معركة الجمل هي الفيصل بين الحق والباطل ؛ والامام علي (ع) هو المحق الوحيد فيها .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
هناك قاعدة مأثورة عن أهل البيت (ع) تنص على أن الحق لا يعرف بالرجال - 1 - ولكن هل تعلم ان هذه القاعدة لا تجري على اهل البيت (ع) لان الحق يعرف بهم ويدور معهم حيثما دار .
***قال الآجري في كتاب الشريعة : ( قال : محمد بن الحسين رحمه الله : اعلموا رحمنا الله واياكم أنه لم يكن بعد عثمان (ر) أحد أحق بالخلافة من علي (ر) لما أكرمه الله عز وجل به من الفضائل التي خصه الله الكريم بها ، وما شرفه الله عز وجل به من السوابق الشريفة ، وعظيم القدر عند الله عز وجل وعند رسوله (ص) ، وعند صحابته (ر) وعند جميع المؤمنين ، قد جمع له الشرف من كل جهة ، ليس من خصلة شريفة الا وقد خصه الله عز وجل بها : ابن عم الرسول ، وأخو النبي (ص) ، وزوج فاطمة الزهراء (ر) وأبو الحسن والحسين ريحانتي النبي (ص) ، ...... وروى أبو سعيد الخدري ، قال : كنا عند بيت النبي (ص) في نفر من المهاجرين والأنصار ، فخرج علينا النبي (ص) ، فقال : ألا أخبركم بخياركم ، قلنا : بلى ، قال : خياركم الموفون المطيبون إن الله عز وجل يحب الحفي التقي ، قال : ومر علي بن أبي طالب (ر) ، فقال النبي (ص) : الحق مع ذا الحق مع ذا ، قال محمد بن الحسين رحمه الله : ومناقب علي (ر) وفضائله أكثر من أن تحصى ، ولقد أكرمه الله عز وجل بقتال الخوارج ، وجعل سيفه فيهم ، وقتاله لهم سيف حق الى أن تقوم الساعة فلما قتل عثمان بن عفان (ر) وبرأه الله من قتله وأفضت الخلافة إليه كما روى سفينة وأبو بكرة ، عن النبي (ص) : الخلافة بعدي ثلاثون سنة فلما مضى أبو بكر وعمر وعثمان (ر) كان علي (ر) الخليفة الرابع ، فاجتمع الناس بالمدينة إليه ، فأبى عليهم ، فلم يتركوه ، فقال : فإن بيعتي لا تكون سرا ، ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني بايعني ، فخرج إلى المسجد فبايعه الناس ) - 2 -
*** قال ابن الجوزي : ( فصل الحق مع علي بن أبي طالب : ... ثم دعنا من معنى الحديث، كيف يحل لمسلم أن يظن في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه فعل ما لا يجوز اعتماداً على أنه سيغفر له ؟ حوشي من هذا .
وإنما قاتل بالدليل المضطر له إلى القتال ، فكان على الحق .
ولا يختلف العلماء أن علياً رضي الله عنه لم يقاتل أحداً إلا والحق مع علي .
كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم أدر معه الحق كيفما دار .
