بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقام السيدة فضة خادمة الزهراء عليها السلام يقع في إحدى الأزقة التي تتفرع من شارع العباس عليه السلام في كربلاء وقد جدد إنشاؤه بعد سقوط النظام البائد ويمثل المكان الذي وقفت فيه فضة ودعت الأسد لحماية جسد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه.
نقلاً عن كتاب ( مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام) للحافظ رجب البرسي لما جاءت إلى بيت الزهراء عليها السلام ودخلت بيت النبوة ومعدن الرحمة ومنبع العصمة ودار الحكمة
تعلمت من أمير المؤمنين عليه السلام عدداً من الأدعية ومنها كلام له عليه السلام بعد أن يتكلم به يأتيه أسدٌ عظيم مطأطأ رأسه إلى الأرض مأتمر بأمر الإمام عليه السلام فتكلمت فضة بعد منتصف الليل في ليلة الحادي عشر من محرم بهذا الكلام الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام فحضر الأسد فأخبرته بأن هذه الجثث هي لأبناء أمير المؤمنين عليه السلام ومحبيهم وأنصارهم وطلبت منه أن يحرسها فسمعت بذلك السيدة زينب عليها السلام فأخبرتها بأن الجثث الطواهر والأطفال واليتامى بحراسة الله الواحد وقادرين على فعل أي شيء وبقي هذا الأسد محله في أرض المعركة حتى ورود الإمام السجاد عليه السلام يوم الثالث عشر من محرم لدفن الأجساد الشريفة.
ويعرف هذا المقام بين العامة بمقام ( شير فضة ) اي اسد فضة.
وتقول رواية اخرى ( وليس لدينا ما يؤكدها ولا ينفيها ) : لما رجع الامام علي بن ابي طالب من حرب صفين ، مر بكربلاء في طريقه الى الكوفة ، ولما وصل كربلاء اعترضه أسد في الطريق وسلم على الامام علي فقال له الامام أأنت في هذه الارض ؟ قال بلا فقال له الامام اذا وقعت حادثة كربلاء عليك ان تحفظ ولدي الحسين لكي لا تطأه الخيول . فلما صار يوم عاشوراء ونزل الحسين بكربلاء بعد قتله أمر ابن سعد ان يوطأ صدر الحسين وظهره ، فلما سمعت النساء ما أراده ابن سعد جعلن يبكين فجاءت فضة وقالت سيدتي هاهنا أسد أتحبين ان اذهب اليه ، فقالت يا حبذا ، وكانت هناك غابة من قصب ، فجاءت الى تلك الغابات ونادت : يا أبا الحارث . هذا هو الحسين والقوم يريدون ان يطأوا صدره ، فخرج الاسد مسرعاً وهز برأسه وجاءوا الى جسد الحسين وربض عند جثته ، فأحجمت الخيل ان تدوس صدره .
والمقام يقع في المحلة التي تسمى ايضا باب بغداد في زقاق ضيق متصل بمنطقة بين الحرمين يسمى بأسم المقام اي (عگد شير فضة) وهو عبارة عن غرفة صغيرة في احد اركانها يقع شباك يمثل مقام وقوف فضة وهذا الركن تعلوه قبة صغيرة ومفتوح على الخارج بشباك معدني بينما تزين الجدار الخارجي لوحة مرسومة على الجدار تمثل الحادثة المذكورة اعلاة وقد ذكر القائم على المقام ان بناء هذا المقام حديث وقد تعرض للهدم والاهمال قبل ذلك اذ قضى زمنا ليس بالقصير عبارة عن خربة الى ان تم بناؤه على هذه الشاكلة واضافت البناية المجاورة للمقام لمحة جميلة للمقام اذ وضع صاحبها تمثالا مجسما لاسد بمستوى قبة المقام .