بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
كيف نستدل بآية الإمامة على إمامة أهل البيت (ع) وعصمتهم؟
آية الإمامة قوله تعالى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾
ويمكن أن نستفيد من الآية المباركة عدة أمور :
١- الإمامة ميثاق إلهي كالنبوة ، فيجب أن يكون تعيين الإمام واختياره من قبل الله تعالى { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}
٢- المقصود من الكلمات في قوله تعالى {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} هي مجموعة المسؤوليات الصعبة التي وضعها الله على عاتق إبراهيم (ع)، فحملها بأحسن وجه، وهي عبارة عن: الاستعداد التام لذبح ولده طاعة لله سبحانه،
إسكان زوجتة وولده لوحدهم في واد غير ذي زرع بمكة، تحطيم الأصنام، وتحمله الالقاء في النار، السير في انحاء الأرض لتبليغ رسالة التوحيد، ونجح فيها جميعاً، وأثبت لياقته لمقام " الإمامة " فجاءه الخطاب الالهي { { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}
٣- يتبين من الآية الكريمة التي نحن بصددها، أن منزلة الإمامة الممنوحة لإبراهيم (ع) بعد كل هذه الاختبارات، تفوق منزلة النبوة ومنزلة الرسالة، لأنه أعطي منصب الامامة في آخر عمره بعد تجاوزه كل هذه الامتحانات الصعبة، وقد كان حين الامتحان نبياً ورسولاً، فبعدها تهيأ لمنصب الامامة، فمقام الإمامة أفضل من مقام النبوة والرسالة
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول:
" إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما، فلما جمع له الأشياء، قال: إني جاعلك للناس إماما قال: فمن عظمها في عين إبراهيم قال: ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال: لا يكون السفيه إمام التقي "
٤- إن الإمامة الممنوحة لإبراهيم (ع) بعد الامتحانات العسيرة، هي غير منزلة النبوة والرسالة التي وظيفتها تبليغ رسالة الله تعالى ودعوة الناس الى توحيد الله ، فإن منزلة الإمامة هي منزلة قيادة البشرية، بإقامة خلافة الله وحكومته في الارض، وإجراء الحدود وأحكام الله، وتطبيق العدالة الاجتماعية،
وتربية الأفراد في محتواهم الداخلي وفي سلوكهم الخارجي، فمهمة الرسول تقتصر على تبليغ الرسالة السماوية الى البشر، والتي تعني [إراءة الطريق]، ومهمة الإمام تحقيق أهداف الدين وتطبيقها بإقامة الخلافة الالهية وتكامل الفرد والمجتمع، والتي تعني [الإيصال إلى المطلوب]
٥-الأفراد الذين تلبسوا بعنوان الظلم، ومارسوا في حياتهم لحظة ظلم بحق أنفسهم أو بحق الآخرين، كأن تكون لحظة شرك أو معصية ، لا يليقون بمنصب الإمامة، فالإمام يجب أن يكون طيلة عمره معصوماً { قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾
لذلك تتمسك مدرسة أهل البيت (ع) بهذه الآية المباركة لإثبات أن الخلافة الالهية بعد النبي الأكرم(ص) لاتكون بانتخاب الناس، ولابالشورى بل بتعيين من الله تعالى، وأن اللائق بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
عن الإمام الصادق (ع) قال: " قد كان إبراهيم نبيا وليس بإمام، حتى قال الله: إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي، فقال الله لا ينال عهدي الظالمين، من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما "
فانحصار الإمامة بأمير المؤمنين (ع) ، لأن الآخرين في الجاهلية عبدوا الأصنام، وأي ظلم أكبر من عبادة الأصنام؟! ألم يقل لقمان لابنه:{ يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} وعلي(ع) لم يسجد لصنم قط،
يقول أمير المؤمنين (ع) {ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِه عَلَماً، ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه، ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ، فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي، ولَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الإِسْلَامِ، غَيْرَ رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه واله) وخَدِيجَةَ وأَنَا ثَالِثُهُمَا،
أَرَى نُورَ الْوَحْيِ والرِّسَالَةِ وأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ، ولَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْه (صلى الله عليه واله)، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه مَا هَذِه الرَّنَّةُ، فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِه، إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وتَرَى مَا أَرَى، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ}