فقد غلط أبو عبد الرحمن غلطاً قبيحاً ، حمله عليه أنه كان عثمانياً . - 3 -
*** قال الزرندي الحنفي : ( ... قال الحاكم أبو عبد الله : رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن حميد ، عن عبد الرزاق ، قال : وقد خطب علي (ر) بخطب ذوات عدد ، وذكر أمر رسول الله (ص) اياه بقتالهم وقال : اعتقاد المسلم فيما بينه وبين الله تعالى : إن أمير المؤمنين عليا (ع) كان محقا مصيبا في قتال المنافقين والقاسطين والمارقين بأمر رسول الله (ص) . - 4 -
*** روى الخطيب البغدادي فقال : ( أخبرني : الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ ، حدثنا : أحمد بن محمد بن يوسف ، أخبرنا : محمد بن جعفر المطيري ، حدثنا : أحمد بن عبد الله المؤدب بسر من رأى ، حدثنا : المعلي بن عبد الرحمن ببغداد ، حدثنا : شريك ، عن سليمان بن مهران الأعمش ، قال : حدثنا : إبراهيم ، عن علقمة والأسود ، قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له : يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد (ص) وبمجئ ناقته تفضلا من الله واكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس ، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله الا الله ، فقال : يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله وأن رسول الله (ص) أمرنا بقتال ثلاثة مع علي : بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فأما الناكثون فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم يعني معاوية وعمرا ، وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ، ولكن لابد من قتالهم إن شاء الله . - 5 -
*** قال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السنة : أجمعوا أن عليا مصيب في قتاله أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين معاوية وعسكره . اه . - 6 -
*** قال الدكتور محمد السيد الوكيل : ( ... ثم انها لم تكن من اولياء هذا الدم وحتى لو كانت من اولياءه فما دام هناك من الرجال الاقوياء القادرين على المطالبة به والقائمين فعلا على ذلك فلا يجوز لها ان تورط نفسها بل تدع الامر لذويه ...... الى ان يقول : فخروجهم في جيش من المسلمين للمطالبة بما ليس من حقهم امر غير مستساغ ولا مقبول عند احد من علماء المسلمين وثقاتهم ) . - 7 -
************************
الهوامش :
1 - قال الامام علي (ع) الإمام علي (عليه السلام) : إن الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله . ميزان الحكمة ، محمد الريشهري ، ج 1 ، ص 658 .
2 - الاجري ، الشريعة ، كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم الجنة لا ينقطع عن أهلها أبدا ، باب ذكر خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ر) وعن ذريته الطيبة ، ج 4 ، ص 1756 - 1759 .
3 - ابن الجوزي ، في صيد الخاطر ، ج 1 ، ص 129 .
4 - الزرندي الحنفي ، نظم درر السمطين ، ص 117 .
5 - الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، باب الميم ، ذكر من اسمه معلى ، 7117 ، معلي بن عبد الرحمن الواسطي
، ج 15 ، ص 243 .
6 - فيض القدير شرح الجامع الصغير ، ج 6 ، ص 474 .
7 - الدكتور محمد السيد الوكيل ، جولة تأريخية في عصر الخلفاء الراشدين (دراسة وصفية تحليلية لاحداث تلك الفترة) ، ص 515 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
هناك قاعدة مأثورة عن أهل البيت (ع) تنص على أن الحق لا يعرف بالرجال - 1 - ولكن هل تعلم ان هذه القاعدة لا تجري على اهل البيت (ع) لان الحق يعرف بهم ويدور معهم حيثما دار .
***قال الآجري في كتاب الشريعة : ( قال : محمد بن الحسين رحمه الله : اعلموا رحمنا الله واياكم أنه لم يكن بعد عثمان (ر) أحد أحق بالخلافة من علي (ر) لما أكرمه الله عز وجل به من الفضائل التي خصه الله الكريم بها ، وما شرفه الله عز وجل به من السوابق الشريفة ، وعظيم القدر عند الله عز وجل وعند رسوله (ص) ، وعند صحابته (ر) وعند جميع المؤمنين ، قد جمع له الشرف من كل جهة ، ليس من خصلة شريفة الا وقد خصه الله عز وجل بها : ابن عم الرسول ، وأخو النبي (ص) ، وزوج فاطمة الزهراء (ر) وأبو الحسن والحسين ريحانتي النبي (ص) ، ...... وروى أبو سعيد الخدري ، قال : كنا عند بيت النبي (ص) في نفر من المهاجرين والأنصار ، فخرج علينا النبي (ص) ، فقال : ألا أخبركم بخياركم ، قلنا : بلى ، قال : خياركم الموفون المطيبون إن الله عز وجل يحب الحفي التقي ، قال : ومر علي بن أبي طالب (ر) ، فقال النبي (ص) : الحق مع ذا الحق مع ذا ، قال محمد بن الحسين رحمه الله : ومناقب علي (ر) وفضائله أكثر من أن تحصى ، ولقد أكرمه الله عز وجل بقتال الخوارج ، وجعل سيفه فيهم ، وقتاله لهم سيف حق الى أن تقوم الساعة فلما قتل عثمان بن عفان (ر) وبرأه الله من قتله وأفضت الخلافة إليه كما روى سفينة وأبو بكرة ، عن النبي (ص) : الخلافة بعدي ثلاثون سنة فلما مضى أبو بكر وعمر وعثمان (ر) كان علي (ر) الخليفة الرابع ، فاجتمع الناس بالمدينة إليه ، فأبى عليهم ، فلم يتركوه ، فقال : فإن بيعتي لا تكون سرا ، ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني بايعني ، فخرج إلى المسجد فبايعه الناس ) - 2 -
*** قال ابن الجوزي : ( فصل الحق مع علي بن أبي طالب : ... ثم دعنا من معنى الحديث، كيف يحل لمسلم أن يظن في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه فعل ما لا يجوز اعتماداً على أنه سيغفر له ؟ حوشي من هذا .
