معنى وضع اليد على الرأس عند ذكر الامام القائم المهدي المنتظر (ع) ودليله .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
معنى هذا الفعل بحد ذاته فيه دلالة ورمزية على احترام الإمام المعصوم (ع) وبيانه لقيمة وعظمة ذكر القائم من آل محمد (ع) من خلال النظرة العرفية الخاصة .
وقد بحثت في علم النفس بخصوص لغة حركات الجسد ووجدت أن هذه الحركة و هذا الفعل فسر بنحو التقييم لشيء ما ، أو الخضوع و الاحترام لذلك الشيء . وبالنتيجة أن هذا الفعل و الحركة تدل على شيء إيجابي .
وأما دليل هذا الفعل فقد روي أن دعبل الخزاعي عندما أنشد الإمام الرضا (ع) قصيدته التائية ووصل إلى هذا البيت :
خروج إمام لا محالة قائم *** يقوم على اسم الله بالبركات .
نهض الإمام الرضا (ع) قائما وأحنى رأسه المبارك ووضع يده اليمنى على رأسه وقال :
اللهم عجل فرجه ومخرجه وانصرنا به نصرا عزيزا . - 1 -
والسؤال هو : هل وضع اليد على الرأس عند سماع ذكر القائم المهدي (ع) مستحب ؟؟؟
الجواب : لم يرد أثر ورواية معتبرة بخصوص هذا الفعل ، وأما الأقوال فيه فعلى قولين :
القول 1 : ان هذا الفعل مستحب :
قال الشيخ النوري الطبرسي : ( القيام تعظيماً لسماع اسمه المبارك عليه السلام وبالأخص اذا كان باسمه المبارك (القائم عليه السلام) , كما استقرت عليه سيرة الامامية كثرهم الله تعالى في جميع بلاد العرب والعجم والترك والهند والديلم وهذا كاشف عن وجود مصدر وأصل لهذا العمل ولو أني لم أعثر لحد الآن عليه , ولكن المسموع من عدة من العلماء وأهل الصلاح أنه رأوا خبراً في هذا الباب , ونقل بعض العلماء أنه سأل عن هذا الموضوع العالم المتبحر الجليل السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري وقد أجاب هذا المرحوم في بعض تصانيفه أنه رأى خبراً مضمونه أنه ذكر يوماً أسمه المبارك في مجلس الامام الصادق عليه السلام فقام عليه السلام تعظيماً واحتراماً له ) - 2 -
وقال الشيخ النمازي الشاهرودي : ( ويستحب القيام عند ذكر هذا اللقب لما روي في كتاب "إلزام الناصب" عن " تنزيه الخاطر" : سُئل مولانا الصادق صلوات الله عليه عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم (عليه السلام) من ألقاب الحجة ، فقال : لأنّ له غيبة طولانيّة ، ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ... الخ ) - 3 -
القول 2 : أن هذا الفعل ليس بمستحب :
قال الميرزا الشيخ جواد التبريزي : س / وضع اليد على الرأس عند ذكر الحجة بن الحسن عليه السلام ، هل هو مروي برواية معتبرة ؟ وكذا القيام عند ذكر (القائم) (أرواحنا فداه) ؟
وأجاب السيد الخوئي قدس سره : ما وجدنا في موضوع السؤال من الآثار المروية سوى ما في (مرآة الكمال) للعلامة المامقاني في الأمر الأول من تذييل أحوال الإمام المنتظر عليه السلام في ذيل خبر المفضل الطويل عن الشيخ محمد بن عبد الجبار في كتاب (مشكاة الأنوار) أنه قال : لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة التي أولها (مدارس آيات) على الرضا عليه السلام وذكره عليه السلام وضع الرضا عليه السلام يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج ، والله العالم ) - 4 -
القول 3 : جمع بين جواز الفعل مع عدم الحكم بإستحبابه :
قال الشيخ حيدر حب الله : ( ... ولكن يجب هنا الالتفات إلى نقطة مهمّة ، وهي أنّ احترام الإمام أمرٌ مرغوب وحسن ، وإذا كان العرف يعدّ هذا الفعل احتراماً فلا ضير في عمله ، بل هو أمر جميل ، ولكن ليس من باب أنّه أمرٌ شرعي تعبّدي خاص ورد بعنوانه في الكتاب أو السنّة ، وإنّما من باب أنّه شكلٌ من أشكال الاحترام ، وبإمكان الناس أن يتواضعوا على شكل آخر من أشكال الاحترام ، وترك هذه الطريقة الخاصّة ؛ لأنّ نفس عدم الوقوف ليس قلّة أدب في ذاته ، وإلا لزم الوقوف عند ذكر أسماء الأنبياء والأوصياء جميعاً .
