَراهُ الجِّسمَ مُرتَحِلاً
وَفي صَبرٍ تُشَبُّ النّارُ مِنْ أَلَمِ
تَراها حُفرَةً قد غابَ سَيِّدُها
وَشاءَ اللهُ أَنْ ضَمَّتكَ بالنِعَمِ
بَنيتَ القَبرَ كي تُحيي رِسالَتهُ
لِتَحيا مَنهجاً في قادِمِ الأُمَمِ
أَبا (جَعفر) أَعِدْ ذِكراكَ عَنْ رَجُلٍ
غَفا لَيلاً وَعَيْنٌ مِنْهُ لَمْ تَنَمِ
أَبا (جَعفر) وَضَيفٌ حَلَّ مَسْكَنكمْ
وَإِكرامُ الضّيوفِ لَدَيكَ مِنْ شِيَمِ
وَبِنتُ (الصَّدرِ) قَد أَهدَتْ لَهُ قَبْراً
وَأَهلُ الخَيرِ هُمْ يُعنونَ بالكَرَمِ
سَلِ المَرءَ الذي صُمَّتْ مَسامِعهُ
عَنِ الرَجُلِ الذي وافى، أَ لَمْ يَقُمِ؟
أَما يَدري بِأَنَّ الشُّكرَ أَفعالٌ
وَلَيسَ الشُّكرُ لِلأَفعالِ بِالكَلِمِ
يُعِيدُ اللهُ حَقاً كانَ مَسْلوباً
وَحَقُّ اللهِ أَنْ تَرضى بِلا وَجَمِ
فَدَعْ لِلعُذرِ أَجنِحَةً تَطيرُ بِها
وَقَوسُ المَوتِ قَد يَرميكَ بالنَّدَمِ
أَنـــا وَالقَبــرُ وَالتَّأريخُ نَذكُركُمْ
إِليـكَ العَفو إِنْ قَصَّرتُ في نَظُــمِ
#Hasan_AlJazaeri
https://t.me/HasanAlJazaeri97/371