إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام

    أمّها فاطمة الزهراء. وبحسب بعض الروايات إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) سمّاها زينب، وذكر أنها كانت تعلّم النساء تفسير القرآن وذلك في فترة خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة. شاركت أخاها الحسين في واقعة الطف، وكان لها دور بارز في أحداثها، وقد سيقت هي وسائر الأرامل والأيتام بعد العاشر من المحرم سبايا إلى الكوفة حيث ألقت خطبتها الشهيرة هناك، ومن ثم سيقت إلى الشام، فألقت خطبة أخرى في الشام أيضاً، وبحسب المحللين كان لخطبتها دورٌ كبير في بقاء الثّورة الحسينيّة وتحقّق أهدافها وفضح السلطة الأموية. وقد لُقّبت بأم المصائب لما رأت من مصائب في حياتها.

    توفّيت
    سنة 62 للهجرة، ودفنت في مدينة دمشق. وهناك رأيان آخران: أحدهما أنها توفّيت في القاهرة، ودفنت هناك سنة 64 للهجرة. والآخر يرى أنها
    هي زينب بنت
    أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أمّها السيدة فاطمة الزهراء.[1]

    وفي معنى كلمة زينب أقوال، أهمها: اسم شجر حَسَنُ المَنْظَر، طَيِّبُ الرائحة.[2] وقد ورد أيضا أن أصلها زين أب.[3]

    ورد في بعض المصادر المعاصرة أنه لمّا ولدت جاءت بها أمّها الزهراء إلى أمير المؤمنين، وقالت له: سمّ هذه المولودة، فقال ما كنت لأسبق رسول الله وكان في سفر له، ولمّا جاء النبي سأله أمير المؤمنين ان یسمّیها، فقال: ما كنت لأسبق ربّي تعالى، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل، وقال له: سمّ هذه المولودة (زينب)؛ فقد اختار الله لها هذا الاسم.[4]
    ألقابها
    لقّبت السيدة زينب بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها، منها: عقيلة
    بني هاشم، والعالمة غير المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الحسين، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الحسين[5] وأم المصائب.[6]

    وتكنّى بأم كلثوم.[7]
    ولدت السيدة زينب في المدينة المنورة في 5 جمادى الأولى، سنة 5 أو 6 من الهجرة النبوية،[8] وتوفيت (ع) يوم الأحد 15 رجب سنة 62 هـ،[9] وفي خبر آخر يوم 14 رجب.[10]

    لمّا بَلَغت السيدة زينب الكبرى مَبلَغ النساء، خطَبَها ـ فيمَن خطَبَها ـ ابنُ عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وكان الإمام أمير المؤمنين يَرغَبُ أن يزوّج بناته من أبناء عُمومتهنّ أولاد عقيل وأولاد جعفر، ولعلّ السبب في ذلك هو كلام رسول الله ـ حينَ نظر إلى أولاد الإمام علي وأولاد جعفر بن أبي طالب ـ فقال: «بَناتُنا لبَنينا، وبَنونا لبَناتنا». وحصلت الموافقة على الزواج.

    وأنجبت زينب علياً، و
    عوناً، وعباساً، ومحمداً، وبنتاً اسمها أمّ كلثوم.[11]
    خصالها، فضائلها ومناقبها
    تلقّت علمها ، من أمّها فاطمة الزهراء ، وقد طوت عمراً من الدهر مع الإمامين السبطين (عليهما السلام).
    [12]

    ويشهد بذلك وبتبحرها في آيات القرآن الكريم خطبها وكلماتها في الكوفة وفي مجلس عبيد الله بن زياد وفي قصر يزيد بن معاوية في الشام، مضافاً إلى الأحاديث التي روتها عن أبيها أمير المؤمنين وأمّها فاطمة الزهراء (ع).[13] وكانت (عليها السلام) تعقد مجالس التفسير وبيان معاني القرآن للنساء في الكوفة إبّان حكم أبيها.[14]
    روى عنها الحديث كل من عبدالله بن عباس، ومحمد بن عمرو، وعطاء بن السائب وفاطمة بنت الحسين وغيرهم.[15] وروت هي عن المعصومين (ع) وفي موضوعات مختلفة منها: منزلة ومكانة الشيعة ومحبي آل محمد، قضية فدك، حقوق الجار، البعثة وغيرها.
    بل كانت على معرفة بالوقائع والأحداث التي جرت عليها في المستقبل، وقد أخبرها بذلك أبوها أمير المؤمنين .
    [16]

