(عظم يا سيدي أملي وساء عملي، فأعطني من عفوك بمقدار أملي ولا تؤاخذني بأسوأ عملي)
معنى الأمل وضرورة تناسبه مع العمل
إنّ هذه العبارة عجيبة جداً، هكذا ينبغي للعبد أن يخاطب مولاه.. بهذا النوع من الفكر وبهذه النيّة، أن يكون لديه حسن ظنٍّ به، وأن يكون لديه هذا الاعتقاد بربّه. الإمام عليه السلام يفيد بأنّ أملي كبير جداً وانتظاري وتوقعي منك يا ربّ عظيم.. التوقّع والإرادة المنتظرة منك.. فكأن العبد عندما ينفق جميع قدراته وطاقته في توقّع شيء، يسمّى ذلك التوقع "أملاً"، والأمل يختلف عن التوقّع والمراد والنيّة الظاهريّة.. وإن شاء الله نتحدّث عن هذا الأمر لاحقاً.
«عظم يا سيّدي أملي».. ما هو هذا الأمل الذي يتحدّث عنه الإمام؟ ما هو الأمل الذي يمكن للإنسان أن يؤمّله من الله تعالى، حتى يقول إنّ أملي كبير جداً؟ لكنّه في المقابل يقول: «ساء عملي»؛ فعملي وتصرّفي وطريقتي في التعامل وسائر أعمالي لا تنسجم مع هذا الأمل الكبير الذي لديّ. لذا فالإمام عليه السلام يقول بأن المسألة هي أنّ لديّ غاية ومراداً لا يمكنني أن أتنازل عنه، ما هي هذه الغاية والمراد التي يتحدّث عنها الإمام؟ ومن الطبيعي أن الإنسان يأتي ويبذل وقته ويصرف عمره وينفق ماله وشخصيّته في سبيل الوصول إلى هذا المقصد، فهذا الأمر ليس بالشيء البسيط الذي يمكن للإنسان أن يتعامل معه كما يتعامل مع شراء البطّيخ والفاكهة، حيث يقول إذا لم أشتر الآن يمكنني أن أشتري بعد ساعة أو في الغد. بل يقول إني أصرف عمري في سبيل الوصول إلى هذا الأمل وهذه الغاية. لكن في المقابل أرى بأن العمل الذي أقوم به في سبيل الوصول إلى هذا الأمل وهذه الغاية لا يوصلني إليه، إذ لا تناسب بين العمل الذي أعمله وبين ذاك الهدف.. الإمام لا يمزح هنا، بل هو يتكلّم بلسان حالنا نحن، وهذه الفقرة عجيبة جداً. وإن شاء الله إذا وفّقنا الله في الليالي الآتية ووصلنا إلى شيء من عمق هذه الفقرة فسوف يقف الإخوة على ضرورة الالتفات إلى هذا الأمر.
حسناً، هذه هي واقعيّة المسألة.. لدينا أمل كبير في صدورنا، وهذا الأمل كبير جداً وعظيم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى "ساء عملي"، ليس لديّ عمل حسن، فالعمل الذي عملته ليس جيّداً، وليس عملاً يمكنه أن يحقّق لي هذا الأمل، إذ لو كان هذا العمل يكفي لتحقيق هذا الأمل لما قال الإمام عليه السلام: «وساء عملي»، بل قال حسن عملي، ومن خلال هذا العمل الحسن سوف يوصلني في النهاية إلى ذلك الأمل والهدف، وهذا ليس قبيحاً.. إذ إننا نصلّي.. ونصوم ونحجّ ونخمّس ونزكّي.. ولا نكذب ـ نقول إن شاء الله ـ لا نفتري ـ لا قدر الله ـ لا نغش في المعاملة إن شاء الله.. فهذه من الأمور التي نمارسها يومياً، وعليه فينبغي أن نصل بذلك، فإن كانت هذه الأمور هي التي توصل الإنسان، فينبغي أن يكون الجميع عرفاء بالله، وينبغي أن يكون الجميع أولياء لله، وأن يكونوا وصلوا إلى المطلوب.. نعم، لقد كُتب الكثير من الكتب في هذا الوقت، وصار الجميع عارفاً.. إن لم يكن هناك محاسبة ومسؤولية فستصل المسألة إلى هذا الحد!
