بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
وقفة عند أوصافِ السُفياني في حديثِ العِترة الطاهرة
يقولُ إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّكَ لو رأيتَ السفياني رأيتَ أخبثَ الناس: أشقر أحمر أزرق ، يقول: يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ.. ثُمَّ للنار، ولقد بلَغَ مِن خُبْثِهِ أنّهُ يدفنُ أُمَّ وَلَدٍ لهُ وهي حيّةٌ مَخافةَ أن تدُلَّ عليه)
[كمال الدين]
〰〰〰〰〰
قوله: (أشقر أحمر أزرق) إمّا أن يكون المُراد مِن هذا التعدُّد في الألوانِ هو إشارةٌ إلى تقلّبهِ.. يعني أنّهُ شخصٌ مُتلوِّن، يتلوّنُ تلوُّنَ الحرباء.. يعني مُنافق بامتياز، يظهرُ بأوجهٍ مُتعدّدة..
وقد يُرادُ مِن هذهِ الألوان إشارة إلى أوصافِهِ الجسديّة.. وعادةً الأشقر يكونُ وصْفاً للشعر، والأحمر رُبّما يكونُ وصْفاً للبشرة، والأزرقُ قد يكونُ وصْفاً للبشرة أو يكون وصْفاً للعيون.
أمّا قول السفياني: (يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ ثُمَّ للنار) يعني أنّهُ يحملُ شِعارات دينيّة.. ولكنّ نهايتَها إلى النار.
تماماً مِثلما كان أعداءُ الأئمة يحملونَ شعاراتٍ دِينيّة
أليس عُمر بن سعد "عليهِ الَّلعنَـةُ" كان يقول: (يا خيلَ اللهِ اركبي وبالجنّةِ أبشري ودُوسي صدر الحُسين)!
فهو يذكر الله ويذكرُ الجنّة، ويذكر القرآن.. ولكنّها شِعارات زائفة نهايتُها النار.
قولهِ: (ولقد بلغ مِن خُبثهِ أنّهُ يدفنُ أُمَّ ولدٍ لهُ وهي حيّةٌ مَخافةَ أن تدُلَّ عليه)
المُراد مِن "أُمِّ ولد" قد تكونُ جاريةً لهُ، بحَسَب المُصطلَح القديم المُتعارف أنّ الإنسان حين يشتري جاريةً وتكونُ بينهُ وبين جاريتِهِ علاقة خاصّة فيُنجب مِنها ولد.. فإنّهُ يُقال لهذهِ الجارية "أُمُّ ولد"، ولها أحكام خاصّة في الشريعة..
مثلاً إذا ماتَ هذا الرجل فحينئذٍ تُدفَعُ قيمةُ هذهِ الجارية مِن حِصّةِ ميراثِ وَلَدِها وتُعتَق، أي تكونُ حُرّةً بعد ذلك.
ولكن في زمانِنا هذا قد يُراد مِن الجارية ربّما سكرتيرة أو مُديرةَ أعمال مُوظّفة لديه..
أو ربّما تكون "أُمّ وَلَدٍ" هذهِ زوجةً لهُ ولكنّها زوجةٌ لهُ بالسِرّ وليس بالعَلَن، ولذلك عُبِّرَ عنها بأنّها "أُمُّ وَلَد".. وإلّا لو كانتْ زوجتُهُ علنيّةً لقالت الرواية: يدفنُ زوجتَهُ.
أمّا دفنُهُ لها وهي حيّةٌ مَخافةَ أن تدُلَّ عليه..
فالمُراد: أنّهُ يدفنُها حيّةً مَخافةَ أن تكشفَ أسرارَهُ، فهو في غايةِ السِرّيّةِ والكتمان
وهو رجلُ دينٍ يلهجُ بذكْرِ الله كما تُشير الرواية..
علماً أنّهُ ليسَ بغريبٍ أن يدفُنَ السُفياني أُمّ وَلَدِهِ حيّةً.. فلقد دفنَ الأمويّوينَ الكثيرَ مِن الناسِ أحياء.. فقد فَعَلَها الحجّاجُ وغيرُ الحجّاج
ولقد دفنَ العباسيّون الكثيرَ مِن العلويّين ومِن شيعةِ أهلِ البيت أحياء، وكذلكَ البعثيّون في العراق.. فقد دفنَ صدّامُ الكثيرَ مِن أولادِ رسولِ اللهِ مِن العَلَويّين والكثير مِن أتباع أهلِ البيت دَفَنَهُم أحياء..
