بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلم عليّ أحد مشايخ أهل السنة بالأمس من خلال احد برامج النت ورددت عليه السلام وقال لي كيف حالك ,قلت له الحمد لله على نعمة الولاية ؟
فقال لي انا احمد الله تعالى على نعمة الإسلام ,ولا يوجد بالقران مايوجب الولاية ؟
فقلت له إسلام بلا ولاية أهل البيت عليهم السلام ناقص وليس تاماً ؟
لان الله ورسوله امروا الجميع بولاية علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين من بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لانهم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه واله)
بدليل الكثير من الآيات والروايات التي تقول بوجبها منها قوله تعالى:
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
فقد تضافرت الروايات على نزول الآية في حقّ علي (عليه السلام) ونقلها الحفّاظ من أهل السنة، منهم : ابن جرير الطبري والحافظ أبو بكر الجصاص الرازي والحاكم النيسابوري والحافظ أبو الحسن الواحدي النيسابوري وجار الله الزمخشري ، إلى غيرهم من أئمّة الحفاظ وكبار المفسِّرين ربَّما ناهز عددهم السبعين.
فالمقصود من الولي في هذه الآية هو أولى من المؤمنين بأنفسهم وأموالهم ، فهو بما انه زعيم المسلمين ووليّهم ، يتصرف فيهم حسب ما تقتضيه المصالح في طريق حفظ كيان الإسلام وصيانة هويتهم والدفاع عن أراضيهم لغاية نشر الإسلام وعلى جميع المسلمين ان يتولوه ويطيعوه امتثلا للقران الكريم .
الآية الثانية التي تامرنا بطاعة أولي الأمر قوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ }
فهذه الآية القرآنية المباركة تأمر الجميع بإطاعة الله كما تأمر بإطاعة الرسول وأُولي الأمر
وبما انّه سبحانه أمر بإطاعة أُولي الأمر إطاعة مطلقة ، غير مقيَّدة فيكون أُولي الأمر المشار إليهم في الآية والذين وجبت طاعتهم على الإطلاق ، معصومون من المعصية والزلل ، كالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حتى اقترنوا في لزوم الطاعة في الآية المباركة .
وهذا ما أكده علماء السنة ومفسريهم انفسهم منهم ما قاله و أوضحه الفخرالرازي في تفسيره ، وذهب إلى أنّ المقصود من أُولي الأمر هم المعصومون في الأُمّة ، وإن لم يخض في التفاصيل ، ولم يستعرض مصاديقهم ، لكنّه بيّن المراد منهم بصورة واضحة ، وقال :
والدليل على ذلك انّ الله تعالى أمر بطاعة أُولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع ، لابدّ وأن يكون معصوماً عن الخطأ ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته ، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ ، والخطأ لكونه خطأً منهي عنه ، فهذا يُفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد وانّه
محال.
فثبت انّ الله تعالى أمر بطاعة أُولي الأمر على سبيل الجزم ، وثبت أنّ كلّ من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم ، وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ ، فثبت قطعاً أنّ أُولي الأمر المذكور في هذه الآية لابدّ وأن يكون معصوماً.
التفسير الكبير : ظ،ظ* / ظ،ظ¤ظ¤.
اما من جانب الروايات التي تقول بوجوب ولاية وطاعة أهل البيت عليهم السلام دون سواهم فكثيرة جدا منها :
حديث الدار وحديث المنزلة وحديث الثقلين الذي يوجب على الجميع طاعة واتباع أهل البيت عليهم السلام والذي يقول :اني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي .
فنحن امتثلا لأمر الله ورسوله قد والينا وتمسكنا باهل البيت عليهم السلام فهل يا ترى من يمتثل لأمر رسول الله (صلى الله عليه واله )ويتمسك بالكتاب والعترة ويوالي أهل البيت يكون مذموماً أم ان الذي يروي هذه الاحاديث ويعترف بصحتها في صحاحه ولا يمتثل امر رسول الله في اتباع العترة يكون مذموماً ؟
ونحن نحمد الله تبارك وتعالى ان جعلنا ممتثلين لله ولرسوله في اتباعنا وتمسكنا وولايتنا لأهل البيت
والله تعالى قال في حق من يتولى الله ورسوله والمؤمنين الذين هم أهل البيت عليهم السلام
قال {وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
تعليق