وإنما قاتل بالدليل المضطر له إلى القتال ، فكان على الحق .
ولا يختلف العلماء أن علياً رضي الله عنه لم يقاتل أحداً إلا والحق مع علي .
كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم أدر معه الحق كيفما دار .
فقد غلط أبو عبد الرحمن غلطاً قبيحاً ، حمله عليه أنه كان عثمانياً . - 3 -
*** قال الزرندي الحنفي : ( ... قال الحاكم أبو عبد الله : رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن حميد ، عن عبد الرزاق ، قال : وقد خطب علي (ر) بخطب ذوات عدد ، وذكر أمر رسول الله (ص) اياه بقتالهم وقال : اعتقاد المسلم فيما بينه وبين الله تعالى : إن أمير المؤمنين عليا (ع) كان محقا مصيبا في قتال المنافقين والقاسطين والمارقين بأمر رسول الله (ص) . - 4 -
*** روى الخطيب البغدادي فقال : ( أخبرني : الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ ، حدثنا : أحمد بن محمد بن يوسف ، أخبرنا : محمد بن جعفر المطيري ، حدثنا : أحمد بن عبد الله المؤدب بسر من رأى ، حدثنا : المعلي بن عبد الرحمن ببغداد ، حدثنا : شريك ، عن سليمان بن مهران الأعمش ، قال : حدثنا : إبراهيم ، عن علقمة والأسود ، قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له : يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد (ص) وبمجئ ناقته تفضلا من الله واكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس ، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله الا الله ، فقال : يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله وأن رسول الله (ص) أمرنا بقتال ثلاثة مع علي : بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فأما الناكثون فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم يعني معاوية وعمرا ، وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ، ولكن لابد من قتالهم إن شاء الله . - 5 -
*** قال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السنة : أجمعوا أن عليا مصيب في قتاله أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين معاوية وعسكره . اه . - 6 -
*** قال الدكتور محمد السيد الوكيل : ( ... ثم انها لم تكن من اولياء هذا الدم وحتى لو كانت من اولياءه فما دام هناك من الرجال الاقوياء القادرين على المطالبة به والقائمين فعلا على ذلك فلا يجوز لها ان تورط نفسها بل تدع الامر لذويه ...... الى ان يقول : فخروجهم في جيش من المسلمين للمطالبة بما ليس من حقهم امر غير مستساغ ولا مقبول عند احد من علماء المسلمين وثقاتهم ) . - 7 -
************************
الهوامش :
1 - قال الامام علي (ع) الإمام علي (عليه السلام) : إن الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله . ميزان الحكمة ، محمد الريشهري ، ج 1 ، ص 658 .
2 - الاجري ، الشريعة ، كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم الجنة لا ينقطع عن أهلها أبدا ، باب ذكر خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ر) وعن ذريته الطيبة ، ج 4 ، ص 1756 - 1759 .
3 - ابن الجوزي ، في صيد الخاطر ، ج 1 ، ص 129 .
4 - الزرندي الحنفي ، نظم درر السمطين ، ص 117 .
5 - الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، باب الميم ، ذكر من اسمه معلى ، 7117 ، معلي بن عبد الرحمن الواسطي
، ج 15 ، ص 243 .
6 - فيض القدير شرح الجامع الصغير ، ج 6 ، ص 474 .
7 - الدكتور محمد السيد الوكيل ، جولة تأريخية في عصر الخلفاء الراشدين (دراسة وصفية تحليلية لاحداث تلك الفترة) ، ص 515 .
تعليق