فهذهِ القضيّة ليستْ جديدةً على خطِّ الإرهاب المُمتَدِّ مِن يومِ شهادةِ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ" بالسُمّ وإلى يومِنا هذا، وإلى يومِ ظُهورِ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه"
هُناك روايةٌ أُخرى يَصِفُ فيها سيّدُ الأوصياءِ السُفياني، فيقول:
(يخرجُ ابنُ آكلةِ الأكباد مِن الوادي اليابس، وهُو رجلٌ ربعة، وحشُ الوجه، ضَخِمُ الهامة، بوجهِهِ أثرُ الجدري ، إذا رأيتَهُ حسبْتَهُ أعور ، اسمُهُ عثمان وأبوه عنبسة، وهو مِن وُلْد أبي سفيان حتّى يأتي أرضَ "قرارٍ ومعين"-إنّها دمشق - فيستوي على منبرها)
• قوله: (يخرجُ ابنُ آكلةِ الأكباد مِن الوادي اليابس) يعني مِن نسلِ بني أُميّة.. والمُراد مِن الوادي اليابس: بلاد الشام،
• قوله: (وهو رجلٌ ربعة) يعني ليس بالطويلِ ولا بالقصير
• قوله: (وحشُ الوجه) أي أنّ مَن ينظرُ إليهِ يستوحش.. أو أنّ المرادَ بأنَّ في وجهِهِ مِن السماتِ ومِن الصفاتِ التي تُشعِرُ الناظرَ إليهِ وكأنّهُ وحش، ولرُبّما أُريدَ القباحة، بأنّهُ قبيحٌ، بشِعُ المنظر.
• قوله: (إذا رأيتَهُ حسبْتَهُ أعور) هو ليس أعور.. ولكن هُناك أثرٌ في عينهِ.. هذا الأثرُ الموجود في عينِهِ يجعلُ الناظر إذا نَظَرَ إليهِ يحسَبُهُ أعور
• قولِهِ: (اسمُهُ عثمان وأبوهُ عنبسة) يعني أنّهُ مِن وُلد أبي سُفيان.. مع مُلاحظة أنّ أهلَ البيتِ لا يُريدونَ مِنّا التركيزَ كثيراً على اسمهِ هذا.. كما تُشيرُ هذهِ الرواية:
(عن عبد الله بن أبي منصور، قال: سألتُ أبا عبدالله "الصادق عليه السلام" عن اسْمِ السُفياني، فقال: وما تصنعُ باسْمِهِ؟!
إذا مَلَكَ كُنوزَ الشامِ الخَمْس: دِمشق وحِمْص وفلسطين والأردن وقلَنسرين، فتوقّعوا عند ذلك الفرج، فقِيل له: يَملكُ تِسعة أشهُر؟ قال الإمام: لا، ولكن يَملكُ ثمانية أشهر لا يزيدُ يوماً)
[غيبة النعماني]
فالإمامُ قال لهُ: (وما تصنعُ باسْمِهِ؟) لأنّهُ لَرُبّما يكونُ هذا الإسم (عُثمان ابنُ عنبسة) اسْماُ سِرّياً يَعْرِفُهُ هو وعائلتُهُ فقط.. بينما حينما يخرجُ على الناسِ فإنّهُ يخرجُ بإسْمٍ آخر.. وبالتالي نحتاجُ إلى بحثٍ عن مَعرفةِ اسمِهِ السِرِّي
•قوله: (إذا مَلَكَ كُنوز الشام الخَمْس: دِمشق وحمْص وفِلسطِين والأردن وقُلنَسرين) الإمامُ يتحدّثُ بلسان عصرهِ، فبلاد الشام كانت تُطلَقُ على هذهِ العناوين في ذاك الزمان، أمّا قُلنَسرين فلا وجودَ لها الآن في زماننا هذا.. وإنّما تُوجد آثارٌ لها قُرْب مدينةِ حلب
• قوله: (يَملكُ ثمانية أشهر لا يزيدُ يوماً) الإمام هُنا يتحدّث عن سيطرة السُفياني على الشام تكون بهذه المُدّة ثمانية أشهر.. أمّا مُدّةُ حُكمِهِ فهي ما بين التسعة أشهر إلى سنة، ولا يزيد عن السنة.
