إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آية ومعنى| {وجعلنا مِن الماء كلّ شيء حي}

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية ومعنى| {وجعلنا مِن الماء كلّ شيء حي}


    في ثقافة الكتاب والعترة:
    ♡الماءُ رمزٌ للإمام المعصوم♡

    سُئِل الإمام الصادق عليه السلام عن طَعْمِ الماء، فقال للسائل:
    سَلْ تفقُّهاً ولا تسألْ تَعنُّتاً: طَعْمُ الماءِ طَعْمُ الحيــاة، قال اللهُ سبحانه:
    {وجعلنا من الماءِ كُلَّ شئِ حيّ})
    [بحار الأنوار-ج٦٣]

    ويقولُ النبي_الأعظم"صلَّى اللهُ عليهِ وآله" في [بحار الأنوار-ج٦٣] يقول:
    (الماء سيّدُ الشرابِ في الدنيا والآخرة).

    ♡الماءُ هُنـا في رَمزّيتهِ يُشيرُ إلى الإمام المعصوم "صلواتُ الله وسلامهُ عليه"..
    فحِين يقول الكتاب الكريم {وجعلنا من الماءِ كُلَّ شئِ حيّ} ليس المُراد مِن معنى الآية هُنا هو هذا المعنى المادي أنّ هذهِ المَخلوقات مَخلوقةٌ مِن الماء،
    وأنّ نسبةَ الماء موجودةٌ في المَخلوقات النباتيّة والحيوانية بِنسبَةٍ كبيرة جدّاً..
    ليس المُراد هذا المعنى..
    وإنّما المُراد مِن الماء هُنا هو النُور الأوّل، هو ماءُ الوجود، ماءُ الفَيض، ماءُ الحياة الأوّل وهو (الحقيقةُ المُحمّديّة).

    • الماءُ هو العُنوان الأوّل لِمُحمّدٍ وآل مُحمّد "صلواتُ الله عليهم"،
    فكُلُّ شيءٍ اشتقَّهُ الباري مِن نُورهم "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم"..
    فهُم مَصدرُ الوُجود والحياة لكلّ الكائنات..
    كما تُشير إلى ذلك الروايات الشريفة..
    كحديث نبيّنا الأعظم "صلّى الله عليه وآله" حين يقول وهو يتحدّث عن بدء الخِلقة، يقول:
    (فلّما أرادَ الله تعالى أن يُنشئ خَلْقهُ - يعني لمّا أراد يخلقَ الكائنات -
    فتَقَ نُوري فَخَلَقَ منهُ العَرش، فالعَرشُ مِن نُوري، ونُوري مِن نُور الله، ونُوري أفضلُ مِن العَرش،
    ثمَّ فتَقَ نُورَ أخي عليّ فخَلَقَ منهُ الملائكة، فالملائكةُ مِن نُور عليّ، ونُورُ عليّ مِن نُور الله، وعليٌّ أفضلُ مِن الملائكة،
    ثُمَّ فتَقَ نور ابنتي فاطمة فخَلَقَ منهُ السماوات والأرض فالسماواتُ والأرض مِن نُور ابنتي فاطمة، ونُور ابنتي فاطمة مِن نور الله، وابنتي فاطمة أفضلُ مِن السماوات والأرض،
    ثمَّ فتَقَ نُور ولدي الحسن فخلَقَ منه الشمس والقمر ، فالشمس والقمر مِن نُور ولدي الحَسَن، ونُور الحَسَن مِن نور الله، والحسن أفضل من الشمس والقمر ،
    ثُمَّ فتَقَ نُور الحُسين فخَلَق منهُ الجنّة والحورَ العين فنُورُ الجنّة والحُور العين مِن نُور الحُسين، ونُور الحُسين مِن نُور الله، والحُسينُ أفضلُ مِن الجنّة والحُور العين).
    [بحار الأنوار: ج٢٥]

