بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد..
[مغزى تحديد الأرزاق في النصوص الدينية]
إنّ ما ورد من تقدير نصيب الإنسان من الرزق لم يُقصد به: أنّ رزق المرء مكفول من دون حاجة إلى العمل والتكسّب؛ إذ لو كان الأمر كذلك لما حُثّ الناس على التكسّب والعمل في الأحاديث حثّاً شديداً..
بل المراد بهذه النصوص الدينية: أنّ الله سبحانه قد جعل في نفس الإنسان من الرغبات ما يدفعه إلى البحث عن أسباب الرزق، وجعل في الحياة من الإمكانات ما يجد به المرء رزقاً إذا طلبه وبحث عنه، وهو المراد بقوله عزّ من قائل: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾، وقوله: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾.
وكان الباعثُ على التذكير بذلك -إضافة إلى تقوية روح الأمل في الإنسان؛ لئلا ييأس عن تحصيل رزقه- إصلاحَ روح الحرص في داخله؛ حتى لا يبالغ في طلب الرزق؛ فيسلك في تحصيله الطرق المحظورة والوضيعة، أو يغلب عليه حتى يصير هاجسه الأول في هذه الحياة، ويتشاغل به عن الهاجس الحكيم الذي ينبغي أن يكون هو الهمّ الأول في حياته؛ من خلال تحرّي الفضيلة، وأداء الحقوق، وتذكّر الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة.. ومن تأمّل في سياق تلك النصوص ظهر له هذا المعنى.
وبتعبير آخر: الناظر في هذه النصوص يرى أنّها تفيد نكتة ظريفة في شأن النفس الإنسانية؛ وهي أنّ الإنسان زُوّد نوعاً بما يحثّه على تحصيل رغباته بأكثر من كفافه منها، ولكنّه لم يُزوّد بالحافز إلى مراعاة الحكمة والفضيلة بدرجة حاجته إليهما.
وعليه: فلا ينبغي للإنسان أن يجعل همّه في الحياة تحصيل تلك الرغبات والازدياد منها -لأنّ كفافه منها مضمون نوعاً بقوّة الحافز إليها-؛ بل ينبغي أن يجعل همّه الأوّل مراعاةَ الحكمة والفضيلة؛ لاحتياج هذا الحافز إلى التنمية والرعاية ليفي بكفاف الإنسان.. ولكنّ الملاحظ في حال الإنسان العكسُ؛ فهو قلق دؤوب تجاه تحصيل أسباب السعادة المادية، وزاهد مطمئنّ تجاه تحصيل موجبات الحكمة والفضيلة.
ومن النصوص الواضحة فيما ذكرناه: قولُ الإمام علي(ع): (قَدْ تكفّلَ لَكُمْ بِالرِّزْقِ، وَأُمِرْتُمْ بِالْعَمَلِ؛ فَلَا يَكُونَنَّ الْمَضْمُونُ لَكُمْ طَلَبُهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنَ الْمَفْرُوضِ عَلَيْكُمْ عَمَلُهُ.. مَعَ أَنَّهُ وَاللهِ لَقَدِ اعْتَرَضَ الشَّكُّ وَدَخِلَ الْيَقِينُ، حَتَّى كَأَنَّ الَّذِي ضُمِنَ لَكُمْ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمْ، وَكَأَنَّ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْكُمْ قَدْ وُضِعَ عَنْكُمْ).
اللهم صل على محمد وآل محمد..
[مغزى تحديد الأرزاق في النصوص الدينية]
إنّ ما ورد من تقدير نصيب الإنسان من الرزق لم يُقصد به: أنّ رزق المرء مكفول من دون حاجة إلى العمل والتكسّب؛ إذ لو كان الأمر كذلك لما حُثّ الناس على التكسّب والعمل في الأحاديث حثّاً شديداً..
بل المراد بهذه النصوص الدينية: أنّ الله سبحانه قد جعل في نفس الإنسان من الرغبات ما يدفعه إلى البحث عن أسباب الرزق، وجعل في الحياة من الإمكانات ما يجد به المرء رزقاً إذا طلبه وبحث عنه، وهو المراد بقوله عزّ من قائل: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾، وقوله: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾.
وكان الباعثُ على التذكير بذلك -إضافة إلى تقوية روح الأمل في الإنسان؛ لئلا ييأس عن تحصيل رزقه- إصلاحَ روح الحرص في داخله؛ حتى لا يبالغ في طلب الرزق؛ فيسلك في تحصيله الطرق المحظورة والوضيعة، أو يغلب عليه حتى يصير هاجسه الأول في هذه الحياة، ويتشاغل به عن الهاجس الحكيم الذي ينبغي أن يكون هو الهمّ الأول في حياته؛ من خلال تحرّي الفضيلة، وأداء الحقوق، وتذكّر الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة.. ومن تأمّل في سياق تلك النصوص ظهر له هذا المعنى.
وبتعبير آخر: الناظر في هذه النصوص يرى أنّها تفيد نكتة ظريفة في شأن النفس الإنسانية؛ وهي أنّ الإنسان زُوّد نوعاً بما يحثّه على تحصيل رغباته بأكثر من كفافه منها، ولكنّه لم يُزوّد بالحافز إلى مراعاة الحكمة والفضيلة بدرجة حاجته إليهما.
وعليه: فلا ينبغي للإنسان أن يجعل همّه في الحياة تحصيل تلك الرغبات والازدياد منها -لأنّ كفافه منها مضمون نوعاً بقوّة الحافز إليها-؛ بل ينبغي أن يجعل همّه الأوّل مراعاةَ الحكمة والفضيلة؛ لاحتياج هذا الحافز إلى التنمية والرعاية ليفي بكفاف الإنسان.. ولكنّ الملاحظ في حال الإنسان العكسُ؛ فهو قلق دؤوب تجاه تحصيل أسباب السعادة المادية، وزاهد مطمئنّ تجاه تحصيل موجبات الحكمة والفضيلة.
ومن النصوص الواضحة فيما ذكرناه: قولُ الإمام علي(ع): (قَدْ تكفّلَ لَكُمْ بِالرِّزْقِ، وَأُمِرْتُمْ بِالْعَمَلِ؛ فَلَا يَكُونَنَّ الْمَضْمُونُ لَكُمْ طَلَبُهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنَ الْمَفْرُوضِ عَلَيْكُمْ عَمَلُهُ.. مَعَ أَنَّهُ وَاللهِ لَقَدِ اعْتَرَضَ الشَّكُّ وَدَخِلَ الْيَقِينُ، حَتَّى كَأَنَّ الَّذِي ضُمِنَ لَكُمْ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمْ، وَكَأَنَّ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْكُمْ قَدْ وُضِعَ عَنْكُمْ).