بسم الله الرحمن الرحيم
نعتذر من الصراحة في كلامي هذا لكن بلا شك ان الله سبحانه وتعالى سوف يسألنا يوم القيامة عن كل تقصير.
خصوصاً ان الله غيور ويحب الغيرة ولايحب خلافها وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان أبي إبراهيم غيوراً، وأنا أغير منه، وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين".
وفي النص الشريف: "إن الله غيور، يحب كل غيور".
فعلى الفتات ان تلتفت الى هذه النقاط بشكل جيد لكي لاتقع فيها
اولاً عليها تجنب المشية الملفتة للنظر
لانه إذا كنت في الشارع أو على الرصيف أو في أي مكان عام فعليك ان تجنبي المشية والحركات الملفتة للنظر وكثرة التلفت والكلام والضحك بصوت عال أو على الملأ.
وفي خصوص المشية يقول الله سبحانه:﴿ ... وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ... ﴾ 1.
بل الأدب للنساء كما للرجال سواء
غض البصر، والمشي بإتزان، والسكينة والوقار، والمشي بتواضع.
قال الله تعالى:﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ... ﴾ 2، أي يتواضعون للناس ويرفقون بهم.
وقال سبحانه:﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ... ﴾ 3.
وإياك ثم إياك والقهقهة والاختيال فتلعنك الأرض ومن تحتها ومن فوقها.
قال الله تعالى:﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ... ﴾ 4 أي بالخروج عن حد الاعتدال.. ويظهر ذلك بخفة العقل والأفعال والأقوال والقيام والقعود.. وفي المشي على وجه الخصوص.
ثانياً مسالة العطر
تجنبي العطر الفواح الذي يصل للآخرين بك إذا مررت أمامهم.
وينبغي الاحتياط الكامل في استعمال الطيب خارج المنزل.
فإن أردت أيتها العفيفة وضع العطر، فلا تخرجي من المنزل، أو إستبدلي ثيابك، أو تطيبي بما تذهب رائحته سريعاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية".
ثالثاً : الزينة والتبرج
تجنبي الزينة والتبرج فهما من أعظم الفتن في المجتمعات عموماً، وهما الممهدان للفواحش والإنحراف، نعوذ بالله.
فلا تتزيني وتخرجي من المنزل وكم من جريمة وقعت بسبب تبرج المرأة؟!
أما فنون التبرج في هذه الأيام، فتكاد لا تحصى...
قال ربك تعالى:﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ... ﴾ 1
ومن أبرز مظاهر الزينة لبس الخواتم على أشكالها وأحجامها، وأصبح ذلك معروفاً للأسف الشديد، حتى بين "المؤمنات ".... فترين عليها شيئاً من مظاهر الحجاب... ثم تلبس بأصابعها عدة خواتم دفعة واحدة!!!
رابعاُ : طريقة الكلام
إحذري الميوعة في الكلام، بتصنع نطقه بطريقة مائعة لمخارج الحروف...
قال ربك جل جلاله:﴿ ... فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ... ﴾ 5
واحذري كثرة الكلام والمزاح والضحك... لأن كثرتها للرجال والنساء، تورث قساوة القلب، وقلة الورع والذنوب والعيوب والملامة والزلل والملل، وتذهب بالبهاء...
خامساً : الصور الخاصة أمام غير المحارم!
بدأت هذه العادة القبيحة تنتشر في البيوت إنسياقاً مع ما نراه في الإعلام والأفلام من عرض الصور العائلية الخاصة أمام المحارم...!
فتوضع صور حفل الزواج أو صور الفتيات أو صور بأشكال مختلفة، في غرف الاستقبال، وبشكل واضح أمام كل ناظر وزائر.
وفي هذا فتنة للأجانب عن المنزل والزائرين، حيث يضطر بعض غير المحارم أن يتصفح هذه الصور وما فيها, هي حلال لأصحابها وأرحامهم، وليس كل الناس.
فإذا كان لا بد من صور، فلتكن، لرب الأسرة، أو الأطفال، أو الجد والجدة... أما الصور الخاصة الحميمة والعاطفية، فينبغي لمن "لا يمكنه" الاستغناء عنها، أن تكون في غرف النوم فقط!
ومع هذا، لا بد من الانتباه من دخول أجنبي لنقل أثاث أو تركيب شيء أو إصلاحه...
سادساً : لباس المناسبات
عليك اجتناب ما أصبح شائعاً في هذه الأيام من اللباس الكاشف عن أكثر الجسد في الأعراس والحفلات ... وإن كنت بين النساء فقط، فكثير من هذا لا يليق بك.. بل هو مناسب أمام زوجك فقط... وصحيح أنه يجوز الكشف أمام النساء لبعض الأمور، لكن لا بالشكل الذي يسبب سقوطاً لك أمامهن... وقد يندرج بعضه تحت مصطلح " لباس الشهرة "...
ومن غريب ما يقال: إن كل شيء يصبح مباحا في مثل هذه المناسبات!!! فترين النساء وقد تحولن بين ساعة وأخرى إلى "عارضات أزياء"...
سابعاً : التدخين
التدخين عادة سيئة، ولا يختلف اثنان في ذلك، حتى أنت لو كنتي من المدخنين.
فلا تسمعي لمن يقول لك أنها تذهب بالهموم! فلو كان ذلك لكان المدخنون أقل الناس هموماً وبلا مشاكل.
قصة للعبرى: لا ألبس ثوبا نظر إليه أجنبي!
ينقل ان احد الحكام العباسيين كان يأخذ الضرائب الكثيرة من الناس ومنهم أهل بلخ في افغانستان، وبسبب الفقر الشديد الذي كان يعاني منه أهل بلخ لم يدفعوا للحاكم الضرائب، فأرسل لهم واليا وأوصاه أن يضيق عليهم ويهددهم ولا يرحمهم حتى يدفعوا الضرائب.
فكر أهل البلد أن يذهبوا الى زوجة الوالي ويستعطفونها، حيث انها كانت انسانة متدينة رقيقة القلب، وحينما طلبوا منها التوسط لتخفيف الامر عليهم وافقت وقالت لهم سوف ارتب هذا الامر.
أخبرت زوجها الوالي وقالت له أنا أدفع لك ثوبي الثمين المرصع بالجواهر بدلا من الضرائب، رضي الوالي وأخذ الثوب وذهب الى الحاكم العباسي ووضع الثوب أمامه فقال له الخليفة لمن هذا الثوب قال الوالي هذا ثوب زوجتي، هنا تأثر الحاكم وقال للوالي لا تأخذ من أهل بلخ شيئا وأرجع الثوب الى زوجتك.
أخذ الوالي الثوب وشرح ما جرى لزوجته فقالت وهل نظرت عين الحاكم الى هذا الثوب، قال نعم
فقالت لا ألبس ثوبا نظر اليه أجنبي، خذوه وبيعوه وابنوا بثمنه مسجدا.
ينقل الرحالة ابن بطوطة أن المسجد الموجود الآن ببلخ هو مبني من ثمن ذلك الثوب، وزادت منه بقية أوقفوه لشؤون المسجد.
المصادر
1. القران الكريم: سورة النور (24)، الآية: 31، الصفحة: 353.
2. القران الكريم: سورة الفرقان (25)، الآية: 63، الصفحة: 365.
3. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 19، الصفحة: 412.
4. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 18، الصفحة: 412.
5. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 32، الصفحة: 422.