كلنا نحاول النجاح في الامتحان الأكبر .... !!!
نحن هنا في هذه الحياة في معهد مهني من نوع غريب، حيث ان الواحد منا لا يتعلم ، ويدرس ، ثم يدخل الاختبار ، لكنه يدرس ويختبر في ان واحد . وليس الغريب استمرار الاختبار طوال الحياة فحسب ، لكن الغريب ايضا تنوع أساليب الاختبار، فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه ، وهذا ممتحن بفقره وذاك بثرائه وهذا بصحته، وذاك بمرضه ، وهذا بشهرته ، وذاك بخموله ، امتحانات عجيبه وفريدة ، ونتائجها مصرية بكل ما تعنيه هذة الكلمة من معني ، فحين نرحل عن هذه الحياة نكون قد أدينا الامتحان الاخير الحاسم ، وهنيئا لمن أجاب علي أسئلته بصورة صحيحة ، والويل والهلاك لمن أجاب عليها بصورة خاطئة يقول الله -عز وجل- في توضيح هذه الحقيقة : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } [الملك : 2]
وقال سبحانه : {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران : 185]
المشكل الاكبر في هذا الموضوع هو أننا لانعرف متي ينتهي وقت الاختبار ويسحب المراقبون أوراق الاجابة كم أخطا الناس يا أخواتي ويا احبابي في توقعاتهم لمدة الاختبار؟ وكم من الناس اطلقوا الصيحات والرجاءات من أجل تمديد مدة الامتحان نصف ساعة حتي يتوبوا ويرجعوا فلم يجابوا ولم يلتفت اليهم : {فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [الأعراف : 95] . وقال سبحانه : {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف : 34]
ماذا يعني هذا ؟؟؟؟
انه يعني الاتي :
1- علينا ان نوسع دائرة احساسنا بتصرفاتنا واعمالنا لتكون دائماً تحت المراقبة ولنؤديها كما يحب الله تعالي .
2- اذا وقع الواحد منا في خطأ أو زلة فان المطلوب منه هو المسارعة الي التوة والي التصحيح قبل أن يلقي الله وهو في حال سيئة .
3- يجب علينا ان نوطن أنفسنا علي مجاهة النفس وكبح الشهوة علي نحو دائم .
4- من المهم أن نبتعد عن أولئك المتخفين بالاختبار والغافلين عنه ، حتي لاننحرف معهم ، فتخسر خسارة عظمي يصعب تحديدها الآن .
تعليق