بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
قلمي العزيز أنا عند وعدي والقراء ينتظرون مني طيب الكلام في يوم ميلاد كريم أهل البيت الإمام الحسن عليه السلام ، فهل أنت مُتهيء لخط سطور تزهو بنور الحسن ..
أستاذي الفاضل صداح أنا منذ صبيحة الأمس متهيئاً وأنتظر الإشارة منك ، أحسنت قلمي الوفي ، إذاً فلنبدأ على بركة الله ..
لنتطيب أحبتي سوية باليسير من السيرة العطرة للإمام الحسن المجتبى عليه السلام في هذه الساعات التي استضاءت بنور وجوده المبارك راجين بذلك الأجر والثواب من الله والنظرة الرحيمة من هذا الإمام الناظر بعين الله ..
أزهر نور الإمام الحسن في الخامس عشر من شهر الله الفضيل سنة 3هـ فأضاء نوره مدينة جده المصطفى صلى الله عليه وآله ..
لقِّب الإمام الحسن عليه السلام بالمجتبى والسبط والتقي والزكي والسيد والولي ..
أبوه: من بسيفه قام دين الله وبإمامته أكمل الله دينه وأتمَّ نعمته ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ..
أمه: بضعة المصطفى وسيدة النساء البتول الزهراء عليها السلام ..
جده البشير النذير والسراج المنير المصطفى الأمجد والمحمود الأحمد أبي القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ..
عاش في هذه الحياة عليه السلام 47عاماً قضى منها 7 سنوات في كنف جده المصطفى وأمه الزهراء وتحت و37 سنة في رعاية أبيه المرتضى ،عمل بإمامته بنص النبي الأكرم الله صلى الله عليه وآله بعد استشهاد أبيه مباشرة ودامت لعشر سنوات ..
سأتوقف معكم أحبتي ومراسيم ولادة هذا الإمام العظيم فلقد روى أرباب التاريخ أنه لما ولد الإمام الحسن عليه السلام ..
جاء النبي صلى الله عليه وآله مستبشراً ومهنئاً لعلي والزهراء وسمى وليدهما الحسن بأمرٍ من الله، ، ثم احتضنه ودعا له بهذا الدعاء *اللّهمّ إنّي أُعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم* ثم أذَّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وعقَّ عنه قائلاً *بسم الله عقيقة عن الحسن* ومن ثم دعا قائلاً: *اللّهمّ عظمها بعظمه، ولحمها بلحمه، ودمها بدمه، وشعرها بشعره، اللّهمّ اجعلها وقاءً لمحمّد وآله* وحلق رأسه وأمر بأن يُتصدق بزنة شعره فضة ..
أختم الكلام في اليسير من سيرة هذا الإمام بهذا الموقف العظيم له عليه السلام ، فلقد وربي كان لموقفه الدور العظيم في نهضة الإمام الحسين عليه السلام ، وذلك باشتراطه على معاوية في وثيقة الصلح بشرطٍ جعل فيه خلافة معاوية ليزيد باطلة ، وبه عبَّد الطريق للإمام الحسين في السير في طريق الشهادة ليُشفي بها دين الله ويحمي بها أمة جده رسول الله من الفتنة التي كادت أن تحرق النهج المحمدي وتُعيد الأمة لظلمة الجهل ..
بعد أن طيبتُ السطور بذكر اليسير من سيرة سبط الرسول سأنتقل والفرحة التي زينت قلوب المؤمنين وطيبت نفوسهم وأمتعتهم بذكر المتكلمين ومدح المنشدين لهذا المولود الكريم في ليلة حفلت بالبركات وزهت بالإحتفالات ..
نعم: هاهم أولادنا وكما هي عادتهم في كل عام قد لبسوا الثياب البيضاء وأمسكوا أكياساً فارغة وجابوا بها الشوارع والطرقات ، طارقين أبواب البيوت مهنئين وللهدايا منتظرين ، وهاهم المؤمنون في ليلة ميلاد رابع الأنوار قد أضاءوا بيوتهم بمصابيح الفرح وفتحوا مجالسهم بالمسرات ، وهاهي المجالس والحسينيات قد تهيأت بكوشات الفرح مستضيفة المنشدين والمتكلمين إحتفاءاً ببزوغ نجم رابع الأقمار ..
أسعد الله أيامكم وتقبل إحياءكم لأمر الإمام الحسن عليه السلام وجعل إحياءكم ليوم لليلة ويوم ميلاده تعظيماً لشعائر الله ..
تعليق