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
كيف نستدل بآية الإمامة على إمامة أهل البيت (ع) وعصمتهم؟
آية الإمامة قوله تعالى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾
ويمكن أن نستفيد من الآية المباركة عدة أمور :
١- الإمامة ميثاق إلهي كالنبوة ، فيجب أن يكون تعيين الإمام واختياره من قبل الله تعالى { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}
٢- المقصود من الكلمات في قوله تعالى {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} هي مجموعة المسؤوليات الصعبة التي وضعها الله على عاتق إبراهيم (ع)، فحملها بأحسن وجه، وهي عبارة عن: الاستعداد التام لذبح ولده طاعة لله سبحانه،
إسكان زوجتة وولده لوحدهم في واد غير ذي زرع بمكة، تحطيم الأصنام، وتحمله الالقاء في النار، السير في انحاء الأرض لتبليغ رسالة التوحيد، ونجح فيها جميعاً، وأثبت لياقته لمقام " الإمامة " فجاءه الخطاب الالهي { { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}
٣- يتبين من الآية الكريمة التي نحن بصددها، أن منزلة الإمامة الممنوحة لإبراهيم (ع) بعد كل هذه الاختبارات، تفوق منزلة النبوة ومنزلة الرسالة، لأنه أعطي منصب الامامة في آخر عمره بعد تجاوزه كل هذه الامتحانات الصعبة، وقد كان حين الامتحان نبياً ورسولاً، فبعدها تهيأ لمنصب الامامة، فمقام الإمامة أفضل من مقام النبوة والرسالة
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول:
" إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما، فلما جمع له الأشياء، قال: إني جاعلك للناس إماما قال: فمن عظمها في عين إبراهيم قال: ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال: لا يكون السفيه إمام التقي "
٤- إن الإمامة الممنوحة لإبراهيم (ع) بعد الامتحانات العسيرة، هي غير منزلة النبوة والرسالة التي وظيفتها تبليغ رسالة الله تعالى ودعوة الناس الى توحيد الله ، فإن منزلة الإمامة هي منزلة قيادة البشرية، بإقامة خلافة الله وحكومته في الارض، وإجراء الحدود وأحكام الله، وتطبيق العدالة الاجتماعية،
وتربية الأفراد في محتواهم الداخلي وفي سلوكهم الخارجي، فمهمة الرسول تقتصر على تبليغ الرسالة السماوية الى البشر، والتي تعني [إراءة الطريق]، ومهمة الإمام تحقيق أهداف الدين وتطبيقها بإقامة الخلافة الالهية وتكامل الفرد والمجتمع، والتي تعني [الإيصال إلى المطلوب]
٥-الأفراد الذين تلبسوا بعنوان الظلم، ومارسوا في حياتهم لحظة ظلم بحق أنفسهم أو بحق الآخرين، كأن تكون لحظة شرك أو معصية ، لا يليقون بمنصب الإمامة، فالإمام يجب أن يكون طيلة عمره معصوماً { قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾
لذلك تتمسك مدرسة أهل البيت (ع) بهذه الآية المباركة لإثبات أن الخلافة الالهية بعد النبي الأكرم(ص) لاتكون بانتخاب الناس، ولابالشورى بل بتعيين من الله تعالى، وأن اللائق بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
عن الإمام الصادق (ع) قال: " قد كان إبراهيم نبيا وليس بإمام، حتى قال الله: إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي، فقال الله لا ينال عهدي الظالمين، من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما "
فانحصار الإمامة بأمير المؤمنين (ع) ، لأن الآخرين في الجاهلية عبدوا الأصنام، وأي ظلم أكبر من عبادة الأصنام؟! ألم يقل لقمان لابنه:{ يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} وعلي(ع) لم يسجد لصنم قط،
يقول أمير المؤمنين (ع) {ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِه عَلَماً، ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه، ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ، فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي، ولَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الإِسْلَامِ، غَيْرَ رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه واله) وخَدِيجَةَ وأَنَا ثَالِثُهُمَا،
أَرَى نُورَ الْوَحْيِ والرِّسَالَةِ وأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ، ولَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْه (صلى الله عليه واله)، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه مَا هَذِه الرَّنَّةُ، فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِه، إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وتَرَى مَا أَرَى، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ}
والحمد لله رب العالمين
تعليق