وما نراه ، أنّه قد يكون من غير اللائق أحياناً أن لا يقف شخصٌ عندما يقف الناس احتراماً للإمام ؛ كما أنّ القضيّة خاضعة للعناوين الثانوية مثل ذبّ التهمة عن النفس أو الحيلولة دون حصول تشظّيات في المجتمع الإيماني ، فلا أرى حاجة للمعاندة بترك هذه العادة دائماً ولو تسبّب ذلك بخلاف بين المؤمنين أو بتهمةٍ أو غيبة ، ولا يبدو أنّ من الضروري محاربة مثل هذه الأفعال ، إنّما المطلوب هو خلق وعي بين الناس يُفهمهم أنّ هذه العادات لم يثبت استحبابها ، وأنّ عليهم فعلها لو أرادوا من وجه عام لا بدليل خاص ، وأنّه لا يحقّ لهم اتهام الناس في دينهم إن لم يفعل الآخرون ذلك ، وأمثال هذه الأمور ) - 5 -
**************************
الهوامش :
1 - آداب عصر الغيبة ، الشيخ حسين كوراني ، ج 1 ، ص 69 .
2 - قال الشيخ النوري الطبرسي ، في كتاب النجم الثاقب ، ج 2 ، ص 474 .
3 - مستدرك سفينة البحار ، ج 8 ، ص 628 .
4 - صراط النجاة ، الميرزا الشيخ جواد التبريزي ، ج 1 ، ص 465 ، سؤال رقم 1305 .
5 - الموقع الرسمي للشيخ حيدر حب الله .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
معنى هذا الفعل بحد ذاته فيه دلالة ورمزية على احترام الإمام المعصوم (ع) وبيانه لقيمة وعظمة ذكر القائم من آل محمد (ع) من خلال النظرة العرفية الخاصة .
وقد بحثت في علم النفس بخصوص لغة حركات الجسد ووجدت أن هذه الحركة و هذا الفعل فسر بنحو التقييم لشيء ما ، أو الخضوع و الاحترام لذلك الشيء . وبالنتيجة أن هذا الفعل و الحركة تدل على شيء إيجابي .
وأما دليل هذا الفعل فقد روي أن دعبل الخزاعي عندما أنشد الإمام الرضا (ع) قصيدته التائية ووصل إلى هذا البيت :
خروج إمام لا محالة قائم *** يقوم على اسم الله بالبركات .