    فالمُراد مِن الماء الذي جَعَل اللهُ مِنهُ كُلّ شيءٍ حيّ هو ماءُ الوجود الذي هُو مظهرٌ لِمُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ "صلواتُ الله عليهم"..
    وهُو الماءُ الذي استندَ وثبتَ بسببهِ العَرْش،
    كما نقرأ في الكتاب الكريم:
    {وكانَ عَرْشُهُ على الماء}
    ولا غرابة في ذلك..
    فإنَّ العَرش خُلِق مِن نُور نبيّنا "صلّى الله عليه وآله" كما في الرواية السابقة أعلاه،
    وكُلّ الكائنات خُلقتْ مِن أنوارهم "صلواتُ الله عليهم".
    • فحِين تقول الآية الكريمة:
    {وجعلنا من الماءِ كُلَّ شئِ حيّ} يعني جَعْلَنا مِن الماء كُلَّ شيءٍ مَوجود..
    فما مِن شيءٍ إلّا وهُو يسبّح بحمدِ الله وتلكَ هي الحياةُ الحقيقية.
    فالتسبيحُ دليلُ الحياة..
    فحتّى الجمادات لها حياة لأنّهُ ما مِن شيءٍ إلّا وهو يُسبّح بحَمدِ الله، وكُلّ الكائنات تَعلّمتْ التسبيحَ مِن مَصدر حياتهم وهُم مُحمّدٌ وآل مُحمّد..
    كما يقول سيّد_الأوصياء "صلواتُ الله عليه":
    (إنّا آلُ مُحمّدٍ كُنّا أنواراً حول العَرش، فأمرنا اللهُ بالتسبيح فسبَّحنا، فسبَّحتْ الملائكةُ بتسبيحنا، ثُمَّ أهْبَطَنا إلى الأرض فأمَرَنا اللهُ بالتسبيح فسبَّحنا، فسبَّحَ أهلُ الأرض بتسبيحنا)
    [تأويل الآيات]

    • ثُمَّ لاحظوا الآية الكريمة حِين تقول:
    {وجَعَلْنا من الماءِ كُلَّ شئِ حيّ}
    فقد استخدمتْ تعبير (الحياة) في الآية في قولهِ {كُلَّ شئِ حيّ}.
    ونَفْس هذا التعبير (التعبير بالحياة) ذَكَره القُرآن بشكلٍ واضح في المعصوم "صلواتُ الله عليه"
    في قولهِ تعالى: {يا أيُّها الَّذينَ آمنُوا استجِيبُوا للهِ وللرسُولِ إذا دَعاكم لِما يُحييكم}
    فحين سُئِل إمامُنا الصادق "صلواتُ الله عليه" عن هذهِ الآية قال:
    نزلتْ في ولاية عليٍّ "صلواتُ الله وسلامه عليه")

    فإنّ الحياة الحقيقيّة هي بولاية عليّ وآل عليّ "صلواتُ الله عليهم"..
    وولايةُ عليّ هي بعَينها ولايةُ إمام زماننا.
    فإمامُ زماننا هو الماءُ الذي جَعَل اللهُ بهِ وبولايتهِ كُلَّ شيءٍ حيّ..
    كما نُخاطبهُ في زيارته الشريفة:
    (السلامُ عليكَ يا عينَ الحياة♡).

    ✦ ويُؤكدُّ هذا المعنى إمامُنا باقر_العلوم "صلواتُ الله عليه" حِين سُئِل عن قولِ اللهِ تعالى:

    {قُلْ أرأيتُم إنْ أصْبَحَ ماؤُكم غَوراً فمن يأتيكم بِماءٍ مَعين} قال "عليهِ السلام":
    (نَزَلتْ في الإمامِ القائم "صلواتُ الله عليه"،
    ثُمّ قال: { إنْ أصْبَحَ ماؤُكم غَوراً } أي إنْ أصبحَ إمامُكم غائباً عَنكم لا تَدرون أين هو،
    فمنْ يأتيكم بإمامٍ ظاهرٍ يأتيكم بأخبارِ السماواتِ والأرض، وحلالِ الله وحرامه؟!
    ثُمَّ قال "عليه السلام": واللهِ ما جاءَ تأويلُ هذهِ الآية ولابُدَّ أن يجيء تأويلُها)
    [كمال الدين وتمام النعمة]

