بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع كل مسالة صادقة وحقيقية لايمكن ان تكون متضاربة فيما بينها ولايمكن ان تناقض نفسها لان للحق اتجاه واحد وان للباطل عدة اوجه؟
ولا يمكن ان ننسب الأوجه المتضاربة فيما بينها الى الله ورسوله والعياذ بالله لانه لايمكن ان يختلف كلام الله ورسوله بدليل ما قاله الله تعالى { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} اذن فمن كان من عند الله لا يوجد فيه اختلافا وانما الاختلاف هو صنيعة الأخرين الذين لم يلتزموا بقول الله ورسوله .؟
بعد هذه المقدمة نأتي إلى اهم المسائل التي وقع فيها الاختلاف بين علماء السنة انفسهم ألا وهي مسالة الإمامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله )
فيذكر البخاري وغيره بان الخلفاء والأمراء بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) اثنا عشر أميرا (وكلهم من قريش )
بدليل
6796- حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال :سمعت النبي (صلى الله عليه و سلم )يقول ( يكون اثنا عشر أميرا ) فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال ( كلهم من قريش )
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة .
باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش رقم 1821
( يكون اثنا عشر أميرا ) أي تجتمع عليهم الأمة؟ ويكون الدين وأهله في زمانهم عزيزا منيعا.
وروى مسلم في صحيحة ج3 ص 1452
باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش
- ( 1821 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة ) قال ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي ما قال ؟ فقال ( كلهم من قريش )
وروى ايضا مسلم في صحيحه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول ( لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
فهذه الروايات صريحة بان الخلفاء اثنا عشر خليفة و يكون الدين بهم عزيزا ومنيعا الى قيام الساعة وانهم من قريش حصرا .
ولكن حينما نأتي الى الواقع ونراجع بقية الروايات فنجد ان الأمراء والخلفاء الذين تسلموا زمام الأمور بان بعضهم ليس من قريش وان عددهم فاق ذلك بكثير وان في حكم اغلبهم لم يكن الدين منيعا ولا عزيزاً ثم لو رجعنا الى بقية الروايات فنجد هناك مايخالف هذه الروايات بدليل
قول الأنصار حينما دار بينهم نزاع على الخلافة بينهم وبين المهاجرين في يوم السقيفة وقالوا كما يروي البخاري قالوا (منا أمير ومنكم أمير) فلو لم يكن الأنصار يعرفون أنه يجوز أن يتولى الإمامة والخلافة غير قرشي لما قالوا ذلك.
ثانياً :اخرج البخاري أيضا في صحيحه من حديث أنس بن مالك انه قال: قال رسوا الله ( صلى الله عليه وسلم ) ((اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة)) ؟؟ فالحديث أوجب الطاعة لكل إمام وإن كان عبدًا، فدل على عدم اشتراط القرشية؟ وفي الاحاديث السابقة يشترط القرشية !!.
ثالثاً ماقاله عمر بن الخطاب: (إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حيّ استخلفته... فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل) ؟ والمعروف أن معاذ بن جبل أنصاري لا نسب له في قريش ؟كما روي عنه أنه قال: (لو أدركني أحد رجلين، ثم جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به: سالم مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجراح)
فكيف نجمع بين كلام رسول الله الذي يقول كلهم من قريش وبين وبين هذه الروايات التي لاتشرط ان يكون خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله )من قريش وكلها من صحاح أهل السنة.
ثم لو سألنا علماء أهل السنة عن مصاديق الاثنا عشر خليفة الذين اوصى بهم رسول الله (صلى الله عليه واله) والذين اعطى مواصفاتهم لما أرشدونا الى جواب ؟
وكانما رسول الله (صلى الله عليه واله) يتكلم بكلام ليس له حقيقة والعياذ بالله ونسوا انه { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
وفي هذا الاختلاف والتضارب أكيد هناك حقيقة مغيبة عن الأخرين وان حب الرياسة وحب الدنيا جعلهم ينسون كلام الله ورسوله في خلفاء رسول الله الواقعين لذلك أقصوهم عن مكانتهم واخذوا يضعون الاحاديث التي تعطيهم الصبغة المصطنعة .
ومن أراد معرفة منهم خلفاء رسول الله الذين أوصى الجميع بالرجوع اليهم وانهم كلهم من قريش وانهم كنقباء بني إسرائيل فعليه قراءة حديث الثقلين المتواتر الذي يقول (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) بإنصاف لكي يهتدي الى السراط المستقيم ولكي يمتثل له رب العالمين ولرسوله الامين .
والذين هم علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين الذين اسماهم رسول الله واحد تلو الأخر إلى الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .
تعليق