تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
من سنن النبيّ(ص) إنهارُ الدمِ وفري الأوداج إذ لابدّ أن يخرج هذا الدم الذي يحمل كلّ عوامل المرض من جسم الدابَّة، فقد قال العلماء :
إنّ الدابة التي تحتجز الدم في أنسجتها يميل لونها إلى اللون الأزرق، وإذا بقي هذا الدمُ في النسيج العضليِّ تحلل وتخرج منه حموض تؤدّي إلى تيبُّسِ اللحم وتصلُّبِهِ، وبعد ساعات ثلاث تنفرد الجراثيم الهوائيّة واللا هوائيّة بإفساد هذه النُّسُجِ اللحميّة التي بقي الدّم فيها وهذا التفاعل تنتج عنه مركّباتٌ كريهة الرائحة سامّة التأثير وينتفخ اللحم بالغازات المتولِّدةِ.
ومن هنا كانت حكمة ربّنا عزّ وجل بأن حرّم علينا أكل المنخنقة (خنق) والموقوذة (تضرب حتى الموت) والمتردّيةِ (تردّت من مكان عالٍ) والنطيحة (تنطحها أخرى فتموت) وما أكل السَّبُعُ ففي هذه الحالات كلّها يبقى الدم في بدنِ الدابةِ؛ والدمُ فيه
كلُّ عوامل المرض وعوامل التفسخِ، وعوامل التصلبِ، وعوامل الإنتفاخ، فلا بدّ أن يكون اللحم مذبوحاً بالطريقة الشرعيّةِ.
ولكنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم استثنى السمك من شرط إنهارِ الدم، وقد يسأل سائل: ما بالُ السمك نأكله ميتاً ؟ وهل دمُ السمكِ غيرُ دمِ الدواب الأخرى؟
يجيب العلماء عن هذا التساؤل :
بأنّ للسمك خاصّة أودعها الله فيه، وهي أنّ السمكة إذا اصطيدت وخرجت من الماء وفارقت الحياة فسوف يجتمع دمُها كلُّه في غلاصمها وكأنّها ذبحت لذلك فأنت تميّز السمك الذي صيد حديثاً من القديم بالنظر لغلاصمه فإذا كانت ممتلئة بالدم الأحمر فإنّ السمك طازج، وإذا كانت الغلاصم ذا لونٍ أزرق فقد مضى وقت على صيدها
لذلك استثنى النبيّ (ص) تناول السمك.
وأمرنا بهذه السنن لأنّها تنطوي على حكمة يكشف العلم شيئاً فشيئاً عن أبعادها
(وما ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى)
من آيات الله في الآفاق.