    ✦ ويقولُ إمامنا الكاظم "صلواتُ الله عليه" حِين سُئل عن نفس هذه الآية {قُلْ أرأيتُم إنْ أصْبَحَ ماؤُكم غَوراً فمن يأتيكم بِماءٍ مَعين}
    قال "عليهِ السلام": إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون؟!)
    [كمال الدين وتمام النعمة]

    ✦ ويُؤكّد هذا المعنى سيّد_الكائنات "صلّى اللهُ عليه وآله" حِين يقول:
    (إنَّ الله تبارك و تعالى عهِدَ إليَّ أنَّهُ يخرجُ مِن صُلُب الحُسين أئمةٌ تسعة، والتاسعُ مِن ولدهِ يغَيب عنهم،
    وذلك قوله عزّ وجلَّ: {قل أرأيتم إنْ أصبحَ مٰاؤُكم غَوراً فمَن يأتيكم بمٰاءٍ معين}
    تكونُ لهُ غيبةٌ طويلة، يرجعُ عنها قومٌ ويثبتُ عليها آخرون،
    فإذا كان في آخرُ الزمان يخرجُ فيملأ الدُنيا قِسْطاً و عدلاً كما مُلئتْ جَوراً و ظُلماً،
    ويُقاتل على التأويل كما قاتلتُ على التنزيل، وهو سميّي و أشبهُ الناس بي).
    [كفاية الأثر]

    ✦ ويُؤكّد هذا المعنى سيّد الأوصياء "صلوات الله عليه" وهو يتحدّث مع طارق بن شهاب عن أوصاف الإمام المعصوم، فيقول:
    (الإمام الماءُ العذب على الظمأ والدالُّ على الهدى...)

    ✦ أيضاً يقول "عليه السلام" في وصف الإمام المعصوم:
    (فالإمامُ هُو السراج الوهّاج، والسبيلُ والمنهاج والماءُ الثجاج، والبحر العجاج والبدرُ المُشرق والغَديرُ المُغدق.. والغَيث الهاَئل..
    والبحرُ الذي لا يُنزَف والشرفُ الذي لا يُوصَف والعينُ الغَزيرة..)
    [بحار الأنوار: ج٢٥]

    ✦ ويقول الإمام_الرضا "عليه السلام" في وصف الإمام المَعصوم:
    (الإمام السحابُ الماطر، والغَيث الهاطل، والشَمْس المُضيئة، والسماءُ الظليلة، والأرض البسيطة، والعَينُ الغزيرة، والغَدير والروضة..)
    [الكافي الشريف: ج١]

    ✦ ويقول إمامنا الصادق عليه السلام حِين ذكروا عنده "عين الحياة"..
    قال لأصحابه:
    أتدرون ما عين الحياة؟
    قالوا: الله وابن رسوله أعلم.
    قال الإمام: نحنُ عينُ الحياة، فمَن عرفنا وتولّانا فقد شرب عين_الحياة، وأحياهُ الله الحياة الدائمة في الجنّة وأنجاهُ مِن النار.
    [شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار]