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
وقفة عند أوصافِ السُفياني في حديثِ العِترة الطاهرة
يقولُ إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّكَ لو رأيتَ السفياني رأيتَ أخبثَ الناس: أشقر أحمر أزرق ، يقول: يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ.. ثُمَّ للنار، ولقد بلَغَ مِن خُبْثِهِ أنّهُ يدفنُ أُمَّ وَلَدٍ لهُ وهي حيّةٌ مَخافةَ أن تدُلَّ عليه)
[كمال الدين]
〰〰〰〰〰
قوله: (أشقر أحمر أزرق) إمّا أن يكون المُراد مِن هذا التعدُّد في الألوانِ هو إشارةٌ إلى تقلّبهِ.. يعني أنّهُ شخصٌ مُتلوِّن، يتلوّنُ تلوُّنَ الحرباء.. يعني مُنافق بامتياز، يظهرُ بأوجهٍ مُتعدّدة..
وقد يُرادُ مِن هذهِ الألوان إشارة إلى أوصافِهِ الجسديّة.. وعادةً الأشقر يكونُ وصْفاً للشعر، والأحمر رُبّما يكونُ وصْفاً للبشرة، والأزرقُ قد يكونُ وصْفاً للبشرة أو يكون وصْفاً للعيون.
أمّا قول السفياني: (يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ ثُمَّ للنار) يعني أنّهُ يحملُ شِعارات دينيّة.. ولكنّ نهايتَها إلى النار.
تماماً مِثلما كان أعداءُ الأئمة يحملونَ شعاراتٍ دِينيّة
أليس عُمر بن سعد "عليهِ الَّلعنَـةُ" كان يقول: (يا خيلَ اللهِ اركبي وبالجنّةِ أبشري ودُوسي صدر الحُسين)!
فهو يذكر الله ويذكرُ الجنّة، ويذكر القرآن.. ولكنّها شِعارات زائفة نهايتُها النار.
قولهِ: (ولقد بلغ مِن خُبثهِ أنّهُ يدفنُ أُمَّ ولدٍ لهُ وهي حيّةٌ مَخافةَ أن تدُلَّ عليه)
المُراد مِن "أُمِّ ولد" قد تكونُ جاريةً لهُ، بحَسَب المُصطلَح القديم المُتعارف أنّ الإنسان حين يشتري جاريةً وتكونُ بينهُ وبين جاريتِهِ علاقة خاصّة فيُنجب مِنها ولد.. فإنّهُ يُقال لهذهِ الجارية "أُمُّ ولد"، ولها أحكام خاصّة في الشريعة..
مثلاً إذا ماتَ هذا الرجل فحينئذٍ تُدفَعُ قيمةُ هذهِ الجارية مِن حِصّةِ ميراثِ وَلَدِها وتُعتَق، أي تكونُ حُرّةً بعد ذلك.
ولكن في زمانِنا هذا قد يُراد مِن الجارية ربّما سكرتيرة أو مُديرةَ أعمال مُوظّفة لديه..
أو ربّما تكون "أُمّ وَلَدٍ" هذهِ زوجةً لهُ ولكنّها زوجةٌ لهُ بالسِرّ وليس بالعَلَن، ولذلك عُبِّرَ عنها بأنّها "أُمُّ وَلَد".. وإلّا لو كانتْ زوجتُهُ علنيّةً لقالت الرواية: يدفنُ زوجتَهُ.
أمّا دفنُهُ لها وهي حيّةٌ مَخافةَ أن تدُلَّ عليه..
فالمُراد: أنّهُ يدفنُها حيّةً مَخافةَ أن تكشفَ أسرارَهُ، فهو في غايةِ السِرّيّةِ والكتمان
وهو رجلُ دينٍ يلهجُ بذكْرِ الله كما تُشير الرواية..
علماً أنّهُ ليسَ بغريبٍ أن يدفُنَ السُفياني أُمّ وَلَدِهِ حيّةً.. فلقد دفنَ الأمويّوينَ الكثيرَ مِن الناسِ أحياء.. فقد فَعَلَها الحجّاجُ وغيرُ الحجّاج
ولقد دفنَ العباسيّون الكثيرَ مِن العلويّين ومِن شيعةِ أهلِ البيت أحياء، وكذلكَ البعثيّون في العراق.. فقد دفنَ صدّامُ الكثيرَ مِن أولادِ رسولِ اللهِ مِن العَلَويّين والكثير مِن أتباع أهلِ البيت دَفَنَهُم أحياء..
