بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
أعتذر لكم أحبتي على تقطع حروفي وركاكة سطوري ، كيف لي وأنا القاصر أن أصف الإنسان الكامل ، مصباح الهدى الذي به استضاءت العقول فأبدت للنفوس طريق الحق فتسلكه مطمئنة لترى في نهايته نعيم الله المقيم ..
قبل البدء أُعزي نفسي وأحبتي وقبل ذاك أُعزي مولاي صاحب العصر في مصاب بطل الإنسانية الخالد ، سيد الوصيين وأولى الناس بالمؤمنين ويعسوب الدين وقبلة العارفين وعلم الراشدين وخليفة رسول رب العالمين فارس الهيجاء في بدر وحنين ومن به كفى الله المؤمنين القتال أخو المصطفى وحليل البتول الزهراء وأبو السبطين الحسن والحسن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ..
يكلُّ اللسان ويقلُّ البيان في وصف من اجتمعت فيه الأضداد ، ليس لي طاقة على وصف هذا المحيط المليء بدرر الخير والحاوي للآلئ الخلق العظيم ، سأترك وصف هذا الرجل العظيم لأحد أصحابه ألا وهو ضرار الكناني والذي أبدى جميل الوصف الذي حوته نفسه في مجلس عدوه رأس المنافقين معاوية عليه ما يستحق من الله ، قال ضرار: كان علي بعيد المدى شديد القوى يقول فصلاً ويحكم عدلاً يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته وكان والله غزير العبرة طويل الفكرة يُقلب كفيه ويُخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما جشب كان والله كأحدنا يُدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يُعظم أهل الدين ويُحب المساكين لا يطمع القوي في باطنه ولا ييأس الضعيف من عدله فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى سدوله وغارت نجومه يميل في محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه وهو يقول ياربنا ياربنا يتضرع إليه ثم يقول للدنيا إليّ تغررتي إليّ تشوقتي هيهات هيهات غري غيري قد بنتكِ ثلاثاً فعمرك قصير ومجلسكِ حقير وخطركِ يسير آاه آاه من قلة الزاد وبُعد السفر ووحشة الطريق ..
لقد أبكت هذه الأوصاف معاوية العدو اللدود لعلي واعترف بهذه الأوصاف لعلي عليه السلام ..
يحق للمنصف بعد أن يقرأ هذه الأوصاف أن يبكي على مصاب على علي بدل الدموع دماً ، فعلي عليه السلام الإمام المبين الذي اشتعلت للميل عنه الفتن فطالت الأخضر واليابس ومزقت جسد الأمة وجعلتها لقمة سائغة في أفواه أعداء الدين ..
تعليق