    ومِن هُنا نفهم معنى حديث خاتم_الأنبياء "صلّى الله عليه وآله" حِين قال:
    (الماء سيّدُ الشرابِ في الدُنيا والآخرة)
    لأنّ الماء هو صُورةُ مُحمّدٍ وآل مُحمّد في عالم السوائلِ، وكانتْ لهُ هذهِ الخُصوصيّة لأنَّهُ هُو السائلُ الوحيد الَّذي يُطهّرُ نفسهُ ويُطهّر غَيره..
    أمّا بقيّة السوائل لا تستطيعُ أن تُطهّر نفسها، وإنّما هي بحاجةٍ لأن يُطهّرها الماء،
    فحِين يقول الكتاب الكريم:
    {أنزلنا مِن السماء ماءً طهورا}
    الماءُ الطهور يعني الطاهرُ في نفسهِ والمُطهّرُ لِغَيره..
    ومِن هُنا كان الماءُ رَمزاً و مَظهراً وصُورةً للإمام المعصوم..
    فإنَّ الإمام المعصوم ذاتٌ طاهرةٌ مُطهّرةٌ في نفسها وتُطهّر مَن يتّصلُ بها
    كما نقرأ في زيارة #سيّد_الشهداء "صلواتُ الله عليه":
    (أشهدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهرٌ مُطهَّر مِن طُهْرٍ طاهرٍ مُطهّر طَهُرتَ وطَهُرتْ بكَ البلاد وطَهرتْ أرضٌ أنتَ بها وطَهُر حَرمك)
    👆🏻
    وهذا المعنى للطهارة في زيارة سيّد الشهداء هو نفسهُ الذي نقرؤُه في زيارة الصدّيقة الكُبرى فاطمة_الزهراء "صلواتُ الله عليها" حين نُخاطبها ونقول:
    (وزعمنا أنا لكِ أولياء ومُصدّقون وصابرون لكلّ ما أتى به أبوكِ وأتى به وصيّه "صلّى الله عليهما وآلهما"، فإنّا نسألكِ إنْ كُنّا صدّقناكِ إلّا ألحقتنا بتصديقنا لهُما لنبشّرَ أنفُسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ)
    فكما أنَّ للأرضين إمام وإمامُ الأرضين هي الأرضُ التي يُقيم فيها الإمام،
    فكذلك للشراب إمامٌ وهو الماء الطهور لأنّهُ صورةٌ ومظهرٌ مِن مظاهر الإمام المعصوم.

    للكاتبة زينب صالح

  • #2

    السلام عليكم
    احسنتم وجزاكم الله خيرا، قد كتبت موضوع مشابه قبل حوالي ٧ سنوات نشرته هنا ايضا ووكما ادناه اقتبسه للفائدة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

    يقول الله جل وعلا . بسم الله الرحمن الرحيم . وجعلنا من الماءِ كلّ شيئٍ حيّا .

    القران الكريم كتاب هداية . وهذه الهداية من اجل نقل الانسان الى اعلى مراتب القرب الالهي والمتمثل بالكمالات الاسمائية والصفاتية اللامتناهية للواحد الاحد .

    والكلمات في القران هي في الاصل تعود للمعاني ، والمعاني للحقائق . وهذه الحقائق لها مبداء وتتجلى وتتنزل على المراتب بالشكل الذي يناسب حقيقتها في تلك المرتبة الوجودية .

    * الماء - هذه الكلمة في القرآن لما تذكر وعلى سبيل المثال وعلى سبيل القصد الذي نحن بخصوصه فان اول ما يتصوره الانسان بخصوص هذه الكلمة هو هذا الماء المتعارف . اي ذالك السائل الشفاف الذي نحتاج لشربه لما نعطش وبه نرتوي ... وعند اهل الكيمياء يرمز له H2O

    وهو الذي يعتبره العلماء - كعلماء الاحياء مثلا كعنصر وشرط اساسي لا بد منه لوجود وبقاء الحياة واستمرارها .
    ولا يمكن التصور الاستغناء عنه . بل ربطوا بين وجود الحياة ووجود الماء - فان اثبت امكانية وجود الماء امكن احتمال وجود الحياة .
    ولما تمكن العلم من النظر والبحث في دقائق الخلايا الحية التي يتكون منها جسم الانسان او الحيوان او النبات مثلا . فان للماء وجود اساسي في تركيبها . ولو قدّر ان تفقد الخلايا هذا الماء لماتت .
    لذلك والى هنا وبحدود فهمنا من اهمية الماء . فيصدق ويثبت بالدليل على انه حقا " وجعلنا من الماء كل شيئٍ حيا " .