نهض الإمام الرضا (ع) قائما وأحنى رأسه المبارك ووضع يده اليمنى على رأسه وقال :
اللهم عجل فرجه ومخرجه وانصرنا به نصرا عزيزا . - 1 -
والسؤال هو : هل وضع اليد على الرأس عند سماع ذكر القائم المهدي (ع) مستحب ؟؟؟
الجواب : لم يرد أثر ورواية معتبرة بخصوص هذا الفعل ، وأما الأقوال فيه فعلى قولين :
القول 1 : ان هذا الفعل مستحب :
قال الشيخ النوري الطبرسي : ( القيام تعظيماً لسماع اسمه المبارك عليه السلام وبالأخص اذا كان باسمه المبارك (القائم عليه السلام) , كما استقرت عليه سيرة الامامية كثرهم الله تعالى في جميع بلاد العرب والعجم والترك والهند والديلم وهذا كاشف عن وجود مصدر وأصل لهذا العمل ولو أني لم أعثر لحد الآن عليه , ولكن المسموع من عدة من العلماء وأهل الصلاح أنه رأوا خبراً في هذا الباب , ونقل بعض العلماء أنه سأل عن هذا الموضوع العالم المتبحر الجليل السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري وقد أجاب هذا المرحوم في بعض تصانيفه أنه رأى خبراً مضمونه أنه ذكر يوماً أسمه المبارك في مجلس الامام الصادق عليه السلام فقام عليه السلام تعظيماً واحتراماً له ) - 2 -
وقال الشيخ النمازي الشاهرودي : ( ويستحب القيام عند ذكر هذا اللقب لما روي في كتاب "إلزام الناصب" عن " تنزيه الخاطر" : سُئل مولانا الصادق صلوات الله عليه عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم (عليه السلام) من ألقاب الحجة ، فقال : لأنّ له غيبة طولانيّة ، ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ... الخ ) - 3 -
القول 2 : أن هذا الفعل ليس بمستحب :
قال الميرزا الشيخ جواد التبريزي : س / وضع اليد على الرأس عند ذكر الحجة بن الحسن عليه السلام ، هل هو مروي برواية معتبرة ؟ وكذا القيام عند ذكر (القائم) (أرواحنا فداه) ؟
وأجاب السيد الخوئي قدس سره : ما وجدنا في موضوع السؤال من الآثار المروية سوى ما في (مرآة الكمال) للعلامة المامقاني في الأمر الأول من تذييل أحوال الإمام المنتظر عليه السلام في ذيل خبر المفضل الطويل عن الشيخ محمد بن عبد الجبار في كتاب (مشكاة الأنوار) أنه قال : لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة التي أولها (مدارس آيات) على الرضا عليه السلام وذكره عليه السلام وضع الرضا عليه السلام يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج ، والله العالم ) - 4 -
القول 3 : جمع بين جواز الفعل مع عدم الحكم بإستحبابه :
قال الشيخ حيدر حب الله : ( ... ولكن يجب هنا الالتفات إلى نقطة مهمّة ، وهي أنّ احترام الإمام أمرٌ مرغوب وحسن ، وإذا كان العرف يعدّ هذا الفعل احتراماً فلا ضير في عمله ، بل هو أمر جميل ، ولكن ليس من باب أنّه أمرٌ شرعي تعبّدي خاص ورد بعنوانه في الكتاب أو السنّة ، وإنّما من باب أنّه شكلٌ من أشكال الاحترام ، وبإمكان الناس أن يتواضعوا على شكل آخر من أشكال الاحترام ، وترك هذه الطريقة الخاصّة ؛ لأنّ نفس عدم الوقوف ليس قلّة أدب في ذاته ، وإلا لزم الوقوف عند ذكر أسماء الأنبياء والأوصياء جميعاً .
وما نراه ، أنّه قد يكون من غير اللائق أحياناً أن لا يقف شخصٌ عندما يقف الناس احتراماً للإمام ؛ كما أنّ القضيّة خاضعة للعناوين الثانوية مثل ذبّ التهمة عن النفس أو الحيلولة دون حصول تشظّيات في المجتمع الإيماني ، فلا أرى حاجة للمعاندة بترك هذه العادة دائماً ولو تسبّب ذلك بخلاف بين المؤمنين أو بتهمةٍ أو غيبة ، ولا يبدو أنّ من الضروري محاربة مثل هذه الأفعال ، إنّما المطلوب هو خلق وعي بين الناس يُفهمهم أنّ هذه العادات لم يثبت استحبابها ، وأنّ عليهم فعلها لو أرادوا من وجه عام لا بدليل خاص ، وأنّه لا يحقّ لهم اتهام الناس في دينهم إن لم يفعل الآخرون ذلك ، وأمثال هذه الأمور ) - 5 -
**************************
الهوامش :
1 - آداب عصر الغيبة ، الشيخ حسين كوراني ، ج 1 ، ص 69 .
2 - قال الشيخ النوري الطبرسي ، في كتاب النجم الثاقب ، ج 2 ، ص 474 .
3 - مستدرك سفينة البحار ، ج 8 ، ص 628 .
4 - صراط النجاة ، الميرزا الشيخ جواد التبريزي ، ج 1 ، ص 465 ، سؤال رقم 1305 .
5 - الموقع الرسمي للشيخ حيدر حب الله .
تعليق