منْ دونِ حرفٍ هل نخطُّ كتابا
وبدونِ صدقٍ هل نـقولُ صوابا
فلِـمَ الحياةُ تغيرت أطوارُها؟
تؤذي الصدوقَ وترفعُ الكذَّابا
كم صادق بالصِّدق عاش معذَّباً
بين الأنامِ وقَدْ سَقَوهُ شرابا
مـن حنظلٍ وتراهُ يمشي هائماً
والنّاسُ تغلقُ دونهُ الأبوابَا
أما الأنـام إذا رأوا ذا ثروةٍ
ومنافقاً ومراوِغاً نصاباً
هرعوا إليهِ وقاسموهُ طعامهم
وكذا سقوه سُلافةً ورضابا
وتهافتوا قُدام بابِ محلِّهِ
وتناثروا فوقَ النقودِ ذباباً
الـصدقُ يالَلصّدقِ كمْ هو حائرٌ
كيف السّبيلُ لنعرفَ الأحبابا
ويحَ الذي من كان طبعُهُ صادقاً
يبني الأمانَ ليحصدَ الأتعابا
ويرى المودة في القلوب تحطّمت
وتحولت صورُ النعاجِ ذئاباً
أضحت عقولُ الناس مثل صحيفةٍ
الحرفُ فيها يلعنُ الكتّابا
والحرّ حرٌ لو يطولُ عذابه
طيرُ الجوارحِ لن يصيرَ غرابا
للشاعر التونسيّ
هادي القمري🌷
تعليق