    ولكن هل تقف المسألة في معاني القرآن الى هذا الحد . ونحن نعلم ان الحقائق المتعلقة بمعاني الاشياء لها رتب متعددة في الصعود وهي على حال يناسب نشأتها التي هي فيها .

    والجواب - انه لو نظرنا الى التعابير القرآنية وموارد ذكر الماء ومعانيه وتأملنا فيها ، فسنجد أنّ للماء حقيقة اكبر واعلى مما نتوقع .
    وهذا الماء الذي نعرفه في الحياة الدنيا ما هو إلا ادنى او أحد مراتب حقيقته ، فهناك حقيقة اعلى تنزل الماء منها . مع ما له من اهمية ذكرها القران وهي " وجعلنا من الماء كل شيئ حيا " .

    أما كيف ذلك فنحتاج الى تامل دقيق الى القرآن وتوفيق لنستخرج كنوز معانيه .

    * فلننظر اولا الى قول الله تعالى : الله خالق كل شيئ .
    وهنا التعبير والمعنى والقصد واضح . فكل ما يصح ان يطلق عليه شيئ فان الله هو خالقه .اي سواء مادي او معنوي . محسوس ام غير محسوس . او مرئي ام غير مرئي . بل اي ما يمكن تصوره من وجود في السموات والارض وما فوقها وما تحتها هو لله ، وهو خالقه .
    - اذن الماء بطبيعة الحال هو شيئ . والله خالقه . وحيث ان الله قال وجعلنا من الماء كل شيئٍ حيا . فأن كل ما في الوجود حي بالماء . اي الله جعل حياة الاحياء في هذا الوجود بالماء وحيث ان مفهوم الماء في الدنيا الذي نعرفه هو هذا السائل المتعارف عندنا والذي بينا اهميته في الحياة
    فهل لنا ان نتصور ان يكون هو نفس هذا الماء المتعارف والمشهود عندنا هو نفسه وبهيئته في المراتب الاعلى . وبنفس الفهم ام له وجود ونشأة اخرى في المراتب الاعلى تناسب تلك المرتبة وتحافظ على بقاء حقيقة معناه وارتباطه بالحياة .

    والجواب بالتاكيد نعم . هذا الماء له مرتبة وجودية اعلى وارقى ( اكثر تجردا ) ،
    هذا الفهم اذا انتبهنا له سوف يفتح لنا ابواب وآفاق فهم معاني في القرآن اخرى اكثر عمقا فضلا عن ظاهرها المهم ،

    *** فلندخل في العمق الثاني في حقائق المعاني ***

    - نحن لما نتأمل قول الله " انزل من السماء ماء ، فسالت اودية بقدرها "
    فهذه لها معنا ظاهري وضع للمثال والتصور لفهم حقيقة اعمق او اعلى رتبة ،
    فالمعنى الظاهري واضح من المثال ،،، واما الباطني الذي نحتاج الالتفات له هو " الحقيقة التي وراء المثل المضروب "
    اي بمعنى ، انزل من السماء ( اي من مراتب الفيض الالهي ) ماء ( اي فيوضات وانوار علم الله ) ، فسالت اودية بقدرها ( فالاودية هي الاوعية الوجودية التي تتلقى هذه الفيوضات النازلة والتي سماها الله ماء ) ولم يقال الماء اي جائت منكرة وهذه لها نكته لان الماء بال التعريف هو هذا جنس الماء المعروف ، واما ماء فقط بدون ال التعريف لا يحصر بالماء بل ما له معنى حقيقة الماء ) ،
    ولكن ليس كل الاودية ( الاوعية ) الوجودية متساوية ، لذلك فكل وادي ( اي وعاء ) وجودي ياخذ ويتحمل من الفيض الالهي النازل بمقداره وحسبه ، لا بمقدار ما ينزل ، لان ما ينزل من الله اللامتناهي الرحمة فهو غير متناهي السعة ،
    ولكن المشكلة في القابل لا الفاعل . الى هنا لعله اتضح معنى اعمق للفهم القراني الذي نحن بصدده