فهذهِ القضيّة ليستْ جديدةً على خطِّ الإرهاب المُمتَدِّ مِن يومِ شهادةِ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ" بالسُمّ وإلى يومِنا هذا، وإلى يومِ ظُهورِ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه"
هُناك روايةٌ أُخرى يَصِفُ فيها سيّدُ الأوصياءِ السُفياني، فيقول:
(يخرجُ ابنُ آكلةِ الأكباد مِن الوادي اليابس، وهُو رجلٌ ربعة، وحشُ الوجه، ضَخِمُ الهامة، بوجهِهِ أثرُ الجدري ، إذا رأيتَهُ حسبْتَهُ أعور ، اسمُهُ عثمان وأبوه عنبسة، وهو مِن وُلْد أبي سفيان حتّى يأتي أرضَ "قرارٍ ومعين"-إنّها دمشق - فيستوي على منبرها)
• قوله: (يخرجُ ابنُ آكلةِ الأكباد مِن الوادي اليابس) يعني مِن نسلِ بني أُميّة.. والمُراد مِن الوادي اليابس: بلاد الشام،
• قوله: (وهو رجلٌ ربعة) يعني ليس بالطويلِ ولا بالقصير
• قوله: (وحشُ الوجه) أي أنّ مَن ينظرُ إليهِ يستوحش.. أو أنّ المرادَ بأنَّ في وجهِهِ مِن السماتِ ومِن الصفاتِ التي تُشعِرُ الناظرَ إليهِ وكأنّهُ وحش، ولرُبّما أُريدَ القباحة، بأنّهُ قبيحٌ، بشِعُ المنظر.
• قوله: (إذا رأيتَهُ حسبْتَهُ أعور) هو ليس أعور.. ولكن هُناك أثرٌ في عينهِ.. هذا الأثرُ الموجود في عينِهِ يجعلُ الناظر إذا نَظَرَ إليهِ يحسَبُهُ أعور
• قولِهِ: (اسمُهُ عثمان وأبوهُ عنبسة) يعني أنّهُ مِن وُلد أبي سُفيان.. مع مُلاحظة أنّ أهلَ البيتِ لا يُريدونَ مِنّا التركيزَ كثيراً على اسمهِ هذا.. كما تُشيرُ هذهِ الرواية:
(عن عبد الله بن أبي منصور، قال: سألتُ أبا عبدالله "الصادق عليه السلام" عن اسْمِ السُفياني، فقال: وما تصنعُ باسْمِهِ؟!
إذا مَلَكَ كُنوزَ الشامِ الخَمْس: دِمشق وحِمْص وفلسطين والأردن وقلَنسرين، فتوقّعوا عند ذلك الفرج، فقِيل له: يَملكُ تِسعة أشهُر؟ قال الإمام: لا، ولكن يَملكُ ثمانية أشهر لا يزيدُ يوماً)
[غيبة النعماني]
فالإمامُ قال لهُ: (وما تصنعُ باسْمِهِ؟) لأنّهُ لَرُبّما يكونُ هذا الإسم (عُثمان ابنُ عنبسة) اسْماُ سِرّياً يَعْرِفُهُ هو وعائلتُهُ فقط.. بينما حينما يخرجُ على الناسِ فإنّهُ يخرجُ بإسْمٍ آخر.. وبالتالي نحتاجُ إلى بحثٍ عن مَعرفةِ اسمِهِ السِرِّي
•قوله: (إذا مَلَكَ كُنوز الشام الخَمْس: دِمشق وحمْص وفِلسطِين والأردن وقُلنَسرين) الإمامُ يتحدّثُ بلسان عصرهِ، فبلاد الشام كانت تُطلَقُ على هذهِ العناوين في ذاك الزمان، أمّا قُلنَسرين فلا وجودَ لها الآن في زماننا هذا.. وإنّما تُوجد آثارٌ لها قُرْب مدينةِ حلب
• قوله: (يَملكُ ثمانية أشهر لا يزيدُ يوماً) الإمام هُنا يتحدّث عن سيطرة السُفياني على الشام تكون بهذه المُدّة ثمانية أشهر.. أمّا مُدّةُ حُكمِهِ فهي ما بين التسعة أشهر إلى سنة، ولا يزيد عن السنة.