اللهم صل على محمد وآل محمد
هل تعلم ما الحكمة من الذبح الشرعي بقطع أوداج الدابة دون قطع رأسها؟
وجّه النبيّ(ص) أصحابه عند ذبح الدابّة بقطع الأوداج مع بقاء الرأس معلّقاً . ما معطيات العلم في ذلك؟
اكتشف أخيراً قبل بضعة عقودٍ من الزمن أنّ القلبَ -قلبَ الإنسان وقلبَ الذبيحة-ينبض بتنبيه ذاتي يأتيه من مركز كهربائيٍّ في القلب ومع هذا المركز الأوّل مركزان كهربائيان احتياطيان لهذا المركز، يعمل الثاني عند تعطُّل الأوّل ويعمل الثالث عند تعطُّل الثاني ولكنَّ هذا التنبيهَ الذاتيَّ الذي يأتي من القلب يعطي النبض الطبيعي (٨٠) نبضة في الدقيقة؛ ليس غير) أمّا حينما يواجه الكائن خطراً ويحتاج إلى مئة وثمانين نبضة في الدقيقة لتسرُّعِ الدم في الأوعية وليرتفع الجهد العضلي بزيادة إمداده بالدم فلا بدّ عندئذٍ من أن يأتيَ أمرٌ استثنائيٌّ كهربائيٌّ هرمونيٌّ من الغدَّة النخاميّة في الدماغ إلى الكظرِ ثمَّ إلى القلب وهذا يقتضي أن يبقى رأسُ الدابةِ متّصلاً بجسمها حتى يُفعل الأمر الاستثنائيُّ برفع النبض.
إنّ نبضات القلب الاستثنائية بعد الذبح -من خلال وجود علاقة بين المخ والقلب- تدفع الدم كلَّه إلى خارج الجسم، فيصير الحيوان المذبوح طاهراً ورديَّ اللون؛ ومعلوم أنّ مهمّة القلب عند ذبح الحيوان هي إخراج الدم كلّه من جسم الدابّة والنبض الطبيعي لا يكفي لإخراج الدم كلّه من جسم الذبيحة فإذا *قطع* رأس الذبيحة بالكامل *حُرِمَ* القلب من التنبيه الاستثنائي الكهربائي الهرموني الذي يسهم في *إخراج* الدم كلّه من الذبيحة، عندئذ يبقى دمُ الدابّةِ فيها؛ ولا يخفى مافي ذلك من أذى يصيب آكلي هذه الذبيحة؛ فإذا بقي دم الدابة فيها كان خطراً على صحة الإنسان، لأنّ الدم في أثناء حياة الدابة يصفّى عن طريق الرئتين والكليتن والتعرّق. أمّا بعد الذبح فيصبح الدم بيئة صالحة لنموِّ الجراثيم الفتّاكة حيث تسري الحموضُ السامَّةُ التي تؤذي الإنسان بوجودها في جسم الحيوان، وبهذا يتسمَّم اللحم كلّه
وبوجود حمض البول في الدم، وبوجود الدم في اللحم، يسري هذا كلُّه إلى آكل هذه الذبيحة فيعاني آكلها آلاماً في المفاصل لترسّب حمض البول بها، وتذكية الذبيحة تطهيرها بخروج الدم منها، ولايخرج الدم كلّه من الذبيحة إلّا إذا بقي الرأس متصلاً بالذبيحة.
فمن أنبأ النبيّ بهذا؟ قال تعالى: (ولاينبئك مثل خبير) ١٤فاطر.
من آيات الله في الآفاق