تويت
- كان هناك ملك من الملوك عنده بنت واحدة فقط وهي الأميرة الشابة كوهرشاد
- هذه البنت كانت جميلة جداً وفي نفس الوقت كانت متدينه خلوقة ومؤمنه تخاف الله تعالى
- كان عندها عقد( قلاده) من ذهب ثمين جداً فوهبته لله وتبرعت به وقالت خذوا هذا العقد وبيعوه وأبنوا بماله مسجداً ،
- فأخذ مساعدو الملك هذه الأموال وبنوا به مسجداً كبيرا وجميلا جداً فقالت الاميرة كوهرشاد لحراسها :
- أريد أن أذهب وأرى المسجد فاذهبوا وأخلوا المسجد من الناس والعمال لكي أدخل وأطّلِع على البناء والعمل، فخرج الناس والعمال كلهم ،
- ولكن أحد العمال كان يعمل في مكان مرتفع فوق البناء ولم يره الحراس فبقيَ فوق، ودخلت الاميرة كوهرشاد للمسجد ورفعت الحجاب عن وجهها وأخذت تنظر للمسجد،
- فرأى هذا العامل بنت الملك وجمالها فأحبها ، وأثر ذلك في قلبه فرجع الى البيت وأصابه بسبب ذلك الحب المرض والضيق وبقيَ طريح الفراش..
- وكان هذا شاب يتيم الأب وعنده أم عجوز فسألته أمه بحزن :
- ما بكَ ياولدي لما حالك هكذا؟
- فقال : يا أمي أنا رأيت بنت الملك فأحببتها وأريدها فإذا صارت من نصيبي فحالتي تتحسن وإلا أنا سأموت
- وكانت الأم متعلقة بإبنها الوحيد وتريد له السعادة ؛ ففكرت ماذا تفعل؟
- فما كان منها الا أن قامت وهي آيّسة وذهبت للاميرة كوهرشاد يوم الجمعة حيث أنها في هذا اليوم كانت تجلس في قصرها ونساء المدينة يأتين لزيارتها ويطلبن المساعدة منها.
- فدخلت العجوز وجلست عند الأميرة وأخذت تتوسل الى الله بأن يساعدها
- ثم طلبت بقلب منكسر من الله وقالت يا رب العالمين أنا أريد ولدي ولا أريده أن يموت وهو ولدي الوحيد ، فأسألك يارب ان تُهيئ لي الأسباب…
- وكان النساء كل واحده تقدم طلبها وتنال ما تحب من الاميرة كوهرشاد وتخرَج.
- ولكن بقيت هذه العجوز وحدها فجاءت للأميرة كوهرشاد وقالت لها :
- يا بنت الملك أنا عندي حاجة ولا أتصور أنك تستطيعين قضاءها لي!
- فقالت الاميرة: قولي ماذا عندك؟!
- فقالت العجوز: إبني شاب عامل بناء وفي يوم من الأيام رآكِ وأحبك ويريد الزواج منك وهو الآن مريض وأخشى عليه من الموت
- فأخذت وصيفات الملكه وخادماتها يضحكن ويسخرنّ من الأم العجوز
- فقالت الاميرة : أنا موافقة
- فقالت العجوز : موافقة!!!
- قالت الأميرة كوهرشاد: نعم موافقة هل أبنكِ شاب مؤمن!
- فقالت العجوز: نعم وما هو مهرك يا سمو الأميرة؟! وبنات الملوك يطلبن المهر أطنانّ من الذهب واللؤلؤ والقصور وغير ذلك
- قالت الاميرة : مهري هو أن يُصلي أبنك أربعين ليلة صلاة الوتر بالليل ..
- وصلاة الليل ليست صلاة واجبة. صلاة مستحبة يقوم نصف الليل ويصلي لربهِ ركعات لمدة أربعين ليلة.
- فقالت العجوز للأميرة كوهرشاد: هذا مهرك فقط!
- قالت : نعم فقط ذلك وأنا أتكفل بكل شيء وأعطيه أموال كثيرة وكل ما يحتاج وأجعله صهراً للملك.
- رجعت الأم فرِحة للبيت وجاءت لأبنها المريض في الفراش
- فقال لها: بشريني يا أمي ماذا قالت لك بنت الملك؟
فقالت : أبشر ياولدي وافقت بنت الملك..
- فقال :ماهو مهرها وتصور بأنه مجموعة من المجوهرات لكي يعمل ويجمعها
- فقالت له أمه : الاميرة تقول مهري أربعين ليلة تقوم وتُصلي صلاة الليل
- قال : فقط هذا!
- قالت أمه : نعم
- قال : انا سأصلي صلاة الليل
- فقام أول ليلة وصلى لكن فكره عند جمال بنت الملك وحسنها
- وفي الليلة الثانية والثالثة والرابعةلكن في كل ليلة كان يتقرب أكثر إلى الله تعالى إلى أن أكمل الأربعين ليلة
- فرأى أنه صار لا يشتاق للاميرة كوهرشاد لأنه دخل عشق ثان في قلبه وهو حب الله.
- بعد مدة أرسلت الأميرة إليه قائلة : لماذا تأخرتم ولم تأتوا
-فقالت أمه : هيا يابني لنذهب ونخطب لكَ بنت الملك ماذا تنتظر!
- فقال لا يا أمي لاحاجه لي بها !!!
- أنا كنت أحبها لأني كنت لا أعرف حب الله تعالى
- الآن أنا أحببت خالق هذه المرأة فما قيمة أمرأة جميلة أمام عظمة وحب الله تعالى فأنا لا أريدُها
- وصل الخبر للأميرة كوهرشاد بنت الملك فقالت :
- كنت أعلم بذلك. اعلم ان الإنسان أذا صلى صلاة الليل أربعين ليلة أغناه الله تعالى عن كُل البشر وعن الدنيا وما فيها
- فأنا رأيت إذا رفضت هذا الشاب لعله يتألم أو يموت لذلك طلبت منه ذلك الطلب وكنت متأكده أنه سيرجع بنفسه٠
- والحقيقه نحن نعشق الدنيا والمظاهر المادية لأنهُ خلت قلوبنا من حب الله تعالى فأحببنا غيره فينبغي علينا أن ندعوا الله تعالى أن يملأ قلوبنا بحبه ونحاول قدر الأمكان ونضغط على أنفسنا للقيام في جوف الليل ونختلي بمعشوقنا وحبيبنا الذي لا ينسانا ابداً وهو الله سبحانه وتعالى
- اللهم أرزقنا حبك وحُب من يحبُك وحُب كلِ عمل يوصلُنا الى قربُك.
✨ ملاحظة و معلومة:
كَُوهرشاد هو الآن أحد أروقة حرم الإمام الرضا عليه السلام ويُعرف بمسجد كَُوهر شاد يُصلي فيه الزائرين كلما قصدو زيارة حرم ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وما كان لله عزوجل و ينمو....
«〰️📚🍃»