    *** ناتي الى مرتبة وفهم اعمق ***
    الروح ، التي هي حقيقة كل انسان وعليها المدار يدور في هذا الموجود الذي يطلق عليه الانسان ،
    ونقول : هل ان الروح يصدق عليها شيئ ،
    والجواب نعم ، وقد قلنا من قبل الله خالق كل شيئ ومنها الروح بالتاكيد
    وحيث ان الله يقول " وجعلنا من الماء كل شيئ حيا " ، فان الروح هذه الحقيقة العالية المجردة تحيا بالماء وللماء دور اساسي في حياتها ،
    ولكن اي ماء هذا الذي يناسب تلك الروح المجردة ، هل هو نفس هذا الماء ام غيره
    والجواب طبعا ليس هذا الماء المادي ولكن الماء المعنوي الاعلى والذي يحمل نفس حقيقة الماء اي جعل الاشياء تكون به حية ولكن بما يناسب المرتبة الوجودية التي هو فيها ، وهنا في الحياة الدنيا يظهر لنا الماء بهذا الشكل والمواصفات التي نرى ونعلم بها خصائصه ، وهناك يظهر بمظهر اخر يناسب تلك الحقيقة العالية التي يتنزل منها ،

    * اذن السؤال ما هو معنى الماء في تلك المراتب العليا
    والجواب : هو العلم والذي يطلق عليه احيانا النور ،،، لذالك مثلا فان الحديث " العلم نور والجهل ظلام " اي العلم حياة الموجودات الحية والجهل موت لها اي ظلام
    وكذالك قول الله تعالى " الله نور السموات والارض " اي منشاء هذاه الحياة في السموات والارض هو منه تعالى ومن يقع ويستقبل هذا النور فهو حي ومن تحتجب روحه عن نور الله فهو ميتا حقيقيا وان كلن حيا ظاهريا بالمادة .

    *** اذن ما مصدر ومنبع هذا النور الالهي العظيم الذي خرج للوجود وانتشر في الموجودات وبث فيها الحياة وكانت الحياة به على مختلف رتبها ،
    * اي بعبارة ثانية ما مصدر هذا الماء الذي تحيا به الروح
    والجواب : مصدره المنبع الذي ينبع منه الماء الاول وفي الحوض الذي يجمعه ثم منه تتلقى الخلائق بل الوجود الحياة ،
    هذا الماء هو نور محمد المصطفى ص هو مصدر الحياة ، وهو المتلقي الاول للنور اللامتناهي من الكمالات الالهية التي ظهر بها الوجود وهذا النور المحمدي له وجه يتلقى هذا الفيض الاول من الله والوجه الاخر تتلقى منه الخلائق لتاخذ منه ماء حياتها ، وهذا الماء يحتضنه حوض الكوثر اي الزهراء فاطمة ع بنت محمد ص في تلك المرتبة العالية ،
    هذا الحوض الكوثري فيه بحرين عظيمين
    هذين البحرين نور النبوة الخاتمية المحمدية ، ونور الامامة العلوية
    وهذه ابمعاني العالية والتي هي فوق الاذهان يصفها القران في سورة الرحمن
    " مرج البحرين يلتقيان ، ومن ثم : بينهما برزخ لا يبغيان ، ومن ثم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .
    فهذين البحرين المحمدي ص والعلوي كلاهما يجتمعان في حوض الكوثر ، فاي عضمة هذه لهذا الوجود الفاطمي والتي لا يمكن ادراكها ، ( ولهذا كان الحديث من ادرك فاطمة فقد ادرك ليلة القدر ، وحيث ان ليلة القدر يقول الله فيها : وما ادراك ما ليلة القدر - اي لا مجال للوصول لادراكها ).
    لذالك فان فاطمة الزهراء ع : هي الحوض الجامع وهي البرزخ المانع
    اي هي الحوض الذي يجتمع فيه نور النبوة الخاتمية ونور الامامة العلوية ( ماء حياة تلك المرتبتين )
    هذه الزهراء الكوثر هي البرزخ وهي الحاملة والحاوية لهذين البحرين العظيمين نبوة المصطفى والامامة العلوية وبها ومنها ولولاها لما كان قد خرج من ثمرة التقائها بالنور العلوي أن يخرج للوجود ذالك اللؤلؤ والمرجان ، اي الحسن والحسين