معنى الأمل وضرورة تناسبه مع العمل
إنّ هذه العبارة عجيبة جداً، هكذا ينبغي للعبد أن يخاطب مولاه.. بهذا النوع من الفكر وبهذه النيّة، أن يكون لديه حسن ظنٍّ به، وأن يكون لديه هذا الاعتقاد بربّه. الإمام عليه السلام يفيد بأنّ أملي كبير جداً وانتظاري وتوقعي منك يا ربّ عظيم.. التوقّع والإرادة المنتظرة منك.. فكأن العبد عندما ينفق جميع قدراته وطاقته في توقّع شيء، يسمّى ذلك التوقع "أملاً"، والأمل يختلف عن التوقّع والمراد والنيّة الظاهريّة.. وإن شاء الله نتحدّث عن هذا الأمر لاحقاً.
«عظم يا سيّدي أملي».. ما هو هذا الأمل الذي يتحدّث عنه الإمام؟ ما هو الأمل الذي يمكن للإنسان أن يؤمّله من الله تعالى، حتى يقول إنّ أملي كبير جداً؟ لكنّه في المقابل يقول: «ساء عملي»؛ فعملي وتصرّفي وطريقتي في التعامل وسائر أعمالي لا تنسجم مع هذا الأمل الكبير الذي لديّ. لذا فالإمام عليه السلام يقول بأن المسألة هي أنّ لديّ غاية ومراداً لا يمكنني أن أتنازل عنه، ما هي هذه الغاية والمراد التي يتحدّث عنها الإمام؟ ومن الطبيعي أن الإنسان يأتي ويبذل وقته ويصرف عمره وينفق ماله وشخصيّته في سبيل الوصول إلى هذا المقصد، فهذا الأمر ليس بالشيء البسيط الذي يمكن للإنسان أن يتعامل معه كما يتعامل مع شراء البطّيخ والفاكهة، حيث يقول إذا لم أشتر الآن يمكنني أن أشتري بعد ساعة أو في الغد. بل يقول إني أصرف عمري في سبيل الوصول إلى هذا الأمل وهذه الغاية. لكن في المقابل أرى بأن العمل الذي أقوم به في سبيل الوصول إلى هذا الأمل وهذه الغاية لا يوصلني إليه، إذ لا تناسب بين العمل الذي أعمله وبين ذاك الهدف.. الإمام لا يمزح هنا، بل هو يتكلّم بلسان حالنا نحن، وهذه الفقرة عجيبة جداً. وإن شاء الله إذا وفّقنا الله في الليالي الآتية ووصلنا إلى شيء من عمق هذه الفقرة فسوف يقف الإخوة على ضرورة الالتفات إلى هذا الأمر.
حسناً، هذه هي واقعيّة المسألة.. لدينا أمل كبير في صدورنا، وهذا الأمل كبير جداً وعظيم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى "ساء عملي"، ليس لديّ عمل حسن، فالعمل الذي عملته ليس جيّداً، وليس عملاً يمكنه أن يحقّق لي هذا الأمل، إذ لو كان هذا العمل يكفي لتحقيق هذا الأمل لما قال الإمام عليه السلام: «وساء عملي»، بل قال حسن عملي، ومن خلال هذا العمل الحسن سوف يوصلني في النهاية إلى ذلك الأمل والهدف، وهذا ليس قبيحاً.. إذ إننا نصلّي.. ونصوم ونحجّ ونخمّس ونزكّي.. ولا نكذب ـ نقول إن شاء الله ـ لا نفتري ـ لا قدر الله ـ لا نغش في المعاملة إن شاء الله.. فهذه من الأمور التي نمارسها يومياً، وعليه فينبغي أن نصل بذلك، فإن كانت هذه الأمور هي التي توصل الإنسان، فينبغي أن يكون الجميع عرفاء بالله، وينبغي أن يكون الجميع أولياء لله، وأن يكونوا وصلوا إلى المطلوب.. نعم، لقد كُتب الكثير من الكتب في هذا الوقت، وصار الجميع عارفاً.. إن لم يكن هناك محاسبة ومسؤولية فستصل المسألة إلى هذا الحد!
تعليق