    وأما عبادتها فهي تالية أمّها الزهراء . كانت تقضي عامّة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن، فكانت زينب من عابدات نساء المسلمين ولقبت بعابدة آل محمد،[17] فلم تترك نافلة من النوافل الیومیة إلّا أتت بها، ويقول بعض الرواة: إنها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من محرم. وقالت فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام) وأمّا عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة في محرابها، تستغيث إلى ربها، فما هدأت لنا عين، ولا سكنت لنا رنّة.[18]

    وروي لشدة انقطاعها إلى الله تعالى وعبادتها له أن الحسين لمّا ودّعها (ع) وداعه الأخير قال لها: «يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل».[19]
    وردت فی بعض المصادر التي تعرضت لحياة السيدة زينب نماذج من عفافها وحجابها، فكانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله خرج معها أبوها الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخواها الحسنان، الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها، ويبادر الإمام أمير المؤمنين إلى إخماد ضوء القناديل التي على المرقد المعظّم، فسأله الإمام الحسن عن ذلك، فقال له: «أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك الحوراء».[20]

    وحدّث يحيى المازني قال: «كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدّة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً».[21]
    كانت المثال الأوحد في الصبر والاستقامة، قابلت ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود بصبر يذهل كل كائن حي، حتى أنها حينما وقفت على جسد أخيها الحسين في تلك الظروف العصيبة والمواقف المؤلمة بسطت يديها تحت بدنه المقدس، ورفعته نحو السماء، وقالت: «إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان».[22] وصمدت السيدة زينب (ع) أمام تلك العاصفة الهوجاء والمصيبة الكبرى رغم مظلوميتها وغربتها فكانت حقاً «الراضية بالقدر والقضاء».[23]

    وكان لها الدور البارز في نجاة الإمام السجّاد وتخليصه من الموت المحدق به في أكثر من مرّة، منها: لمّا هجم عسكر الكوفة على الإمام زين العابدين (ع)، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد شمر بن ذي الجوشن قتله، إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت: لا يقتل حتى اُقتل دونه.[24]

    وحينما ردّ الإمام السجّاد على ابن زياد في مجلسه استشاط غضباً، وقال: «ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد عليّ؟! اذهبوا به، فاضربوا عنقه».

    فتعلقت به زينب ، وقالت: «يا بن زياد! حسبك من دمائنا». واعتنقته، وقالت: «والله لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه».
    [25]

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    • 1ـابن عساكر، أعلام النساء، ص 189 ــ 190.
      2ـابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 453؛ الزبيدي، تاج العروس، ج 2، ص 60.
      3ـ الزبيدي، تاج العروس، ج 2، ص 60.
      4ـ باقر شريف القرشي، السيدة زينب، ص 39؛ حسن الهي، زينب 5ـ الكبرى عقيله بني هاشم، طهران، آفرينه، 1375، ص 29.
      6ـ نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 52و53.
      7ـ نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.
      8ـ نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.
      9ـ محلاتي، ذبيح الله، رياحين الشريعة، ج 3، ص 33؛ محمّدي 10ـاشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 17.
      11ـ القزويني، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد، دار الغدير، ص 561.
      12ـ القرشي، السيدة زينب بطلة التاريخ...، ص 298.
      13ـ ابن عساكر، اعلام النساء، ص 190، رياحين الشريعة، ج 3، ص 41 وترجمة زينب كبرى، ص 89.
      14ـ انظر: العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي،
      15ـ وفاة السيدة زينب من كتاب وفيات الأئمة، ص 437-438.
      ابن عساكر، أعلام النساء، ص 189.
      16ـدلايل الامامة، الطبري، ج 3؛ ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ص 57.
      17ـ نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج 16، ص 210؛
      18ـ وسائل الشيعة، ج 1، ص 13 و14 وبحار الأنوار، ج 6، ص 107.
      19ـ ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ج 3، ص 56 و73.
      20ـجعفر النقدي، زينب الكبري بنت الامام، ص 61.
      21ــ أحمد صادقي اردستاني، زينب قهرمان دختر علي، ص 106.
      22ـ ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ج 3ص62؛
      23ـ جعفر النقدي، زينب الكبري بنت الامام عليه السلام.
      24ـ سيد عبدالحسين دستغيب، زندكاني حضرت زينب (حياة السيدة
      25ـ محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 99.

  • #2

    الأخ الفاضل الاسلام الغريب . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نقل و نشر هذا الموضوع القيم عن السيدة الطاهرة فخر المخدرات عقيلة بني هاشم الحوراء زينب (عليها السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X