اللهم صل على محمد وآل محمد
في كلّ يوم ! وفي كلّ ساعة ! نرى كيف أنّ مجموعةً من التكاليف المتعلّقة بنا تتزاحم !
إن زماننا اليوم ليس ذلك الزمان الذي يجوز فيه أن نصرف وقتنا في المباحات، بل وفي المستحبات حتی، ففي كل يوم، وفي كل ساعة، نرى كيف أن مجموعة من التكاليف المتعلقة بنا تتزاحم، في حين لا طاقة لنا على تأديتها جميعا. نعم، لا شك أن هذا الأمر يعد من البركات الإلهية، بأن كان عمرنا بهذه الأهمية والقيمة، ولذلك يجب علينا أن نستثمر هذا الأمر، فكل لحظة نمضيها في هذا العمر قادرة على أن توصلنا إلى كسب نتائج دنيوية وأخروية.
- الشيخ مصباح اليزدي (طاب ثراه)
يقول السيد مهدي الزنجاني شقيق الشهيد:
كتبَ (رضوانُ الله عليه) في مفكّرتِه (كم هي غصَّةٌ كبيرة أن تنتهي الحربُ من دون أن يرزقَني اللهُ الشهادة) وكتب أيضاً (أنظر إلى صور الشهداء وأتحسّر على نفسي) ونحن الآن نتجرّع غصّة فراقك وننظر إلى وجهك البهيّ ووجوه إخوانك العظماء ونتحسّر على أنفسنا.
معادلة لمحاسبة النفس
- يقول الشيخ البحراني :
كان يقول لنا آية الله العظمى المرحوم السيد عبد الأعلى السبزواري في درس الأخلاق :
أن أحد كبار العلماء بعد أن بلغ عمره ( 85 ) عاما اختلى بنفسه ليحسب سنوات عمره وما قد صدر منه من معصية لله تعالى وأخيرا خاطب نفسه : لقد مضى على بلوغك ( سِن التكليف ) سبعون عاما فلو وزّعت عن كل يوم من هذه الأعوام معصية واحدة فتكون مرتكبا خلال هذه المدة ( 25200 ) معصية تقريبا فهل تواجه ربك بهذا العدد الكبير من المعاصي ولو أراد الله أن يأخذك إلى النار مقابل كل معصية فيعني بقاءك في النار سبعين عاما.
وهذا في الوقت الذي ( إن يوما عند الله كألف سنة ما تعّدون ) مما ينتج بقاءك في النار مدة (000 / 200 / 25 ) ــ خمسة وعشرين مليونا ومئتي ألف عام ــ بينما أبدان لا طاقة لها على حرارة نار عود الثقاب ( الكبريت ) لحظة واحدة
فأين المتجرّئون على معصية الله من هذه المعادلة ؟
ألا يحاسبون أنفسهم قبل أن يُحاسَبوا ؟.