    لان اللؤلؤ والمرجان يخرج من كلا البحرين ولكن حيث ان هذين البحرين ( المحمدي ص والعلوي ع ) لا يطغيان فلا بد من ان يكون هناك وسيط اخر به يلتقيان وهذا الوسيط هو الزهراء فاطمة ، وهذا ما ظهر في الحياة الدنيا بصورتهم البشرية فتزوج الامام علي من الزهراء البتول وخرج لنا منهما الحسن والحسين ( اللؤلؤ والمرجان ) .
    ولولا الزهراء لما كان هذا كله ، فاي مقام هذا وشرف وعظمة لكي ايتها الزهراء فاطمة بنت محمد ص .

    هذه البحار من الانوار الالهية هي مرتب علم الله الاعلى والتي تجلت باعظم صورها ومراتبها بارواح محمد وال محمد وعلى راسهم الامام علي ع وفاطمة ع والحسن ع والحسين ع ، ومن بعد في ولد الحسين ع من المعصومين واخرهم المهدي عج

    * اذن ما هو الماء وما هو اصل حقيقته ، هل بقي هو هذا الذي نعرفه ويرمز له h2o ، ام له مرتبة وفهم اعلى
    والجواب نعم لم يبقى فهمنا بعد الان كما هو
    ونعم حقا كما قال الله تعالى " وجعلنا من الماء كل شيئ حيا "
    اي وجعلنا من محمد ص وال بيته ع كل شيئ حيا
    اذن هذا الماء الذي بين ايدينا وبه نحيا ما هو الا احد مراتب حقيقة محمد وال محمد تنزلت وظهرت في هذه الدنيا واخذة صورة هذا الماء وكل الاحياء تحيا به ومنه تكون حيه
    اي ليس القول كان وجعلنا بالماء كل شيئ حيا بل وجعلنا من الماء كل شيئ حيا ، وان تكون حي من الماء ليس مثل ان تكون مثلا حي بالماء ، لان الاول يعني اصل حياتك منه ، وفي الثاني فرع حياتك منه فلينتبه المتامل لهذه الدقة القرآنية

    لذالك ما اعظم محمد وال محمد ، فالمؤمن والكافر يشربان من منهما ، ويحييان بهم ، ولكن المؤمن يشرب وهو شاكر والكافر يشرب وهو ناكر
    الا ان العجب كل العجب ان يموت الحسين ع عطشانا ، فهل سمعت او رايت او تتصور كيف يموت الماء عطشا وهو الماء وهو النور هذا لعمري في الكائنات عظيم
    فبالماء تحيا اجسادنا ومنه تحيا ، وبالنور والعلم تحيا اروحنا ، فمحمد وال محمد سبب لحياة اجسامنا وارواحنا في الدنيا والاخرة فصل ياربي على محمد وال محمد دائما وابدا

    لذالك محمد وال محمد اولى منا بانفسنا منا ، وهم اولي امرنا واولياء نعمتنا ، ونحن بهم من بعد الله قائمون ، ولولاهم لما بقي حي في السموات والارض ولساخت الارض بأهلها وكل الوجود
    ولقد ابقى الله من هذا النور المحمدي والعلوي بقية لاخر الزمان هو نور المهدي ع ماء الحياة الذي تحيا به الخلائق الى يوم القيامة ،
    هذه من فيوضات محمد وال محمد بفضل الله تعالى والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    الباحث الطائي

    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

    تعليق


    • #3
      أحسنت وأجملت أخونا الباحث الطائي جزاك الله تعالى خير الجزاء سلمت الأنامل الكريمة

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X