علينا أن نلتفت ونُلفت انتباه الآخرين إلى أنّ أهداف عاشوراء، وما تتضمّنه الشعائر الحسينية من أسرار، ليست هي إلّا ما نادى به الإسلام من الشعارات والأهداف التي جاءت بها رسالة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فلا ينبغي أن يتّخذ البحث طريقاً يوحي بأنّ الشعائر الحسينية شيء غير الإسلام الحقيقي، فالمهم هو عرض هذه الشعائر على أنّها شعائر ساهمت مساهمة فعّالة في حفظ الإسلام الحقيقي وعدم ضياعه في ظلّ الحكومات الفاسقة والظالمة كدولة بني أُمية. وبعبارة أُخرى: علينا ـ في الدرجة الأُولى ـ أن نفهم أنّ عاشور تمثّل حركة لإحياء الإسلام الحقيقي: إسلام العدالة والدفاع عن المحرومين والضعفاء، الذين يرزحون تحت السلطة الفكرية لمحرِّفي الدين، والذين يريدون للشعوب المستضعفة الابتعاد عن الإسلام، إنّ خطاب عاشوراء هو خطاب التوحيد والنبوّة والمعاد وإحياء الشريعة الأصيلة، والرجوع إلى التعاليم الدينية المستوحاة من القرآن الكريم والعترة الطاهرة. وهناك نقطة مهمة أُخرى وهي: أنّ الشعائر الحسينية ـ خصوصاً تلك المتعلقة بالمجالس الحسينية ـ تُقدّم فرصة بالغة الأهمّية للعلماء، يمكن استثمارها لتعليم الناس مبادئ دينهم وتوعيتهم، وهذه الفرصة مهمّة جداً، يمكننا الاستفادة منها بالشكل الصحيح لهداية الأُمّة وإيصالها ـ عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) ـ إلى الإسلام المحمدي الأصيل. وهنا لا بدّ من العمل بشكل دقيق؛ لوضع معايير وموازين تمكّن أفراداً يمتلكون وعياً دينياً واجتماعياً لارتقاء المنابر الحسينية.
منقووووووول
منقووووووول
تعليق