اللهم صل على محمد وآل محمد
هل أمعنت النظر إلى الجمل ورأيته من أبدع المخلوقات؟
إنّه أعجوبة في الهندسة التشريحيّة فالجمل يعدّ وسيلة لا تقدّر بثمن في المناطق القاحلة المنبسطة التي تغطي سدس مساحة اليابسة والتي تستعصي على أقوى المركبات وفي العالم ما يزيد على ١٥ مليون من الجمال تزداد باستمرار فكلّ مافي الجمل متقن الإبداع للتّكيّف مع بيئته القاسية فعينه لها رموش كثيفة مزدوجة تحجب عنها رمال الصحراء المتطايرة وتتميّز بقدرتها على التكبير والتقريب، فهي تريه البعيد قريباً والصغير كبيراً وهذا سرّ انقياده لطفل صغير أو لدابّة ضعيفة قال سبحانه (وذللناها لهم فمنها رَكوبهم ومنها يأكلون) وفي إمكان الجمل إغلاق أذنيه ومنخريه للغاية نفسها. أمّا أخفافه الضخمة فهي تسهِّل له الحركة على الرمال من غير أن يغرز فيه، وشفتا الجمل مطّاطيتان قاسيتان تلتهمان الأشواك الحادّة وهما فعّالتان في تجميع الطعام والأشواك حيث لايفقد الجمل أيّ رطوبة بمدّ لسانه إلى الخارج.
ومن أبرز مزايا الجمل قلّة حاجته إلى الماء ومع أنّه يمكنه أن يشرب مايملأ حوض استحمام لكنّه يستطيع أن يستغني عن الماء كليّاً عشرات الأيّام بل بضعة أشهر حيث يستطيع في حالات طارئة أن يأخذ مايحتاج من الماء من أنسجة جسمه فيخسر ربع وزنه من غير أن يضعف عن الحركة وفي السنام يخزّن الجمل من الشحم ما يعادل خمس وزنه ومنه يسحب مايحتاج إليه من غذاء أن لم يجد طعاماً ويزيد متوسط عمر الجمل على أربعين عاماً ولا يسلس قياد الجمل إلّا إذا عومل بمودّة وعطف وفي هذا عبرة لبني البشر.
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).
------------------------------
من آيات الله في الكون. د نابلسي