إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف يدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾ كيف يعني يدعو بالشّرّ دعاءه بالخير؟

    نحن نجلس في المسجد ونقرأ آية أمّن يجيب المضطر ونرفع أيدينا لكن ندعو بماذا؟! واحد رافع يده لماذا؟ يا الله حصّل لي سيارة فلانية! واحد رافع يده: يا الله حصّل لي الحرمة الفلانية «تلك تلك المرأة»! يا الله.. يركّز على أشياء ماديّةٍ معيّنةٍ، هو يرى أنّ هذا دعاءٌ بالخير لكنّه أحيانًا يكون دعاءً بالشّرّ، ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾، لا يقول: اللهم ارزقني الصّالح لي، أنت أعرف بالصّالح، ما هو الصّالح لي؟ الصّالح لي هذه الزّوجة أم تلك؟ الصّالح لي هذا البيت أم ذاك؟ الصّالح لي هذا التّخصّص أم ذاك التّخصّص؟ الصّالح لي هذا الأسلوب أم ذاك الأسلوب؟ لا! لا! أنا لا أريد الصّالح! لا! الصّالح لا! أريد ذاك! الصّالح؟! أنا أريد ذاك الموضوع لا أريد غيرَه! فالإنسان بمجرّد أنْ يرى أمرًا معيّنًا ينسجم مع غريزته، ينسجم مع نفسه، ينسجم مع عاطفته، يركّز عليه في الدّعاء، فهو نظر إلى خيريّة هذا الشّيء لا الخيريّة الواقعيّة لا الخيريّة العقلانيّة وإنما الخيريّة النّفسيّة المنسجمة مع ذاته، المنسجمة مع غرائزه، ولو لم يكن عجولاً وتأمّل وتدبّر ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ فلو لم يكن عجولاً وكان متأمّلاً متدبّرًا لركّز على الخير الواقعي لا الخير العاطفي، لا الخير النفسي.

    ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾ إذن العجلة أين ترجع؟ لأي جذر؟ إذا نريد نُرْجِع العجلة لجذر واقعي، ترجع إلى الحرص، الإنسان عنده حرص، ما معنى الحرص؟ ليس بخلاً، الحرص بمعنى أنْ يكون حريصًا على أنْ يحصل على منافعه بأسرع وقت ممكن، وهذا ينطلق مِنْ غريزة حبّ الحياة، الإنسان يمتلك غريزة ذاتيّة متأصّلة لا يمكن أنْ ينفكّ عنها هي غريزة حبّ الحياة، حبّ الحياة يدفعه إلى الحرص، يعني: إلى أنْ يركّز على منافعه، والحرص هو الذي يدفعه إلى العجلة، لأنه يخاف أنْ تفوت منه هذه المنافعُ العاجلة العابرة، فيكون عجولاً في استيفائها..
    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 16-12-2021, 12:37 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X